وقالت مهاجراني في ردٍّ على سؤال حول تحرك الحكومة لإدانة جرائم إسرائيل في المحافل الدولية: إنّ "جوهر فعل إسرائيل هو الجريمة"، ومنذ اليوم الأول للحرب بدأت المراسلات مع مجلس الأمن والمنظمات الحقوقية، وتم إرسال ما لا يقل عن عشرة خطابات إلى الأمين العام للأمم المتحدة والجهات المعنية. وأضافت أنّ توثيق جرائم إسرائيل جارٍ حالياً، وقد تم تشكيل لجنة قانونية خاصة لهذا الغرض.
وفي ردّها على سؤال آخر بشأن البرنامج العملي للحكومة لتعزيز الأمن القومي، قالت: لدينا ثروتان كبيرتان؛ إحداهما حضارتنا الممتدة لآلاف السنين بما فيها من تقلبات، والثانية هي تلاحم الشعب، وتقع على عاتق الحكومة مسؤولية تحسين ظروف المعيشة لتعزيز هذا التلاحم. فهويتنا الدينية والوطنية متداخلة لا تنفصل.
أما في ما يخص تقديم الخدمات والتسهيلات للمواطنين الذين تضررت منازلهم وممتلكاتهم، أوضحت مهاجراني: وفقاً لإعلان لجنة إدارة الأزمات، تضرر 3500 وحدة سكنية، منها 332 وحدة في طهران، تم تصنيفها ضمن فئات مختلفة. وأكدت أن أولوية الحكومة حالياً هي إيواء المتضررين، وهذا العمل جارٍ بالفعل، في حين سيتم لاحقاً اتخاذ قرارات بخصوص منح القروض السكنية وإعادة الإعمار.
وفي شأن توزيع القسائم الإلكترونية، قالت مهاجراني: كما أُعلن سابقاً، فإن سياسة الحكومة تقضي بتغطية الشرائح السبع التي كانت تتلقى هذه القسائم، حيث ستحصل جميع هذه الفئات على القسائم. وستُمنح الفئات من الشريحة الأولى إلى الثالثة مبلغ 500 ألف تومان لكل فرد، على أن يشمل هذا الإجراء الفئات الأخرى أيضاً بشكل تدريجي.
وبشأن سؤال عمّا إذا كان إصدار قانون الحجاب كان سيؤثر على التضامن الذي شهده الشعب خلال الحرب، قالت: إن الوضع الراهن هو بحد ذاته دليل على صحة المسار الذي سلكناه، وتم اتخاذ القرار بشكل صائب.
ورداً على سؤال حول تدابير الحكومة المتعلقة بإنشاء ملاجئ في ظل التهديدات المحتملة، قالت: من حق الناس أن تكون لهم ملاجئ؛ فوجود الملاجئ يبعث على الطمأنينة النفسية. وخلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، ظلت بعض محطات المترو مفتوحة، كما تُعد المدارس والمساجد ومواقف السيارات العامة أماكن آمنة. ونتمنى ألا نضطر لاستخدامها، لكن علينا أن نوفر البنية التحتية اللازمة لذلك.
وفي مواصلة للمؤتمر الصحفي، أشارت مهاجراني إلى برنامج الحكومة لتحسين الخدمات بعد الحرب التي دامت 12 يوماً، قائلة: لقد أفشل شعبنا مخططات إسرائيل، ويجب أن نعبر عن امتناننا لهم لا بالكلام فقط، بل بالأفعال. كانت لدينا خطط لكل السيناريوهات، وتعاون كبير تم مع الجمارك ووزارات الزراعة، الطرق، والصناعة، لضمان إيصال السلع إلى الناس دون توقف في الخدمات. وأكدت أن منظمة الغذاء والدواء لم تتخلَ عن مبادئها المهنية خلال الحرب، وكانت نشطة لضمان صحة المواطنين. ورغم أننا لا ندّعي الكمال، فإننا بذلنا كل ما بوسعنا لتقديم الخدمات، وأقررنا في الحكومة وجوب تقييم نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات. وأشارت إلى أن الحكومة استوردت خلال هذه الفترة 210 آلاف طن من الأرز، و200 ألف طن من الزيوت، و105 آلاف طن من السكر، و40 ألف طن من الدقيق، وكميات كبيرة من الأعلاف الحيوانية، ولم يُستهلك سوى 25% من هذه الكميات، ولا تزال احتياطاتنا الاستراتيجية سليمة، والحكومة ملتزمة بمعيشة المواطنين، وداعمة للاقتصاد، وتدعو لرؤية جديدة في التواصل مع الشعب.
