.
اندلعت حرب حزيران 2025 بين الكيان الإسرائيلي وإيران بعد أن شنّ الكيان ضربات خاطفة استهدفت مواقع استراتيجية إيرانية في محاولة لإضعاف قدراتها العسكرية. توقع الكيان أن تكون الحرب سريعة، لكنها تحوّلت إلى صراع استنزاف، حيث أطلقت إيران أكثر من 350 صاروخاً باليستياً ومجنّحاً باتجاه العمق الاستراتيجي لتل أبيب والمدن الكبرى. تسببت هذه الضربات بخسائر غير مسبوقة، وكشفت ضعف التحصينات الداخلية الإسرائيلية، مما أسقط ما كان يُعرف بأسطورة "التحصين الكامل" للجبهة الداخلية.
عاش الصهاينة صدمة وجودية، ارتفعت خلالها طلبات الدعم النفسي بنسبة تجاوزت 300٪، وظهرت نوبات هلع واضطرابات، ولجأ العشرات إلى الهروب بحراً نحو قبرص. أدت الحرب إلى تفكك النسيج الاجتماعي الداخلي، حيث تعطلت المدارس والقطاعات الإنتاجية، وارتفعت معدلات الغياب عن العمل، وظهرت حوادث نهب وسرقة في المدن المستهدفة. كما كشفت أزمة الملاجئ عن هشاشة مؤسسات الطوارئ المحلية، مما أثار موجة احتجاجات وانتقادات ضد الحكومة التي عجزت عن حماية المستوطنين.
من الناحية العسكرية، فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق التفوق الجوي الكامل رغم آلاف الطلعات الجوية، حيث خسر طائرات مسيرة وتعرّضت قواعده الاستراتيجية مثل تل نوف والكرياه لضربات إيرانية دقيقة. كما استُنزفت منظومات الدفاع الرئيسية مثل القبة الحديدية ومقلاع داوود due to كثافة الإطلاقات الصاروخية الإيرانية، مما كشف نقاط ضعف في خطط الردع التقليدية.
تكبد الكيان خسائر اقتصادية بلغت 40 مليار شيكل نتيجة تشغيل الدفاعات والعمليات العسكرية، وتوقفت المصانع والموانئ والمطارات، وتراجعت البورصة وانهار النشاط الاقتصادي. فشلت حكومة الكيان في تحقيق أهدافها، وانهار الإجماع الداخلي وتراجعت ثقة الشعب، بينما تصاعدت المطالب بمحاسبة المسؤولين عن سوء التخطيط.
برزت أيضاً ظاهرة هروب النخب الاقتصادية والعلمية، حيث غادر العشرات بحراً نحو قبرص وأوروبا بسبب فقدان الثقة بالدولة، مما هدد مستقبل البنية الاقتصادية والعلمية للكيان. كما كشفت أزمة الملاجئ المزدحمة فشل الدولة في حماية المدنيين، وظهرت موجات نزوح داخلية غير مسبوقة، فلجأ السكان إلى سيناء وأجزاء أخرى من أوروبا.
أنهت الحرب وهم "الحسم السريع" الإسرائيلي، وفقدت منظومة الردع تفوقها أمام الصواريخ الإيرانية، مما كشف الفجوة بين الجبهة العسكرية والجبهة الداخلية في إدارة الأزمات. وأخيراً، رسخت إيران معادلة ردع إقليمية وضعت الكيان أمام تحد استراتيجي لإعادة بناء قدرته على الرد، وبدأت مرحلة جديدة من توازن الرعب بين العمق الإسرائيلي والتهديد المباشر.
/إنتهى/