إيران... من تحت الركام إلى قمم الردع
- الأخبار ایران
- 2025/11/15 - 18:32
من تحت أنقاض الحرب والحصار، بنت إيران إرادتها الصلبة ومشروعها الصاروخي بعزيمة لا تلين. تحولت من دولة مستهدفة إلى قوة ردع إقليمية صنعت سيادتها بيديها وعقيدتها الراسخة. فأثبتت للعالم أن الأمة التي تعتمد على نفسها وتواجه التحديات بصبر وإيمان لا يمكن هزيمتها.
شكلت إيران نموذجاً فريداً في التحول من دولة محاصرة إلى قوة إقليمية فرضت وجودها على الخريطة الجيوسياسية. انطلقت رحلة التحدي من الحرب المفروضة في الثمانينيات، حيث وجدت البلاد نفسها في مواجهة حرب وجود دون أن تمتلك أدوات الدفاع الأساسية.
في خضم الدمار، ولدت الإرادة لبناء قدرات دفاعية ذاتية. حمل حرس الثورة الإسلامية هذه الرؤية، وبدأ المشروع من الصفر باستخدام موارد محدودة وأنقاض المصانع المدمرة. كان العقيد حسن طهراني مقدم الرمز الذي قاد هذه المسيرة، مؤمناً أن السلاح الذي لا تصنعه بيدك لن يحميك أبداً.
تحولت التحديات إلى محفزات للإبداع. تحت الجبال وفي عمق الأرض، نشأت مدن الصواريخ كتعبير عن إرادة لا تقهر. في وقت كانت العقوبات تحاصر البلاد، كانت إيران تحاصر المستحيل بإصرارها.
تبلورت الفلسفة الأساسية في عهد الإمام الخميني الذي أرسى قاعدة "نصنع بأنفسنا، نعتمد على أنفسنا"، ثم تحولت إلى واقع ملموس في عهد القائد السيد علي الخامنئي، الذي آمن أن الفكرة لا تموت.
شهدت العقود التالية تطوراً متصاعداً في القدرات الصاروخية، من "شهاب" إلى "قدر" و"سجيل" و"خرمشهر" و"عماد". ثم جاءت النقلة النوعية مع الصاروخ "فاتح" الفرط صوتي، الذي مثل دخول إيران نادي القوى العظمى في هذا المجال.
أثبتت الأحداث أن الردع الإيراني ليس شعاراً، بل حقيقة تجلت في ضرب القاعدة الأمريكية في عين الأسد، والرد على تل أبيب. أصبحت المعادلة واضحة: الحرب مع إيران ليست مغامرة، بل مخاطرة .
اليوم، تمثل إيران نموذجاً للدولة التي حولت الحصار إلى قوة، والتهديد إلى فرصة. أثبتت أن السيادة لا تشترى، بل تبنى بالإرادة والعلم والعقيدة. من طهران إلى محور المقاومة، أصبحت إيران رمزاً لمعادلة جديدة في العلاقات الدولية: من يعتمد على نفسه لا يهزم.
/إنتهى/