.
لم يكن طه يحمل سلاحًا، بل كان يبحث عن ما يسد رمق أمه وإخوته ... طه ليس فقط طفلًا فقد بصره، بل هو يتيم فقد والده وشقيقه الأكبر معيله الوحيد خلال اقتحام الاحتلال لمستشفى الشفاء العام الماضي.

منذ تلك اللحظة، تغيّر كل شيء… يعيش اليوم على بعض ما توفره مصائد الموت الجماعي، في ظل واقع قاسٍ لا يرحم طفلًا ولا يحنّ على أرملة ولا يُبقي لعائلة مأوى ... طه لا يطلب المستحيل…

فقط يريد فرصة للعلاج. إعادة تأهيل جسدي ونفسي يمكن أن تُنقذ ما تبقى من أحلامه، وتمنحه أملًا جديدًا في الحياة. يناشد المؤسسات الدولية والإنسانية، يناشد الضمائر الحية، لعلّ صوته يصل، ولعلّ هناك من يراه… وإن لم يعد يرى هو شيئًا.

بين رصاصة أفقدته نور عينيه، وواقع يُطفئ نور مستقبله، يقف طه المقادمة مثالًا على جيل يُعاقب مرتين… مرة بالحرب، ومرة بالنسيان. من وسط ركام المعاناة في غزة، ما زالت الإنسانية تنادي… فهل من مجيب؟.

***
***
***
/انتهى/