كشف الهجوم عن تفوق التقدم التقني الإيراني في مجال الصواريخ، حيث تجاوزت القدرات الإيرانية الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية، مما يشكل تهديداً وجودياً للكيان الإسرائيلي. في المقابل، لم تحقق الضربات الإسرائيلية أهدافها، بل أدت إلى تسريع البرامج التطويرية الإيرانية وعززت من قدراتها الردعية.
.
يُجمع محللون استراتيجيون أمريكيون على أن الهجوم الإسرائيلي على إيران مثل خطأً تاريخياً فادحاً أدى إلى تغيير موازين القوى الإقليمية لصالح طهران. ويحذر خبراء في مراكز الأبحاث الدولية من أن أي مواجهة عسكرية مستقبلية بين الكيان الإسرائيلي وإيران ستكون أكثر ضراوة، وسيتلقى خلالها ضربات استراتيجية موجعة.
يشير تحليل التداعيات إلى أن الضربات على المنشآت النووية الإيرانية لم تحقق أهدافها، بل ساهمت في تعزيز النفوذ الإقليمي الإيراني وإضعاف الموقف الإسرائيلي. ويرى محللون أن تصريحات ترامب حول مساهمة الهجوم في تسهيل اتفاق غزة تتعارض مع الحقائق الميدانية، حيث كانت النتائج الفعلية معاكسة تماماً للتوقعات.
يؤكد ضباط سابقون في الجيش الأمريكي أن التقدم التقني الإيراني في مجال الصواريخ تجاوز القدرات الدفاعية الإسرائيلية، مما يجعل أنظمة "ثاد" و"باتريوت" عاجزة عن التصدي لها. وتظهر الصواريخ الإيرانية المتطورة قدرة متزايدة على اختراق الطبقات الدفاعية المتعددة، مما يشكل تهديداً وجودياً لـ"إسرائيل" حسب تقارير الخبراء العسكريين.
يُعرِّف الخبراء الاستراتيجيون الهجوم على إيران بأنه "خطأ عكسي" أدى إلى نتائج معاكسة للخطط الإسرائيلية، حيث عزز من قدرات إيران الردعية. وتحذر تحليلات مركز الأطلسي من أن أي حرب مستقبلية مع إيران ستوضع "إسرائيل" في موقف استراتيجي غير موات، مع تزايد التكاليف السياسية والعسكرية.
يعترف مسؤولون استخباراتيون إسرائيليون سابقون بالهزيمة في حرب الـ12 يوماً، مشيرين إلى أن التقديرات الخاطئة أدت إلى تعزيز النظام الإيراني. وساهم الهجوم في تماسك الجبهة الداخلية الإيرانية وإحياء المشاعر القومية، مما عزز شرعية النظام في مواجهة التحديات الخارجية.
تشير التقارير إلى قيام إيران ببرنامج طموح لإعادة بناء ترسانتها الصاروخية وتطوير أنظمة دفاع جوي متطورة رداً على الهجمات. ويحذر الخبراء من أن انهيار الاتفاق النووي يزيد من خطر حرب استنزاف شاملة، قد تدفع إيران نحو خيارات نووية أكثر تقدماً.
يقارن محللون عسكريون الموقف الإسرائيلي بهزائم تاريخية كبرى، حيث يمكن أن تتحول الضربة المحدودة إلى نصر استراتيجي للطرف الآخر. وتؤكد الوقائع الميدانية أن الضربات الإسرائيلية لم تحقق الهدف المتمثل في شل القدرات الإيرانية، بل أدت إلى تسريع برامج التطوير العسكري الإيراني.
/انتهى/