وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإسلامي، قال في كلمته قبل جدول الأعمال خلال الجلسة العلنية للبرلمان صباح اليوم الأحد: بعد الاعتراف الصريح لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية بمسؤوليته المباشرة عن العدوان الذي شنّه الكيان الصهيوني على إيران — وهو انتهاك صارخ للقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وسيادة بلادنا — فإنني، بصفتي ممثلاً عن الشعب الإيراني العزيز والكريم، أدين هذا العمل الشنيع بأشد العبارات، وأعلن أن حكومة الولايات المتحدة، وفقاً للقوانين الدولية، يجب أن تتحمل التبعات القانونية والسياسية والعسكرية لهذا العدوان السافر الذي أدى إلى استشهاد عدد كبير من مواطنينا. إن الشعب الإيراني، بوحدته واقتداره، سيقف في وجه أي تهديد، وسيحاسب المعتدين على أعمالهم العدوانية.
وأضاف: كما أرى من الضروري أن أقدم للشعب العزيز ولممثليه الكرام تقريراً عن زيارتي الأخيرة إلى البلد الشقيق والجارة باكستان. فقد جاءت هذه الزيارة استجابة لتوجيهات قائد الثورة الإسلامية إلى مجلس الشورى، وفي إطار الدبلوماسية البرلمانية، وبناءً على دعوة رئيس المجلس الوطني الباكستاني السيد أياز صادق. وكان من أهداف هذه الزيارة نقل رسالة شكر من الشعب الإيراني وقائد الثورة إلى مجلس وشعب باكستان على مواقفهم الداعمة، إلى جانب تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والأمنية بين البلدين.
باكستان يمكن أن تكون جسراً يربط إيران بشرق آسيا
وأوضح قاليباف: إن باكستان بالنسبة لإيران تحظى بأهمية استراتيجية كبرى في المجالات الاقتصادية والثقافية والأمنية، لأن احتياجاتهما التجارية متكاملة، ولأن لديهما مشتركات ثقافية عميقة، كما أن هناك إمكانات كبيرة للتعاون الأمني والدفاعي، فيما يمكن للموقع الجغرافي لباكستان أن يشكل جسراً يربط إيران بشرق آسيا وما بعده.
وقال: خلال هذه الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام، التقى الوفد البرلماني الإيراني كبار المسؤولين الباكستانيين، بمن فيهم رئيس المجلس الوطني، القائم بأعمال رئيس الجمهورية، رئيس مجلس الشيوخ، رئيس الوزراء، وقائد الجيش، كما عقد اجتماعين وديين مع الفاعلين الاقتصاديين الإيرانيين والباكستانيين ومع النخب السياسية والثقافية.
وتابع رئيس مجلس الشورى: تمت مناقشة عدد من القضايا، منها متابعة تنفيذ اتفاقيات التعاون الموقعة خلال زيارة رئيس الجمهورية، رفع حجم التبادل التجاري إلى عشرة مليارات دولار، تسهيل عملية المقايضة من خلال تطوير البنى التحتية، استكمال عملية التجارة الحرة، توسيع التعاون الحدودي، تطوير الأسواق المشتركة، تعزيز أمن الحدود، والتخطيط لتعاون ثلاثي بين إيران والصين وباكستان في مشاريع مشتركة. وأعرب عن أمله في أن تؤدي هذه الإجراءات، عند تنفيذها من قبل حكومتي البلدين، إلى نتائج ملموسة قريباً.
زيارة الوفد البرلماني إلى باكستان خطوة كبيرة في ترسيخ وحدة البلدين
وأضاف رئيس السلطة التشريعية: في الختام، لا بد أن أوجه شكري الخاص إلى الشعب الباكستاني الكريم. إن الترحيب الحار والحماسي الذي حظي به الوفد الإيراني، ولا سيما في مدينتي إسلام آباد وكراتشي، يعكس عمق المحبة والأخوة بين الشعبين. وكانت المشاركة في صلاة الجمعة في كراتشي من أبرز لحظات هذه الزيارة، حيث استقبل المصلون الباكستانيون ممثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحفاوة وحماس لافتين، وعبّروا عن دعمهم لإيران وفلسطين بشعارات حماسية ومؤثرة. لقد كان ذلك الترحيب تجسيداً لتكريم الشعب الإيراني بأكمله، وأظهر أن الشعب الباكستاني يرى في الشعب الإيراني إخواناً له. هذه المشاهد، التي تجري في ظل الأخوة الإسلامية، تؤكد لنا أن المسلمين، في ظل الإسلام وبمبدأ «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ»، قادرون على تجاوز كل الحسابات المادية والتغلب على أي قوة عظمى. كانت هذه الزيارة خطوة كبيرة على طريق ترسيخ وحدة البلدين، وآمل أن تُثمر الجهود المشتركة مستقبلاً أكثر إشراقاً للشعبين.
/انتهى/