وعن رؤية الحكومة تجاه تنظيم أوضاع الأجانب، قالت: نحن نستضيف اللاجئين منذ ما يقرب من خمسة عقود، ولدينا أعلى معدل استقبال، وكان سلوك الشعب معهم مضيافاً. ولكن بما أن لكل بلد مصالح وطنية، فيجب عودة المهاجرين غير القانونيين إلى وطنهم، وهذا لا يعني الترحيل القسري بل العودة الطوعية. فالشرق الأوسط يعاني من الهجرة نتيجة تدخلات القوى الأجنبية، ونأمل أن يعمّ السلام ليعود اللاجئون إلى أوطانهم.
وردّاً على سؤال عن تاريخ إسرائيل في خرق الهدنات، قالت: كان السيد عراقجي نشطاً خلال الأيام الـ12 الماضية لتوسيع الجهود الدبلوماسية، وقال: "إيران ليست لبنان". نحن مستعدون لكل السيناريوهات.
وحول تقارير عن نية إيران شراء مقاتلات من الصين، قالت مهاجراني: هذا الأمر يجب متابعته مع المتحدث باسم القوات المسلحة.
وأضافت: تعزيز الهوية الوطنية ونشر ثقافة المشاركة المدنية من أولويات الحكومة، والرئيس أعلن أن بعض المهام سيتم تفويضها إلى الشعب. وفي الحرب رأينا أن هناك نية لإعطاء مزيد من الصلاحيات للمحافظين والوزراء، ونرغب في أن يتولّى الناس شؤونهم بأنفسهم. علينا أن نرحب باختلاف وجهات النظر، فكما قال الشهيد سليماني: "تلك الفتاة غير المحجبة هي ابنتنا أيضاً". لا ينبغي تصنيف الناس إلى "نحن" و"هم"، فنحن شعب واحد.
وبشأن قرار البرلمان بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أوضحت: نحن أعضاء في معاهدة الحد من الانتشار النووي (NPT)، ووفقاً لمبادئ هذه المعاهدة، فإن هذا الهجوم مدان، ويحق لنا قانوناً تعليق علاقتنا مع الوكالة. وسنتصرف وفقاً لمصالحنا الوطنية عندما يُقر هذا القرار كقانون.
وفي ما يتعلق بمدى استمرارية وقف إطلاق النار ورؤية الحكومة للتفاوض، قالت مهاجراني: منذ بداية الحكومة، كنا نسعى للتفاوض، وهو ما كان جارياً أيضاً في الحكومة السابقة، لكن تناقض مواقف الطرف الآخر صعّب الأمور. كنا في خضم التفاوض، وكان من المقرر إعلان برنامج إيران للطاقة النووية السلمية في مسقط يوم الأحد، ولكن ما الذي حدث؟ شنوا علينا حرباً. رغم انعدام الثقة، لن نغادر طاولة المفاوضات. العالم يعلم أن من كتب الاتفاق النووي هو إيران، ولم نكن نحن من انسحب منه. نحن أهل دبلوماسية، وموقفنا واضح. مشكلتنا مع بعض دول المنطقة قد حُلّت، والمشكلة الآن في الطرف الآخر، ونحن مستعدون لكل السيناريوهات.
وفي الختام، قالت: أعدّت الحكومة حزمة دعم من خمسة محاور لدعم أصحاب الأعمال والمنتجين، وتركّز على الحفاظ على معيشة الشعب، ونتابع هذه القضايا بجدية.
/انتهى/