وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن مسعود بزشكيان، رئيس الجمهورية، قال يوم الاثنين خلال لقائه محافظ وأعضاء كتلة نواب محافظة كرمان: إن التضخم يُعدّ من أخطر المشكلات التي تواجه البلاد اليوم، موضحاً أنّ التوسّع المفرط في هيكلية الحكومة هو أحد الأسباب الرئيسية للتضخم، وأنه ما لم يُعالج هذا العامل الجذري، فإن السيطرة على التضخم ستبقى مهمة بالغة الصعوبة.
وأشار الرئيس إلى أن الطلبات المتكررة لرفع مستوى التقسيمات الإدارية تُعدّ من العوامل التي تُسهم في تضخّم البنية الإدارية للدولة، مضيفاً: بدلاً من الاستفادة من الأساليب والأدوات الحديثة لجعل نظام إدارة البلاد أكثر كفاءة، ظننا أننا نستطيع حل المشكلات عبر زيادة عدد الموظفين والمديرين، في حين أن هذا النهج لم يؤدِّ إلا إلى تفاقم المشكلات.
وشدّد بزشكيان على ضرورة أن يبدأ الإصلاح من الذات، قائلاً: علينا أن نبدأ إصلاح الهيكل وإدارة الاستهلاك من منازلنا ومن مكاتبنا الإدارية. فالمكاتب الكثيرة والغرف الواسعة والمساحات غير المستغلة والإنارة المفرطة والحاجة إلى التدفئة والتبريد صيفاً وشتاءً تفرض تكاليف باهظة على البلاد، ويمكن إدارة جزء كبير منها بفاعلية أكبر.
ورأى رئيس الجمهورية أن السبيل الوحيد للخروج من الوضع الراهن هو استخدام جميع طاقات البلاد بالاعتماد على التلاحم والوحدة الوطنية، مضيفاً: لقد بدأنا بالفعل إجراءات مناسبة تستند إلى حلول جذرية لمعالجة الاختلالات القائمة. فعلى سبيل المثال، من أجل معالجة اختلال توازن استهلاك البنزين نسعى إلى تعزيز استخدام شبكة السكك الحديدية للحد من حركة السيارات داخل المدن وبينها بشكل ملموس. وفي هذا الإطار أجريت يوم الخميس الماضي جولة تفقدية موسعة للاطلاع على الطاقات السككية في محافظة طهران.
وأضاف بزشكيان: صحيح أننا نواجه إلى جانب هذه الاختلالات الداخلية المتعددة مزيداً من الضغوط والعقوبات، لكن إذا أحسنا استثمار طاقات جيراننا الكُثر، فبإمكاننا بالتأكيد تحييد العقوبات بل وتحويلها إلى فرص حقيقية لتعزيز التعاون الإقليمي وترسيخ وحدة دول المنطقة.
وأوضح رئيس الجمهورية أن العدو يسعى إلى تفكيك إيران وإضعافها ومعها سائر الدول الإسلامية، مؤكداً: على الدول الإسلامية أن تكون يداً واحدة في مواجهة أعدائها. إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تسعى مطلقاً إلى الحرب أو المواجهة، لكن قدراتنا الدفاعية اليوم لا تُقارن بما كانت عليه قبل حرب الاثني عشر يوماً، وإذا ارتكب العدو خطأً فسيتلقى رداً سريعاً وقاسياً ومؤلماً.
كما انتقد بزشكيان بعض السياسات والإجراءات التي وصفها بأنها نوع من "العقوبات الذاتية"، قائلاً: إنّ تفويض الصلاحيات إلى المحافظات جاء بهدف إنهاء هذه الحالة من "العقوبات الذاتية". فالمحافظات الحدودية تمتلك إمكانات كبيرة للمساهمة في حل المشكلات، وباستخدامٍ فعّالٍ لهذه الصلاحيات يمكنها أن تؤدي دوراً مؤثراً في هذا المجال.
وفي ختام كلمته، شدّد رئيس الجمهورية مجدداً على ضرورة الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة ومن جميع الوسائل والأساليب الحديثة والفعالة لحل المشكلات وتلبية احتياجات البلاد، موضحاً: لم نعد اليوم بحاجة إلى بناء مستشفيات في كل المدن؛ فحتى إذا بنيناها، فكيف سنوفّر فيها التخصصات الكافية؟ فبفضل التقنيات الحديثة، أصبح الطبيب المتخصص قادراً على معاينة المريض ومعالجته عن بُعد، وعند الضرورة يمكن إحالته إلى المراكز الطبية الكبرى والمجهزة لاستكمال العلاج.
/انتهى/