وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن وزير الداخلية الإيراني، إسكندر مؤمني، قال خلال عرضه لتفاصيل تلك الإجراءات، إنّ «استشهاد النساء والأطفال والعلماء النوويين، إضافة إلى قادة كبار في القوات المسلحة الذين ضحوا بحياتهم من أجل إيران والإسلام، يدعو لتقديم التهاني والتعازي في آنٍ واحد».
وأضاف: «أدين بشدة الهجمات الوحشية التي شنها الكيان الصهيوني وأمريكا، وقد اتخذت وزارة الداخلية منذ اللحظات الأولى للعدوان الوحشي خطوات متعددة، وكانت لدينا خطط معدّة في مختلف المجالات وفقًا للمؤشرات والأدلة المتوفرة».
وأكد مؤمني أنّ وزارة الداخلية راجعت مسألة الأمن من مختلف الأبعاد، وأشار إلى التركيز على الأمن العام عبر محورين: أمن الحدود والتصدي لهجمات المجموعات المعادية والمسلحة المعروفة. وأضاف أنّ جزءًا من المخاوف تمثل في سعي العدو إلى زعزعة الأمن الداخلي، ولكن تقديم الخدمات العامة أثناء الحرب تم دون انقطاع.
وفي ما يتعلق بأمن الطاقة، أشار مؤمني إلى أنّه رغم الاختلال القائم في توازن الطاقة، فقد تم التخطيط بشكل مناسب لتأمين الوقود، وكذلك لتوفير السلع الأساسية، موضحًا أن الوزارة تولّت مسؤولية مباشرة في هذا المجال، بالنظر إلى أن المحافظين مسؤولون ميدانيًا عن تلك الملفات.
جاهزية شاملة للأجهزة الأمنية
وتابع مؤمني قائلاً: «أرسلنا فرقًا خاصة للسيطرة على محافظات الشمال، وعقدنا اجتماعات مع لجنة الأمن لوضع التوقعات اللازمة لضمان الأمن الداخلي، كما تم التخطيط لأمن السجون والأحياء العامة والأماكن الحيوية. وقد دخلت القوات العسكرية والأمنية، بما فيها الشرطة والحرس الثوري والتعبئة، في حالة تأهب في جميع المنافذ البرية والجوية تنفيذاً لقرار المجلس الأعلى للأمن القومي، وهو ما نال رضا المواطنين خلال فترة الحرب».
وأشار إلى أن استهداف مراكز الشرطة شكّل أحد محاور تركيز العدو، وقال: «قُدم نحو 150 شهيداً من قوات الأمن الداخلي خلال هذه الحرب المفروضة، وتعرضت مراكز شرطة في طهران ومحافظات أخرى لهجمات متكررة، لأن العدو كان يعوّل على اختراق الأمن الداخلي».
الجهود خلال الحرب واستمرار تقديم الخدمات
وأوضح الوزير أن الأجهزة الأمنية، من شرطة وقوات الحرس الثوري والتعبئة ووزارة الأمن، بذلت جهوداً كبيرة خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً. وأكد: «بحمد الله، لم نشهد أي حالة من انعدام الأمن سواء على مستوى الحدود أو في الداخل، وكان هناك تعاون شعبي ملحوظ في حفظ الأمن».
وأشار إلى استمرار تقديم الخدمات العامة خلال فترة الحرب، ولفت إلى أن الوزارة اضطلعت بمسؤولية مباشرة بسبب دور المحافظين، ورغم استهداف بعض مراكز تخزين السلع في البلاد وطهران، إلا أنه تم اتخاذ إجراءات كافية لتجنب نقص الوقود والبنزين. كما تم اتخاذ قرارات مؤقتة بشأن البنزين في الأيام الأولى من الحرب، مما أدى أولاً إلى تقليص ثم إلى زيادة استخدامه.
