إجماع فصائلي على تحميل الكيان الصهيوني وواشنطن مسؤولية خرق اتفاق شرم الشيخ

ففي بيانٍ صحفي، قالت حركة حماس إن القصف الإجرامي الذي نفّذه جيش الاحتلال “يمثّل انتهاكًا صارخًا للاتفاق ومحاولة لإفشاله”، مؤكدة أن ما جرى “امتداد لسلسلة الخروقات التي ارتكبها الاحتلال خلال الأيام الماضية، وأسفرت عن سقوط شهداء وجرحى واستمرار إغلاق معبر رفح”.

ودعت الحركة الوسطاء الضامنين إلى “التحرّك الفوري للضغط على الاحتلال وكبح تصعيده الوحشي ضد المدنيين وإلزامه ببنود الاتفاق كافة”.

وقالت مصادر طبية إن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى منذ مساء أمس حتى فجر اليوم جراء غارات الاحتلال على قطاع غزة إلى 91 شهيداً، منهم 31 من غزة والشمال، و42 المحافظة الوسطى و18 خان يونس.

وأكدت أن أعداد الشهداء مرشحة للزيادة نظرا لوجود حالات خطيرة واستمرار عمليات البحث عن مفقودين.

وأفاد مراسل المركز الفلسطيني للإعلام أن طائرات الاحتلال شنت عشرات الغارات على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، في حين واصلت الزوارق الحربية والدبابات الإسرائيلية قصف ساحل ومواصي مدينة رفح جنوبي القطاع.

الجهاد الإسلامي

المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي محمد الحاج موسى أكد أن ما حدث في غزة “انتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار”، مشيرًا إلى أن القصف طال خيام النازحين ومناطق سكنية مكتظة. وأوضح أن “الاحتلال يواصل عدوانه الممنهج على المدنيين والأطفال، ويستمر في سياسة الاغتيالات مستخدمًا ذرائع كاذبة لتبرير جرائمه”.

وأضاف الحاج موسى أن فصائل المقاومة التزمت التزامًا كاملًا بالاتفاق “منذ اللحظة الأولى لإعلانه”، وأن الاحتلال وحده يتحمل مسؤولية الخروقات اليومية. واتهمه بمحاولة تضليل الرأي العام “من خلال منع إدخال المعدات اللازمة لاستخراج جثث جنوده بهدف تحميل المقاومة المسؤولية”.

وحمل المتحدث باسم الجهاد الإسلامي الوسطاء مسؤولية “اتخاذ موقف حازم وجاد تجاه الانتهاكات المتكررة”، مطالبًا الإدارة الأمريكية “بوقف تبرير جرائم الاحتلال وإلزامه بتطبيق الاتفاق”، مشددًا على أهمية استمرار التحركات الشعبية “دعمًا لغزة ورفضًا للخروقات التي يرتكبها العدو”.

الجبهة الشعبية

بدورها، حمّلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن “المجازر المروعة التي ارتكبها الاحتلال في الساعات الأخيرة”، والتي قالت إنها أسفرت عن “استشهاد عشرات المدنيين بينهم أربعة وعشرون طفلًا”. وأكدت في بيانها أن “استهداف منازل المدنيين وخيام النازحين يشكّل وصمة عار على ضمير الإنسانية”، وأن ما يجري هو “استهداف ممنهج ومقصود للمدنيين لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة”.

ورأت الجبهة أن الجرائم الإسرائيلية تأتي في سياق “تواطؤ سياسي وأمني أمريكي واضح منح الاحتلال الضوء الأخضر لمواصلة عدوانه”، مشيرة إلى أن تصريحات الرئيس ترامب الأخيرة “التي تبرر جرائم الاحتلال بذريعة الدفاع عن النفس تمثل غطاءً سياسياً وشرعنةً لمواصلة المجازر”.

ودعت الجبهة الوسطاء إلى التحرك العاجل “لوقف هستيريا القتل بحق المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق”، كما ناشدت الأحرار في العالم “إطلاق حراك جماهيري واسع يفضح الجرائم الإسرائيلية والشراكة الأمريكية، ويواصل العمل على ملاحقة قادة الاحتلال كمجرمي حرب أمام المحاكم الدولية”.

الهجوم الأخير، وفق متابعات ميدانية، أعاد طرح تساؤلات جدية حول إمكانية صمود اتفاق وقف إطلاق النار أمام تكرار الخروقات الإسرائيلية، وارتفاع الأصوات المنادية بضمانات عملية تضع حدًا لاستهتار الاحتلال بالاتفاقات والمواثيق الدولية.

/انتهى/