كان العدو الصهيوني، بغرور وجنون القوة، قد وعد بأنه سيدمر حماس، ويسوي غزة بالأرض، ولن يتبقى أي أثر للمقاومة. لكن الواقع الميداني رسم مسارًا مختلفًا، وأصبح القدر مختلفًا.
في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الشهيد السنوار، اضطر كيان الاحتلال نفسه الذي كان يصرخ بتدمير حماس، وبوساطة دول من المعسكر الغربي، إلى التوقيع على اتفاق وقف إطلاق نار مع حماس. وهذه هي السنّة الإلهية التي وعد بها القرآن: "إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ".
المقاومة لا تُهزم أبدًا، لأن منطقها الإيمان وليس الخوف، ومعتمدها الشعب وليس القوى الوهمية. بعد استشهاد السنوار، أراد العدو، بنشر مقاطع الفيديو وصور لحظات معركته واستشهاده، أن يحطم روح المقاومة، غافلاً عن أن تلك المشاهد من الشجاعة والغربة أصبحت راية العزة.
الشهيد يحيى السنوار لا يزال يقود حتى بعد استشهاده، كما كان محور المقاومة في حياته. واليوم، عندما نرى في قمة شرم الشيخ وجوه بعض القادة المذلين الذين باعوا بسماتهم لأيدي أمريكا القذرة، ندرك أن العزة ليست في وجوههم.
العزة في وجه الرجل الذي وقف بين الأنقاض والنار، وقاتل وهو محاصر، واستشهد في الغربة. يحيى السنوار هو رمز الإيمان والصمود ومنطق المقاومة. وهو علمنا أنه إذا كنت في طريق الله، حتى دمك سيظل يقود، وإذا اعتمدت على أمريكا، حتى وأنت حي ستبقى أسير الإذلال.
وقف إطلاق النار اليوم هو نتيجة مقاومة الأمس، وهذه العزة هي نتاج الصبر والجهاد وليست نتاج دبلوماسية الذل والمساومات. ولهذا فإن جبهة المقاومة حية، لأن دم الشهيد العظيم يحيى السنوار يجري في عروقها.
بقلم : حجة الاسلام والمسلمين مهدي بصيرتي ، رئيس دائرة الاعلام الاسلامي في كاشان
/انتهى/