وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن وزير الخارجية الإيراني، الذي يزور أوغندا للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز، عرض صباح اليوم خلال مشاركته في الجلسة العامة لهذا الاجتماع مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في كلمة رسمية.
وشدد عراقجي في كلمته على ضرورة التمسك بالمبادئ الأساسية لحركة عدم الانحياز، ولا سيما حق الشعوب في تقرير مصيرها، والاحترام الكامل لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، ورفض استخدام القوة، وإدانة الإجراءات القسرية الأحادية. كما دعا إلى تعزيز التضامن والوحدة بين الدول النامية في مواجهة التحديات والتهديدات المتزايدة الناجمة عن النزعة الأحادية وهيمنة بعض القوى.
وأشار وزير الخارجية إلى العدوان الإجرامي الذي شنّه الكيان الصهيوني والولايات المتحدة ضد إيران في شهر (يونيو)، معتبراً أن هذا الاعتداء يمثل نموذجاً واضحاً لانتهاك القانون الدولي وتمرد هذين النظامين عليه، محذراً في الوقت ذاته من استمرار تهديداتهما للسلم والأمن الدوليين.
وفي سياق متصل، وصف عراقجي استغلال الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) لآلية حلّ النزاع في الاتفاق النووي ومجلس الأمن الدولي بغية إعادة فرض قرارات مجلس الأمن الملغاة ضد إيران، بأنه إجراء غير قانوني لا يمكن أن تترتب عليه أي آثار قانونية، موضحاً أن هذه الخطوة واجهت معارضة عدد من أعضاء مجلس الأمن، بينهم دولتان دائمتا العضوية.
كما ذكّر وزير الخارجية بموعد انتهاء سريان قرار مجلس الأمن رقم 2231 والمتعلق بالملف النووي الإيراني في (18 أكتوبر 2025)، داعياً دول حركة عدم الانحياز إلى رفض استغلال المؤسسات الدولية، وخاصة مجلس الأمن، كأداة للابتزاز وممارسة الضغط على الدول النامية.
وأضاف عراقجي أن اللجوء غير القانوني من جانب الدول الأوروبية الثلاث إلى آلية حل النزاعات في الاتفاق النووي، وسوء نيتها الواضح، إلى جانب المعارضة الصريحة لعضوين دائمين في مجلس الأمن لهذه الخطوة، يجعل الادعاء الأمريكي والأوروبي بشأن إعادة العمل بقرارات مجلس الأمن الملغاة عام 2015 بموجب الاتفاق النووي باطلاً من أساسه، ولا يمكن الاعتراف به من أي دولة باعتباره ذا أثر قانوني.
وفي معرض حديثه عن القضية الفلسطينية، قال وزير الخارجية الإيراني إن حلّ هذه القضية لن يتحقق إلا بإزالة جذورها، أي إنهاء الاحتلال ورفع حرمان الشعب الفلسطيني من حقه المشروع في تقرير مصيره. وأكد على الحق القانوني والمشروع للشعب الفلسطيني في مواصلة نضاله من أجل استعادة هذا الحق، مذكّراً بمسؤولية جميع الدول تجاه هذه القضية.
وشدّد عراقجي على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم كل الجهود الهادفة إلى وقف الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، والمساهمة في إعادة إعمار غزة، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة إنهاء سياسة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها الكيان الصهيوني، ومحاكمة ومعاقبة مجرمي الحرب الصهاينة.
وفي جزء آخر من كلمته، أكد وزير الخارجية على أهمية التضامن ودعم الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز التي تتعرض لإجراءات قسرية أحادية وغير عادلة من قبل الولايات المتحدة، مشيراً إلى دول مثل فنزويلا، كوبا، نيكاراغوا، بيلاروسيا، وإيران.
/انتهى/