صراع جذور وأياد غريبة.. الاحتلال يزرع الدخيل مكان الزيتون الفلسطيني باستيطانه الرعوي
- الأخبار الشرق الأوسط
- 2025/10/07 - 17:42
اما هنا في بلدة المغير .. ووصلنا الى هذه الارض التي كان فيها أيضا جدات معمرات كثر مثل تلك لكنها لم تنجو من جرافات الاحتلال ... وكان في هذه البلدة جدة تجاوزت عمر التسعين والتي زرعت بيديها منذ أكثر من خمسين عاماً بساتين الزيتون واليوم، تجلس تبكي على رفيقاتها الأشجار اللواتي أنهكهن الاحتلال كما أنهكها الزمن.
قالت الحاجة سمية أبو علي لوكالة تسنيم: "كيف لي ان لا ابكي على رزقة أبنائي، تخيل ان معكم شيء تملكونه هل تقبلون بأن احد يأخذه من يديك بالقوة ويذهب؟".
واضافت الحاجة سمية لتسنيم: "انا كنت سامعة اصوات تدق في الارض واشخاص يعبثون بها، لكن لم اعرف مذا افعل في هذه اللحظة صمت وصرخت في داخلي واصبحت اضرب براسي ووجهي من شدة القهر وانا لا اريد اشعار اسرتي باني حزينة ومقهورة وظللت امسك بوجهي بقوة حتى افرغ حزني لسال الدم مني، فهذا من تعبي وعملي فكيف يذهب الى الصهاينة".
وحدثنا الحاج محمد ابو عليا عن حواره الذي كان مع احد جنود الاحتلال لوكالة تسنيم: "قال له الجندي ( لمذا بنيت هذا المنزل هنا؟ فهو ممنوع ) فرد الحاج له (لا هذه ارضي وانا ذهبت الى وحدة الادارة المركزية لمكتب تسجيل الاراضي في بيت ايل لاعمل رخصة بناء في هذه الارض كلها ما يقارب 4 دونم ووثقت كل شيء وكل دونوم حتى ان جعلت جيراني في الاراضي المجاورة لي ان يوقعو لي لضمان اكثر فكل شيء يأكد ان هذه الارض لي ولا يحق لاي احد ان يمسها)".
وعقبت الحاجة سمية لتسنيم: "ان اكثر من خمسين عام وانا اركض من مكان الى اخر حيث ازرع هذه الارض واعود الى منزلي الاخر في وسط البلدة على ابنائي، ومع قدرة الله زرعت جميع هذه الارض في شجر الزيتون حتى تعيل وتطعم ابنائي من بعدي".
واكدت الحاجة سمية ابو عليا: "واللهي ان من زرع هذه الارض هوا انا والله شاهدا على ما اتكلم كما يدعون هم بانها تعود لهم، ومن بيتي هذا انا لست ذاهبة ولن اتزحزح وسوف اظل صامدة هنا وساموت هنا ".
المغير.. البلدة العنيدة التي فرض حظر التجوال عليها منذ عام 1968 اي بعد أشهر من احتلال الضفة
وقال نائب رئيس بلدية المغير مرزوق ابو نعيم لوكالة تسنيم: "بلدنا تقع في الشمال الشرقي لمدينة رام الله وهي اخر قرية في رام الله وحدودها من الجهة الشريقة حدود الاردن وتحدها العوجا وفصايل اي الاغوار، مساحتها 43الف دونم وحاليا المتبقي لنا فقط والتي استطعنا ان نبقيهن 959 دونم وباقي المساحة استولى عليها المستوطنين بمساعدة جيش الاحتلال".
واضاف ابو نعيم لتسنيم: "من سنوات سابقة يوجد اعتدائات ومضايقات فهذا ليس منذ السابع من اكتوبر بل من زمن ومدة وهم يقولو المستوطنين في اعتدائاتهم المتكررة بأن يجب على هذه البلد ان تتهجر واننا سنجعلهم يذهبون الى سوريا والاردن وها هم الحفلات متجهزة مجانا لنقلهم، فكل هذه الدات يخرجوها المستوطنين ضد هذه البلدة لكن المواطنين هنا مقررين بانهم يثبتون على ارضهم ويصمدون".
حيث تواجه واحدة من أخطر أشكال الاستيطان الاستيطان الرعوي الذي لا يشبه الرعي البريء بل يُدار كمشروع منظم حيث يستخدم المستوطنون مواشيهم أداة للسيطرة على الأراضي المفتوحة يطردون المزارعين والرعاة تحت حماية جيش الاحتلال فيما تمضي الجرافات في محو هوية المكان عبر اقتلاع الزيتون الفلسطيني وزراعة أشجار دخيلة، كما يحدث في مختلف أرجاء الأغوار.
وشدد الناشط ابو صالح لوكالة تسنيم: "الاستيطان الرعوي من شمال الضفة الغربية حتى جنوبها، مئات البؤر الاستيطانية الرعوية حيث يمنع اي مواطن من الذهاب الى ارضه يكفي مستوطن او اثنين لاقامة خيمة للسيطرة على الاف الدونومات حيث تيمنع المواطنين من استثمار الارض فالرعيي والزراعة، هذه جريمة خفية ولكن هي ترجمة حقيقية لقرار الدولة الصهيونية".
جرائم بيئية تختصر صراعًا بين جذورٍ تتشبث بالأرض وأيادٍ تحاول اقتلاعها مخططات استيطانية وتسليح نحو 97 ألف إسرائيلي بأسلحة أميركية، بينهم آلاف المستوطنين، حيث تزايدت هذه الجرائم الدامية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت عن استشهاد 33 فلسطينياً برصاص المستوطنين وتهجير 33 تجمعاً سكانياً بشكل كامل.
من جذور شجرة الزيتون هذه في المغير تتضح الحقيقة. التي تشبه هذه البلدة بعنادتها.. فالاحتلال لا يقتلع أشجارًا فقط بل يزرع بؤرًا رعوية تتحول تدريجيًا إلى مستوطنات، في محاولة لاقتلاع الهوية والذاكرة من هذا المكان. لكن الزيتون يبقى شاهدًا حيًا على صمود اهله هنا في أرض فلسطين.
/انتهى/