.
تقول وداد إن الحزن في بيتها لا يشبه النهاية، بل هو رفيق الصباح ورنين المساء، وهو ما يجعلها أكثر تمسكاً بالأمل.
تصف وداد تلك اللحظات قائلة: كنتُ أنتظر الصفقات واحدة تلو الأخرى، أتابع الأسماء وأتمنى أن أجد اسم قسام بينها. الجميع كان يقول لي إن شاء الله بتشوفيه بين إيديك، حرًّا بإذن الله. أنا مشتاقة له، مشتاقة لضمه، وأتمنى أن يخرج من خلف قضبان الألم، بعيدًا عن كل الأذى والظلم والمرارة التي يعيشها الأسرى.

لكنّ حديثها لا يتوقف عند حدود الأمومة، بل يتسع ليشمل الوطن كله، فتقول بعينٍ دامعة وصوتٍ ثابت: رغم الشوق، قطرة دم من أهل غزة أغلى من أي فرحة شخصية. هم من قدّموا الشهداء، وهم من علّمونا معنى الصبر والكرامة والعزة. في السنتين الماضيتين قدّم أهل غزة كل ما يملكون من أجل فلسطين ومن أجل الأسرى، ونحن نؤمن أنهم أولى بكل الدعاء وأحق بكل امتنان.

تؤمن وداد بأنّ ما يحدث اليوم ليس النهاية، وأنّ الحرية ستأتي، ولو تأخرت. تقول: الصفقات لن تتوقف، وهذه ليست الأخيرة. أملنا بالله كبير، ومن حرّر الأسرى اليوم سيحرّر أولادنا غدًا.

وفي الوقت الذي تتابع فيه أخبار الحرب على غزة، تتمنى وداد أن تنتهي المأساة هناك وأن تعود الحياة لأهلها كما كانت، بل أجمل مما كانت.

"أهل غزة يستحقون الحياة، يستحقون أن يعيشوا بأمان، لأنهم علمونا معنى التضحية والتمسك بالقضية، ووضعوا حجر الأساس في طريق التحرير الفلسطيني".

في وطنٍ باتت الحرية فيه حلماً مؤجلاً، تواصل وداد البرغوثي حياتها بين قاعات الجامعة وأبواب الانتظار، تحمل وجعها بصمتٍ كريم، وتقول لمن حولها: الصبر مستمرّ، والحرية قادمة — باسم أولادنا وباسم كلّ الأسرى، وباسم غزة التي نزفت لتبقى فلسطين حيّة.
/انتهى/