إيرواني: الإجراءات المزعزعة التي تمارسها أمريكا أدت إلى تفاقم عدم الاستقرار في المنطقة

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن إيرواني، قال في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي خلال جلسة بعنوان «الوضع في الشرق الأوسط: قضية فلسطين»: «إن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية تستند إلى مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وحسن الجوار. وفي الواقع، فإن الوجود العسكري غير القانوني للولايات المتحدة وإجراءاتها المزعزعة للاستقرار هما اللذان أدّيا إلى تصعيد النزاعات وعدم الاستقرار في منطقتنا. وقد أكدت إيران دوماً استعدادها للحوار العادل والحقيقي».

وجاء نص الكلمة على النحو التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد الرئيس،

بما أن هذه هي المرة الأولى التي أتحدث فيها أمام مجلس الأمن خلال هذا الشهر، أود أن أتقدم بخالص التهاني إلى الاتحاد الروسي لتولّيه رئاسة المجلس لهذا الشهر، وأعرب عن تقديري لسيادتكم.

السيد الرئيس،

لقد أصبح الكيان الصهيوني المحتل تهديداً واضحاً وجاداً للسلام والأمن الإقليمي والدولي.

إن شعب غزة يتعرض منذ عامين لحرب غير مسبوقة وشاملة ذات طابع إبادي يشنها هذا الكيان.

وخلال هذه المدة، نفّذ الكيان الصهيوني قصفاً منظماً وعشوائياً وغير متكافئ ضد المدنيين الأبرياء،

وأدى ذلك إلى استشهاد أكثر من 68 ألف فلسطيني بريء، فيما لا يزال آلاف الأشخاص في عداد المفقودين،

وقُتل أكثر من 20 ألف طفل. كما دُمّرت البنى التحتية الحيوية بالكامل، وتحولت المستشفيات والمدارس وشبكات المياه إلى أنقاض.

لقد تحولت غزة إلى أرض من الدمار الشامل، في مشهد يجسد الإفلات الكامل من العقاب.

ومع انتهاء العمليات العسكرية، بدأ العالم للتو في إدراك الحجم الكامل للكارثة الإنسانية التي خلّفتها هذه الحرب.

السيد الرئيس،

إن الاعتداءات والأعمال الإجرامية للكيان الصهيوني لم تقتصر على غزة. فقد تعرضت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكل مباشر لاعتداءات هذا الكيان.

ففي الفترة ما بين 13 و24 يونيو 2025، شنّ الكيان الصهيوني، من دون أي استفزاز أو ذريعة، هجمات واسعة وغير مسبوقة على مناطق سكنية ومستشفيات ومنشآت نووية سلمية تخضع بالكامل لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقد أسفرت هذه الهجمات العشوائية وغير القانونية عن استشهاد 1100 مدني بريء، من بينهم 132 امرأة و45 طفلاً، وإصابة أكثر من 5700 شخص آخرين.

السيد الرئيس،

إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم كل مبادرة جادة وفعالة تهدف إلى إنهاء الإبادة الجماعية في غزة، وضمان الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال، وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية بلا عوائق، واستعادة الحقوق الأساسية غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.

إن إنهاء الحرب على غزة، رغم أهميته القصوى، لا يعفي الدول الأعضاء والمؤسسات الدولية المختصة من مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والإنسانية المشتركة في السعي لتحقيق العدالة والمساءلة.

فالعدالة الحقيقية لا تتحقق إلا عبر محاسبة كاملة للفاعلين؛ يجب ملاحقة ومحاكمة مرتكبي ومخططي جرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانية، وينبغي أن تنتهي أخيراً ثقافة الإفلات من العقاب التي تمتع بها الكيان الصهيوني لعقود.

وفي ختام كلمته، قال إيرواني: «أرفض بشكل قاطع المزاعم الباطلة التي أثارها ممثل الولايات المتحدة. فسياسة إيران الخارجية، كما أكدت، تنبع من مبادئ ميثاق الأمم المتحدة القائمة على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحسن الجوار. والحقيقة أن الوجود العسكري غير القانوني للولايات المتحدة وأفعالها المزعزعة للاستقرار هما ما يؤديان إلى تصعيد النزاعات وزعزعة الأمن في منطقتنا. وإيران، من جانبها، ما زالت مستعدة للحوار العادل والحقيقي».

وأضاف: «إن الرواية المضللة حول ما يسمى بـ“القوات الوكيلة لإيران” ليست سوى محاولة متعمّدة لتحويل الأنظار عن المصدر الحقيقي لعدم الاستقرار الإقليمي، أي الولايات المتحدة ودعمها غير المشروط لوكيلها في المنطقة – الكيان الصهيوني، الذي مكّنه هذا الدعم من مواصلة عدوانه وجرائمه واحتلاله. إن واشنطن، عبر عرقلتها المتكررة لتنفيذ مهام مجلس الأمن، جعلت نفسها شريكاً في هذه الجرائم، وتتحمل مسؤولية قانونية وأخلاقية مباشرة عن استمرارها».

/انتهى/