.
شهدت معركة "أولي البأس" مواجهات برية عنيفة بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الإسلامية، وكانت قرية شمع من أبرز نقاط الاشتباك التي جسّدت صمود المجاهدين وبسالتهم. تصدى المجاهدون للاحتلال ببسالة واستهدفوا المؤرخ الإسرائيلي زئيف أرليخ أثناء مرافقته القوات الإسرائيلية للتعرف على مواقع القرية، ما أدى إلى إنهاء جولته بسرعة بفعل صواريخ المقاومة.
تفوق المجاهدون في هذه المواجهات لخبرتهم الطويلة ومعرفتهم التفصيلية بتضاريس الجنوب، ما منحهم ميزة تكتيكية على الجيش الإسرائيلي الذي يعتمد على الخرائط الذكية والدعم الجوي. وعززت الروح القتالية العالية والانضباط الدفاعي مستوى صمود المجاهدين وجعل من الصعب على القوات الإسرائيلية تحقيق أي اختراق رغم تفوق العدو الجوي وعدته العسكرية الكبيرة.
اعتمد المجاهدون تكتيكات محكمة مثل الكمائن ونقاط الاشتباك الصغيرة واستخدام المراقبة الأرضية، ما سمح لهم بشن هجمات مركزة ومباغتة ضد الجنود الإسرائيليين. وساعدت شبكة المعلومات الاستخباراتية المحلية التي تمتلكها المقاومة على معرفة تحركات العدو بدقة، وتمكينهم من توجيه ضربات مناسبة في الوقت والمكان الأنسب.
أظهرت المواجهات قدرة المجاهدين على التكيف السريع مع تغيّر محاور التقدّم الإسرائيلية وإعادة تموضعهم فوراً، ما يعكس بنية ميدانية مرنة وفعالة لإدارة الاشتباكات. ولم يكن التفوق في شمع مرتبطاً بعدد المجاهدين، بل بجاهزيتهم القتالية وخبرتهم العالية، وهو ما أتاح لهم إحباط أي تقدم رغم الفارق العددي مع جيش الكيان.
استثمر المجاهدون نقاط ضعف العدو، خاصة الاعتماد الكبير على التفوق الجوي وفجوات التنسيق بين الطيران والقطع البرية، ما سمح لهم بالتحرك بحرية وتقليل تعرضهم للهجمات المباشرة. وجعلت المرونة في تعديل التكتيكات بحسب تطورات المعركة والاستجابة السريعة لكل موقف مستجد أي محاولة اجتياح إسرائيلي شبه مستحيلة وكسرت زخم الهجوم.
لم تكن المعلومات الاستخباراتية المادية التي اعتمد عليها الاحتلال كافية لمواجهة الميدانيين المدربين، مما خلق فجوة تقديرية كبيرة بين تصور الجيش وواقع الأرض. وفاجأ الصمود النفسي والمعنوي للمجاهدين واستعدادهم الميداني الاحتلال وأجبره على إعادة النظر في أهدافه وخططه وإنسحابه من محاولات السيطرة على النقاط الاستراتيجية.
فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أي من أهداف الاجتياح البري وتكبده خسائر بشرية ومادية كبيرة، أبرز قوة الدفاع الشعبي للمقاومة الإسلامية ونجاحها في الحفاظ على سيطرة الأرض. وأكّدت معركة شمع أن المقاومة الإسلامية نجحت في تحويل جنوب لبنان إلى منطقة صامدة ومحصنة وأن الإرادة والتخطيط الميداني يمكن أن تقف أمام التفوق العسكري التقليدي للعدو.
/إنتهى/