فبركة "اكسيوس" .. خبر كاذب،‌ وهدفين حقيقيين !

وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان المصادر التي استندت إليها "أكسيوس" هي ثلاثة مسؤولين أوروبيين مجهولي الهوية ومسؤول صهيوني واحد! ووفقًا لهذا الادعاء، فإن بوتين أكد نفس الموقف في اتصالاته الهاتفية الأسبوع الماضي مع دونالد ترامب، وإيمانويل ماكرون ،‌ وقد تم تكذيب الخبر المفبرك من "أكسيوس" ليس فقط من قبل وزارة الخارجية الإيرانية، بل أيضًا من مصادر روسية.

السؤال الرئيسي هنا هو: ما الهدف الحقيقي لـ"أكسيوس" من اختلاق هذه الرواية الكاذبة؟ هناك نقطتان مهمتان يجب الانتباه إليهما في هذا الصدد:

الهدف الأول: أن الأهداف الرئيسية لوسائل الإعلام مثل "أكسيوس" و"رويترز" هي توجيه الأبعاد غير المعلنة للمفاوضات النووية المحتملة، بهدف إضعاف الخطوط الحمراء التي حددتها طهران. خلال سلسلة المفاوضات النووية غير المباشرة بين إيران وامريكا في مسقط أيضًا، فقد قامت هذه الوسائل بنشر أخبار مفبركة لتعزيز مواقف واشنطن في المفاوضات.

مع مرور الوقت، اتضح أن معظم هذه الأخبار كانت عبارة عن "أخبار مزيفة" و"أخبار هادفة"، ولا تتوافق مع مواقف إيران على طاولة المفاوضات.

لا ينبغي نسيان أن وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية لا تقوم بهذه الإجراءات لمجرد الظهور! فخلال العقدين الماضيين، كانت وسائل الإعلام الغربية جزءًا من استراتيجية "الضغط الأقصى" و"الاحتواء الأقصى" ضد طهران، نيابة عن مؤسسات رسمية وخلفية للسلطة في بلدانهم. لذا، يجب البحث عن أهداف أكبر خلف الادعاء الكاذب الأخير لـ"أكسيوس".

الهدف الثاني: هو الترويج لفكرة "انعزال المواقف الإيرانية" في النظام الدولي! 

تحاول "أكسيوس" أن توحي بأن حتى روسيا والصين - كشريكين استراتيجيين لطهران وعضوين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة - لا تعترفان بأصالة وحق ايران الذاتي في التخصيب على الأراضي الإيرانية، بل إن استناد إيران إلى نظام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبنود معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) لم يستطع جذب دعمهما (بكين وموسكو) لهذه الحقوق الذاتية.

بينما أكد المسؤولون الروس والصينيون مرارًا دعمهم للحقوق النووية المشروعة لإيران وفقًا لوثائق ومعاهدات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبالتأكيد، من اجل تفنيد هذه الادعاءات الكاذبة والمضللة، يجب تعزيز التعاون في إطار الدبلوماسية العامة والإعلام المشترك بين وزارة الخارجية الإيرانية وكل من روسيا والصين، لأن هذه الحملة الإعلامية الكاذبة والهادفة للغرب ستلحق الضرر بمصداقية موسكو وبكين في النظام الدولي، خاصة لدى الجمهور العام والمتابعين للملف النووي الإيراني.

/انتهى/