.
قال النازح عبد السلام عودة لوكالة تسنيم الدولية للأنباء: "لقد خرجنا في ظروف صعبة ووضعت الباص هنا، كان لدى صديقي قطعة من الارض وفيها باص صغير فخطر في بالي ان اصنع شيء، فقلت له اين الباص اريد ان اعيش فيه فقال لي انه لم يعد موجود، فكان معه صديق اخر وقال انا لدي يمكنك ان تأخذه، فلم اتردد فوضع الباص في ارضي وقمت بالتعديل عليه وضعت الواح حديدية ومواد عازلة بحيث قدر الممكن ان لا يدخل علينا قوارض او حيوانات".
حين نزح من بيته لم يستطع أن يحمل شيئًا من متاعه، سوى قلبٍ مُثقل بالذّاكرة حافلة لا تُقيه من حرّ الصّيف ولا من مطر الشّتاء، لكنّها صارت الملجأ الأخير بعد غربةٍ طويلة عاد منها ليتمسّك بأرضه مهما ضاق العيش.
وأضاف عودة لتسنيم: "حاليا انا اعيش بصعوبة في الباص الجو حار جدا نخرج من الصباح الساعة 9 تقريبا ونرجع بوقت العصر حتى يبرد الجو، حياة صعبة ونحن الان مقتربين من فصل الشتاء فما فوقنا لا يقينا من غزارة الامطار وكل اغراضنا التي اعطونا اياها الجيران ممكن ان تتلف".
من بين الصفيح الصدء صنع عبد السّلام وزوجته بيتًا بدائيًّا، سريرًا للنّوم، وموقدًا بسيطًا للطّهو. حافلةٌ لم تعد تتحرّك على الطّرقات، لكنّها صارت تسير بهما في رحلةٍ أخرى… رحلةٍ مع الألم والأمل معًا.
وقال عبد السلام لوكالة تسنيم: "انا حاليا عاطل عن العمل كنت اعمل قبل الحرب مهنتي تمديدات كهربائية ومعي ترخيص من شركة كهرباء القدس لكن لا يوجد عمل الان ولا اي دخل، الحياة التي عشتها صعبة ولكن لا خيار لدينا الا ان نبقى في وطنا هنا وارضه لا يوجد مجال غير ذلك".
وأكد عبد السلام لتسنيم: "عنواني لهذه الرحلة الصعبة هو الصبر والصمود على هذه الارض ولن نتزحزح".
ورغم ما يفتعله الاحتلال، يظلّ عبد السّلام يرى في الأرض المحطّة الأجمل… فهي الوجهة الأخيرة لكلّ رحلاته، مهما طال المنفى وضاق المكان.
/انتهى/