السفير الإيراني السابق في العراق لـ"تسنيم": حماس استطاعت فرض رأيها عبر الدبلوماسية

وأكد السفير الإيراني السابق في العراق خلال مقابلة مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن خطة ترامب المعروفة بـ "سلام لغزة" ليست في الحقيقة من باب الخير أو الاهتمام بالقضايا الإنسانية وحقوق الإنسان، بل هي نتاج اليأس الذي يعانيه الكيان الصهيوني القاتل للأطفال.

وأضاف: خلال العامين الماضيين بعد عملية "طوفان الأقصى"، التي ادعى خلالها هذا الكيان أنه سيقضي على كل من حماس والجماعات الإسلامية، وسيحتل أراضي غزة ويطرد أهلها من المنطقة، لم يحقق أيًا من هذه الأهداف على الرغم من كل تلك الاعتداءات والدمار والمجاعة التي فرضها على السكان.

وتابع كاظمي قمي: هذا جعل الكيان لا يحقق أي نجاح، بل إنه اليوم يواجه تحديات جدية داخلياً، وعلى المستوى العالمي نرى أن نظرة شعوب العالم تجاه النظام وحلفائه، الذين هم الأمريكيون، تتسم بالكراهية العميقة والهائلة.

خطة ترامب ليست بدافع الخير

وشدد السفير الإيراني السابق في العراق: إذا كان الرئيس الأمريكي قد طرح هذه الخطة، فهذا لم يكن بدافع الخير، بل نتيجة يأس وإحباط الكيان، وبالرغم من الوجه المنافق لأمريكا التي تدعي حقوق الإنسان وتدعم هذا الكيان.

وأضاف: هذا أدى إلى أنه حتى داخل الولايات المتحدة، لم يستطع السياسيون الأمريكيون دعم هذا الكيان القاتل للأطفال. لذلك، وبالنظر إلى الظروف على المستوى الإقليمي والدولي والفشل الذي فرضته المقاومة وشعب غزة على الكيان، يتضح أن الكيان الصهيوني في حالة يأس.

وأشار كاظمي قمي إلى أنه عند النظر إلى بنود خطة ترامب الـ20، نجد رسالة واضحة: هذه الخطة تهدف إلى إنقاذ الكيان الصهيوني ونزع سلاح المقاومة. الغرض منها أن يظهر ترامب على الساحة الدولية في صورة ساعي للسلام، وكذلك داخل الولايات المتحدة قبيل الانتخابات المقبلة لمجلس النواب، فيسعى لإظهار نفسه بمظهر إنساني يدعي أنه حل أزمة غزة وساهم في الحفاظ على الكيان.

وأكد: إذا نظرنا إلى ما ورد في خطة السلام المزعومة لترامب، نجد نقاطاً تهدف إلى مساعدة الكيان في الحفاظ على نفسه، مثل قضية وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية والتراجع، وهي نقاط إيجابية واردة في الخطة، لكنها لم تكن لتحدث بهذه الصورة لولا الدبلوماسية القوية التي مارستها حماس في مفاوضاتها مع الطرف الآخر. إذ إنهم لم يرغبوا أصلاً أن يتم هذا التراجع بهذه الطريقة. وكان مطلبهم الأول حل قضية الأسرى، لكن ساحة الدبلوماسية والمقاومة أجبرتهم على قبول فكرة حماس. أما خارج هذه البنود، فكانت قضايا مصالح شعب غزة، السيادة، الاستقلال، وحدة الأراضي وطريقة إدارة هذا البلد، جميعها مسائل واردة في تلك الخطة الـ20، وكلها ضد شعب فلسطين وغزة.

وأوضح الخبير الإقليمي في مقابلة مع تسنيم: ما طرحته حماس حول نزع السلاح هو أن هذه الأمور لا مجال للنقاش بشأنها، وأن إدارة هذا البلد يجب أن تتم من قبل منتخبين من الشعب الفلسطيني نفسه. فإقامة لجنة يقودها توني بلير، الذي هو من مجرمي الحرب ضد الإنسانية، ليكون منفذاً لهذه الخطة وأمين لجنة السلام التي يترأسها ترامب – ترامب الذي كان رأس حكومة إرهابية وقام باغتيال قائدنا العظيم – لم تقبله حماس. وقالت إن هذه الأمور يجب أن يديرها الفلسطينيون أنفسهم وأن الحكم يكون للفلسطينيين.

يمكن القول إن الكيان قد ينتهك وقف إطلاق النار مجدداً

وأكد: في الواقع، استطاعت حماس عبر دبلوماسية قوية وبالاعتماد على دبلوماسية المقاومة فرض رأيها، لكن السؤال هو: هل سيتوقف الكيان المحتل عن اعتداءاته؟ الأولوية الأولى للكيان هي تحرير أسراه. وإذا انتهك الكيان وقف إطلاق النار مجدداً، يمكن القول على نحو مؤكد أن ذلك سيحدث، وأن الأمريكيين سيستمرون في دعمهم له.

وشدد كاظمي قمي: المسألة المهمة أن المقاومة اليوم أظهرت حقانيتها، واليوم المقاومة تزداد قوة ليس في غزة فقط بل في المنطقة بأكملها. ونشهد تراجع الهيمنة الأمريكية في المنطقة وانحسار الكيان نحو الزوال.

وأضاف: أن ما جاء في تصريح قائد الثورة الإسلامية بأن "قضاء الله أن تتحرر فلسطين"، نراه اليوم في الواقع العملي. فالمقاومة على مدى عامين في غزة أصبحت بمثابة إشارة طريق لكل أحرار العالم لتشكيل نوى مقاومة وحشد المستضعفين عالمياً، وأؤكد بثقة أن مقاومة غزة سرعت هذه العملية. واليوم شاهد العالم كيف يمكن لشعب غير مسلح في أرض صغيرة أن يدافع عن نفسه أمام العدوان.

/انتهى/