وقالت حماس في بيان صحفي اليوم الاثنين، إن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال تمثل “واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها العصر الحديث”.
وأشارت إلى تقرير منظمة “بتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية، الذي أكد – بالأدلة والشهادات – أن الاحتلال “ينفّذ إبادة جماعية مكتملة الأركان بحق الفلسطينيين في غزة”. ووصفت حماس تقرير المنظمة اليسارية الإسرائيلية بأنه “توثيق يمثّل تأكيداً جديدًا على نوايا وسلوك الاحتلال”، الذي يسعى إلى “تفكيك المجتمع وإبادته، وتهجير السكان قسرًا عبر خلق ظروف معيشية لا تُحتمل”.
وفي سياق متصل، أكدت حماس أن “خداع الاحتلال بشأن إدخال المساعدات بات مكشوفًا”، وقالت إن الواقع – وبشهادة المنظمات الدولية – يثبت أن المساعدات لا تشكل سوى “قطرة في بحر الاحتياجات الإنسانية”.
وأشارت إلى أن الهدف الحقيقي من ذلك هو “الالتفاف على الضغوط والإدانات الدولية، مع إصرار الاحتلال على الاستمرار في سياسة التجويع الوحشية بحق شعبنا الفلسطيني”.
ودعت حماس محكمة العدل الدولية إلى تفعيل محاكمة الاحتلال المجرم في قضية الإبادة المرفوعة ضده، وإصدار قرارٍ يدفع باتجاه وقف الإبادة المستمرة منذ قرابة اثنين وعشرين شهراً.
كما طالبت محكمة الجنايات الدولية بملاحقة قادة الاحتلال كمجرمي حرب، وعدم تمكين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأركان “الإبادة الصهيونية” من الإفلات من العقاب.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة، اليوم الاثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة الجماعية التي ترتكبها سلطات الاحتلال في القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى59,921 شهيدًا و 145,233 إصابة.
وبينت أن مستشفيات قطاع غزة سجّلت 14 حالات وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليصبح العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 147 حالة وفاة، من بينهم 88 طفلًا، فيما ارتفع عدد ضحايا لقمة العيش أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية من مراكز المساعدات الأمريكية ـ الإسرائيلية المزعومة إلى 1,157 شهيدًا، وأكثر من 7,758 جريحاً منذ 27 مايو/ أيار الماضي.
ويشهد القطاع أزمة إنسانية حادة منذ أغلق جيش الاحتلال المعابر في مارس/ آذار الماضي، ومنع تدفق المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية يشنها الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة، فلسطينيين بالقطاع وقد بدت أجسادهم أشبه بهياكل عظمية جراء الجوع الشديد، فضلاً عن إصابتهم بالغثيان والإعياء وفقدان الوعي. ولم تسمح سلطات الاحتلال إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 600 شاحنة يوميا كحد أدنى لتجاوز المجاعة الحاصلة.
وتزايدت في الأيام القليلة الماضية الإدانات الدولية لسياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل على أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر مما أدى إلى تفشي المجاعة بين السكان المحاصرين.
/انتهى/