وأكد مؤمني أن هناك جهوداً مكثفة لضمان عدم وجود نقص في السلع الأساسية، مشيراً إلى أن الاعتماد على المخزون الاستراتيجي كان في حدوده الدنيا، وأن الإدارة تمت بأعلى قدر من الكفاءة، سواء في قطاع الوقود أو الخدمات العامة.
الوحدة الشعبية: مفتاح النجاح
واعتبر مؤمني أن أكبر إنجاز تحقق كان بفضل وحدة الشعب، وقال: «رغم تعدد التوجهات، أظهر الشعب تلاحمه خلال حرب الـ12 يوماً، مما أحبط مخططات العدو». وأضاف أنه تم اتخاذ تدابير لنقل الحجاج إلى البلاد رغم توقف الرحلات الجوية، من خلال تنسيق مع عدة دول.
وأشار إلى استمرار التنسيق لإقامة مراسم الأربعين، مضيفاً: «عقدنا اجتماعات ثلاثية مع وزراء داخلية العراق وباكستان، ولم يكن هناك أي تقصير في هذا الصدد».
حول ملف الأجانب وتنظيم أوضاعهم
وقال الوزير: «في ما يتعلق بالأجانب، نحن لا نمارس أي تطرف أو تمييز، ولسنا دولة معادية للمهاجرين، ولكن يجب تنظيم هذا الملف بسرعة». وطالب مجلس الشورى بتسريع النظر في مشروع القانون الحكومي الخاص بتنظيم أوضاع الأجانب، مؤكداً أن كثيراً من المقيمين غير النظاميين عاشوا لسنوات طويلة في إيران، ولنا مشتركات ثقافية معهم، ولكن «البلاد لم تعد تتحمل عبئاً إضافياً».
تنسيق لإدارة السوق والأزمات
وتابع الوزير: «تم عقد العديد من الاجتماعات من قبل المحافظين لضبط الأسواق وإدارة الأزمات، وإذا لزم الأمر، يمكن تقديم مشروع قانون حول تعزيز التلاحم الوطني». واعتبر أن أهم عوامل إفشال العدو تمثلت في وعي الناس، وحضورهم الفعّال، وتجاهلهم للدعاية الخارجية والمضللة على الإنترنت.
تجهيزات واستعدادات مسبقة
وكشف مؤمني أن الوزارة، منذ بدء عملها في الحكومة الرابعة عشرة، وضعت مسألة "التحصين من المفاجآت" على رأس أولوياتها، تحسباً لأي عدوان خارجي أو تطورات داخلية غير متوقعة. وأكد أن الوثائق والمصوبات المتعلقة بهذه التدابير موجودة.
كما أشار إلى أن تعيين المحافظين من مختلف التيارات السياسية ساهم في ترسيخ التلاحم الوطني، وأن جميع المحافظين باشروا أعمالهم منذ اللحظات الأولى للهجوم وكانوا في ميدان العمل.
إعادة الإعمار وإيواء المتضررين
وفيما يخص إعادة الإعمار، قال مؤمني إنه تم تشكيل فريق عمل برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية، وتم طرح مقترحات لجنة الإعمار في الحكومة، مضيفًا أن أغلب الأضرار تركزت في طهران. وأكد أن توفير الإيواء المؤقت والعاجل للمتضررين كان على رأس الأولويات، رغم التحديات.
الدور الشعبي أساس الانتصار
وأوضح أن نائب الشؤون الاقتصادية في الوزارة تابع توزيع السلع الأساسية، وتم منح صلاحيات إضافية للمحافظين لإدارة الأمور ميدانياً. وقال: «حتى لو اشترى المواطنون ضعف حاجتهم، كان الطلب سيتضاعف، لكن هذا لم يحدث، وهذا ما سهّل الأمور».
واختتم مؤمني بالتأكيد على أن التعاون الشعبي، إلى جانب الحكومة والقطاعات المختلفة، ساهم في تحقيق انتصار مشرف خلال الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً، مشدداً على ضرورة ترسيخ الوحدة الوطنية على مدار العام.
/انتهى/