وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه جاء ذلك خلال اجتماع أعضاء لجنة المادة 90 مع سيد عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، حيث قدّم تقريرًا حول تعامل وزارته مع التطورات الإقليمية، من بينها قضية ممرّ زنغزور، ومشكلات العمالة الأجنبية، إلى جانب الوضع المتعلق بسيادة إيران على الجزر الثلاث، وتطور العلاقات مع الصين وروسيا.
وفي ما يتعلق بممرّ زنغزور، أوضح بجمانفر أن لإيران حدودًا مشتركة مع أرمينيا، وأن الاجتماع ناقش أهمية هذا الممر في تعزيز النشاط الاقتصادي والتبادل التجاري مع دول القوقاز الجنوبي، بما يخدم توثيق العلاقات مع دول الجوار.
كما شدد على ضرورة تنظيم أوضاع الأجانب المقيمين في إيران، مشيرًا إلى أن بعضهم يقيم إقامة مؤقتة بصفة عمالة، وآخرين إقامة طويلة الأمد، فيما يجري بحث منح الجنسية لعددٍ منهم بالتنسيق مع وزارة الخارجية.
إثبات الملكية القانونية للجزر الثلاث
وأشار بجمانفر إلى أن تثبيت السيادة القانونية لإيران على الجزر الثلاث كان من المحاور الرئيسية لاجتماع اللجنة، مؤكدًا وجود "تحركات وتصريحات غير واقعية" من بعض الدول العربية والأوروبية في هذا الشأن.
وأوضح أن وزير الخارجية أكد خلال الاجتماع أن وزارته تعمل على جمع جميع الوثائق والأدلة التاريخية والقانونية التي تثبت ملكية إيران للجزر الثلاث، وتتابع إعداد دفاع قانوني شامل لتقديمه إلى الهيئات والمحافل الدولية، على أن تُرفع التقارير بهذا الخصوص إلى لجنتي الأمن القومي والسياسة الخارجية، والمادة 90 في البرلمان.
كما دعا بجمانفر منظمة التخطيط والموازنة إلى تخصيص الاعتمادات اللازمة لإجراء البحوث والدراسات الميدانية، إضافة إلى توفير الخدمات والمشاريع التنموية التي تشجع السكان على البقاء في الجزر، خصوصًا في جزيرة أبوموسى، مشيرًا إلى أن العديد من الأسر تقيم وتعمل هناك، إلا أن محدودية الإمكانات تدفع بعضهم إلى المغادرة.
تطوير العلاقات مع الصين وروسيا
وفي محور آخر من الاجتماع، أكد بجمانفر أن العلاقات مع الصين وروسيا تشهد تطورًا إيجابيًا، مشيرًا إلى أن هذين البلدين أظهرا التزامًا ودعمًا واضحًا لإيران رغم "محاولات التشويش الأوروبية والأمريكية".
وأضاف أن الاتفاقية الاستراتيجية الممتدة لـ25 عامًا مع الصين جاءت نتيجة جهود وزارة الخارجية والحكومة لتعزيز التعاون طويل الأمد بين البلدين، موضحًا أن البرلمان يدعم استمرار هذه الشراكة.
كما أشار إلى أن تعيين السفراء الإيرانيين في بكين وموسكو جاء في إطار تعزيز التعاون مع هاتين القوتين العالميتين والاستفادة من قدراتهما، مضيفًا أن تقرير وزير الخارجية يعكس آفاقًا واعدة في العلاقات الإيرانية الصينية والروسية.
واختتم بجمانفر تصريحه بالتأكيد على أن توسيع التعاون مع الدول ذات المصالح المشتركة، ولا سيما الصين وروسيا، يحمل رسالة واضحة إلى دول الجوار مفادها أن إيران لا تربط مصيرها بالدول الأوروبية أو الأمريكية، بل تمضي بثبات في مسارها بالتعاون مع دول قوية وذات إرادة مستقلة.
/انتهى/