إزاحة الستار عن التقريظات الجديدة لقائد الثورة الإسلامية على كتب الكاتبات في مجال الجهاد والمقاومة
- الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
- 2025/11/19 - 14:51
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه أقيمت الفعالية الوطنية الثانية «البطل» إلى جانب الحفل الحادي والعشرين لتكريم أدب الجهاد والمقاومة، مصحوبة بنشر تقريظات قائد الثورة الإسلامية على كتب «السيدة القمر»، «الحمّى التي لم تنتهِ» و«رفيق النار والثلج»، وذلك في قاعة وحدت.
تولت الإعلامية التلفزيونية سارا إمامي تقديم الحفل، حيث عُرض قبل بدء برنامجها مقطع من بثّ مباشر ظهرت فيه وهي تردد التكبير أثناء الهجوم الذي شنّه الكيان الصهيوني على مؤسسة الإذاعة والتلفزيون.
كما عُرضت بعد ذلك لقطات تذكارية للشهيدين اللواء حسين سلامي واللواء مصطفى عبداللهي، إذ كان الشهيد حسين سلامي قد حضر الفعالية الوطنية الأولى «البطل» وتم تكريم الشهيد مصطفى عبداللهي خلالها.
ثم ألقى مهدي إبراهيم زاده، رئيس مكتب رئاسة الجمهورية ونائب مدير مكتب حفظ ونشر آثار الإمام الخامنئي، كلمة مقتضبة أشار فيها إلى أهمية الكتابة والأدب في مجال أدب المقاومة، مؤكداً أن الكاتبات في هذا المجال يقدمن نماذج يُحتذى بها لنساء المقاومة في المنطقة والعالم. وقال: «اللغة والأدب هما الذاكرة التاريخية للأمم؛ فكما رسّخ الفردوسي الهوية الوطنية لإيران من خلال قادة الشاهنامه الأبطال، يروي أدب الجهاد والمقاومة اليوم بطولات مقاومي عصرنا الذين وقفوا بوجه الظلم والاستكبار».
وأضاف أن نشر التقريظات من قِبل قائد الثورة يأتي في إطار اهتمامه الطويل بترسيخ الأسس الثقافية للمجتمع الإيراني، وهي الأسس التي تحمي الأمة من العواصف والأزمات.
وألقى مختاربور، الكاتب والباحث في أدب الدفاع المقدس، كلمة قصيرة أكّد فيها الدور المحوري للنساء في الثورة الإسلامية والدفاع المقدس، مشيراً إلى أن أمهات وزوجات الشهداء والجرحى حملن أعباء لا تقل شأناً عن أعباء المقاتلين.
وأوضح بالأرقام أن 6841 امرأة استشهدن في جبهات مختلفة، و5735 امرأة أصبن ونلن مرتبة الجرحى، فيما وقعت 171 امرأة في الأسر، كما سُجّل في التاريخ وجود 197,337 أم شهيد، و61,052 زوجة شهيد، و317,196 زوجة جريح. وبيّن أن الدراسات تشير إلى أكثر من 30 نوعاً من الأنشطة التي أدتها النساء في مجالات خلف الجبهات والعمل الثقافي.
وشدد على أن قائد الثورة لطالما أشاد بقيمة ذكريات النساء الكاتبات، وأن تقريظاته لكتب الدفاع المقدس تؤكد أهمية هذه الأعمال في حفظ الذاكرة التاريخية للأمة.
وشهد الحفل عرضاً مسرحياً مؤثراً أثّر في أجواء القاعة، تلاه إلقاء الشاعر محمد رسولي قصيدة في رثاء أمهات وزوجات الشهداء. ثم تحدثت السيدة سارا ترابي نيا، زوجة الشهيد غلام علي رشيد ووالدة الشهيد أمينعباس رشيد، مؤكدة اهتمامها منذ الصغر بأسر الشهداء، ومشيرة إلى الدور الرئيس للمرأة والأسرة في مسيرة المقاومة.
وقالت إن الشهداء سلكوا الطريق الذي أكد عليه القادة الدينيون والثوريون عبر مفهوم «نفس الجهاد»، وأن النساء، وخاصة الأمهات، يمثلن الركن الأساسي في المجتمع عبر تربية جيل يؤمن بالمسؤولية والصدق.
وأكدت أن النساء كنّ في طليعة الثورة الإسلامية، بل وسبقن الرجال في المشاركة بالمظاهرات في مشهد، وهو الدور الذي اعتبره الشهيد مطهري حجر الأساس لانتصار الثورة. وشددت على مكانة النساء المجاهدات أمثال السيدة دباغ، وتحدثت عن الدور الكبير للأمهات المجهولات اللواتي حملن المهام التاريخية بصمت. وأشارت إلى أن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام والسيدة زينب سلام الله عليها هما النموذجان الخالدان للمرأة المقاومة.
وتطرقت في جزء آخر من كلمتها إلى مسؤولية الأمهات في تربية الجيل القادم، قائلة إن تربية أبناء يتحملون المسؤوليات الاجتماعية والسياسية بأمانة وإخلاص هو اقتداء عملي بالصدّيقة الطاهرة عليها السلام.
واختتمت حديثها بالإشارة إلى تواضع ابنها الشهيد حجة الإسلام أمينعباس رشيد، موضحة أنه لم يذكر يوماً خلال رواية أحداث الدفاع المقدس أنه من أقارب اللواء رشيد حتى لا تُعرف صلته به.
بعد ذلك جاء دور إزاحة الستار عن تقريظات قائد الثورة على الكتب. وقبل الإعلان عنها، عُرض فيلم أُنتج بتقنية الذكاء الاصطناعي حول الشهداء ورسائلهم إلى أمهاتهم وزوجاتهم.
وجرى أولاً الكشف عن تقريظ كتاب «الحمّى التي لم تنتهِ» المتعلق بالشهيد حسين دخانجي، بحضور أمّه وزوجته وشقيقه. وقد قرأت زوجة الشهيد نص التقريظ الذي أثنى فيه القائد على الصبر اللامتناهي للأم ورعايتها لهذا الشهيد، وأرسل لها سلامه.
ثم كُشف عن تقريظ كتاب «السيدة القمر» الذي يروي حياة الشهيد شيرعلي سلطاني، وقرأته زوجة الشهيد، بحضور أسرته. وأشار القائد في هذا التقريظ إلى الأجواء الروحية التي كان يعيشها الشهيد في مجالس الدعاء، وكيف تركت تلك الروحانية أثراً كبيراً عليه.
وفي الختام، أزيح الستار عن تقريظ كتاب «رفيق النار والثلج» حول الشهيد الحاج سعيد قهاري، وقرأته زوجة الشهيد بحضور والدته وأسرته. وقد أشاد القائد في هذا التقريظ بإبداع الكاتبة وتجديدها.
وفي ختام الحفل، جرى تكريم زوجات وأمهات الشهداء أصحاب الكتب المُقَرَّظَة، وكذلك مؤلفي هذه الكتب، وذلك بحضور حجة الإسلام كلبايكاني رئيس مكتب القائد، ووزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، وزينب سليماني ابنة الشهيد الحاج قاسم سليماني، وعدد من الشخصيات الثقافية.
/انتهى/