.
قال الحاج سعيد العمور لوكالة تسنيم تسنيم الدولية للأنباء: "اتى مستوطن باتجاهي وهو راعي للغنم دفعني على الارض وقمت بمسك يده فهو مسك يدي اليسرى وقام بلويها واطلاق رصاصتين في الهواء ورصاصة في قدمي، وبعد قرابة ساعة تم اسعافي وتم نقلي بمركبة خاصة للمساجين يعني زنزانة مصغرة ومصنوعة من صفيح الحديد الذي اكل قدمي كلها وهي تلامسها وهم يسرعون سرعة المركبة بالقصد".

يخرج كل صباحٍ كأنه يلاقي قدره، يزرع بيديه، ويتكئ على عكازه كأنه محراثُ الأرض وذاكرتها.
واضاف العمور لوكالة تسنيم: "اهل فلسطين بشكل عام بمعنى، يعني اي احد ياتي بطريقة سياسية ودبلوماسية بالتفاهم لا مشكلة ولكن بالعناد والقوة بمعنى انه محتل ويريد اخذ ارضي وتستولي عليها لن نقبل بذلك لانه هذه الارض اغلى من اي شيء وهي كل ما املك ومستحيل اني اتركها لاي شخص".

المقاومة في فلسطين لا تُقاس بالبندقية فقط، بل بالثبات أيضًا...فقدَ سعيد العمور ساقه، وصودر هواؤه، وتكاثرت حوله البؤر الاستيطانية، لكنه يمضي برجله الواحدة قائلًا: "أنا لم أُخلق لأهرب، هذه أرضي… وهذه مقاومتي".

يأكد الحاج سعيد العمور لوكالة تسنيم: "انا مقاومتي في أرضي وتمسكي في ارضي مهما كان بالنسبة للمستوطنين وما اواجه أن اعلم اهدافهم الهدف بأن يرحلوني ويرحلون غيري ولكن انا حجر صامدة امامهم ولو انهم استطاعوا ان يصوبوني ويبتروا قدمي لكن لم يستطيعو ان يكسرون ارادتي".
الذين يعرفون سعيد العمورفي مسافر يطا، يقولون إنه أصبح وجه الصمود، وعكازه راية ترفرف فوق أرضٍ لا تُقهر، هو لا يتحدث عن الألم، بل عن الزيتون وحقّه في البقاء.

قال رئيس مجلس قرية التوانة محمد ربعي لوكالة تسنيم: "الشيخ سعيد هو أيقونة المدافع عن هذه الارض بالنسبة لمنطقة مسافر يطا وبالنسبة للشعب الفلسطيني هو يمثل ويجسد حياة الفلسطيني على وجوده على ارضه وعلى انسان ليس دخيل كوجود الاحتلال في فلسطين وخاصة في الضفة الغربية ويجسد جده الذي ولد على هذه الارض ويجسد والده الذي ولد على هذه الارض ويجسد نفسه الذي انولد على هذه الارض فهو بكل ما تحمله الكلمة حارس ويعطي معنويات وثقة للجميع الفلسطيني".
فمنذ السابع من أكتوبر، ازداد القهر في مسافر يطا بشكلٍ حادّ، وارتفع عدد البؤر الاستيطانية في المنطقة الى اكثر من١٧ بؤرة تقريبًا.. وفي ذكراها الثانية، تبدو حكاية سعيد العمور مرآة لوطنٍ يقف على قدمٍ واحدة، يتكئ على جرحه، لكنه لا يسقط، يزرع الأمل في رماد الخراب ويقول بثبات: "هنا نحن… وهنا باقون".
/انتهى/