وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء انه وفي بعض أنواع المفاعلات، يُستخدم الماء الثقيل بدلاً من الماء العادي. ويتكون الماء العادي من ذرة أكسجين وذرتي هيدروجين، بينما يحتوي الماء الثقيل في تركيبته على ذرة أكسجين وذرتي ديوتيريوم. والديوتيريوم هو في الواقع شكل آخر لذرة الهيدروجين. ونظرًا لأن الديوتيريوم أثقل من الهيدروجين، يُطلق على هذا المركب الجزيئي اسم "الماء الثقيل".
وقد تمكن الخبراء الايرانيون من إنتاج هذه المادة القيّمة واستخدامها في تطبيقات متنوعة. وتُعد الجمهورية الإسلامية الإيرانية واحدة من بين 10 دول في العالم تمتلك مصنعًا لإنتاج الماء الثقيل. حاليًا، يتم إنتاج كميات كبيرة من هذه المادة سنويًا في مجمع خنداب للماء الثقيل بالقرب من مدينة أراك، حيث يتم تصدير جزء منها إلى دول مختلفة.
الماء الثقيل أو D₂O هو نوع من جزيئات الماء الذي يتكون من نظير الديوتيريوم (²H أو D) الأثقل بدلاً من ذرات الهيدروجين العادية (¹H). الديوتيريوم أثقل بحوالي مرتين من الهيدروجين الخفيف، مما يجعل للماء الناتج خصائص فريدة مثل التباطؤ الفعال للنيوترونات - وهي قدرة حيوية للمفاعلات التي تستخدم الوقود الطبيعي. نتيجة لذلك، يُستخدم D₂O على نطاق واسع في الصناعات النووية وإنتاج النظائر الطبية والأبحاث العلمية.
مجمع خنداب للماء الثقيل (IR-40)
بُني مجمع خنداب للماء الثقيل (IR-40) على بعد 55 كم شمال غرب أراك على مساحة 20 هكتارًا، وقد تم تصميمه وتركيبه بواسطة خبراء محليين. بدأ المشروع بالدراسات المعملية عام 1363 (1984)، وبدأ البناء الصناعي عام 1377 (1998)، بينما جرى التشغيل الرسمي عام 1385 (2006). واختيار هذا الموقع كان بسبب توفر الموارد الأولية، والاستقرار الزلزالي، وأهميته الاستراتيجية.
يُعتبر الماء الثقيل من خنداب الآن ثاني أكثر مادة نووية استراتيجية بعد اليورانيوم، حيث يُقدّر سعر الكيلوغرام الواحد بحوالي 1000 دولار. وبعد اتفاقية "جوانا"، صدرت إيران 32 طنًا إلى أمريكا و38 طنًا إلى روسيا، كما وضعت مفاوضات مع مشترين آخرين في آسيا وأوروبا على جدول أعمالها. ولاقت صادرات إيران ترحيبًا إيجابيًا من حيث الجودة ومتانة المعدات.
هجوم الكيان الصهيوني
من الجدير بالذكر أن الكيان الصهيوني قام في 18 يونيو 2025 بهجوم عدواني على موقع مجمع IR-40، لكنه أُعلن فورًا أن الهجوم لم يتسبب في أي خسائر أو تسرب إشعاعي، حيث كان الموقع قد أُفرغ مسبقًا.
إيران ضمن العشر الأوائل عالميًا
مع إنتاج مستقر يبلغ حوالي 20 طنًا من الماء الثقيل وتصديره بنجاح، لا تزال إيران من بين الدول العشر الأولى في إنتاج وتوريد الماء الثقيل. ويعود هذا الموقع إلى مزيج من السعة العالية، والجودة الممتازة، وقوة السوق الدولية.
تطوير المجمع وزيادة كفاءته
يُظهر تطوير وزيادة كفاءة هذا المجمع بوضوح الاكتفاء الذاتي التكنولوجي لإيران. وسرعة نمو مشروع إعادة تصميم IR-40، وإنتاج المنتجات الطبية، ومستوى التصدير العالي، قد وفرت مجالات جديدة للنمو الاقتصادي والتقني.
مكانة إيران العالمية
تمتلك إيران مكانة ثابتة بين اللاعبين الرئيسيين عالميًا بفضل إنتاج كميات كبيرة من الماء الثقيل عالي النقاء وتصديره بنجاح. كما يُعد مجمع خنداب نموذجًا ناجحًا لتوطين التكنولوجيا المعقدة وقدرتها على توليد الدخل من المنتجات الاستراتيجية."
/انتهى/