حاضنة المقاومة… القلب النابض للمعركة

وأظهر المشهد عمق التأثير الشعبي لثنائي حزب الله وحركة أمل، وقدرتهما على حشد الطاقات في مواجهة التحديات المختلفة. كما أكدت الحشود رفضها القاطع لأي مسار للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، معتبرةً أن المقاومة ستظل عنوان العزة والكرامة الوطنية.

وقد بيّن الحضور الشعبي الكبير أن الإرث الذي تركه الشهيد نصر الله لا يزال حياً، وقادراً على التأثير في المعادلات وصناعة القرار، مجسّداً استمرار مسيرة المقاومة التي أرست قواعد الصمود والكرامة في لبنان.

المشهد الشعبي الكبير في الذكرى السنوية الأولى لشهادة السيد حسن نصر الله يرسل رسالة واضحة وصريحة… رسالة لا يمكن تجاهلها، لا محلياً، ولا إقليمياً، ولا دولياً. هذا الحشد ليس مجرد تعبير عاطفي، إنه تأكيد عملي: المقاومة خيار ثابت في لبنان، وجمهور المقاومة لن يتراجع، مهما كانت التحديات أو الثمن.

المشاركة الشعبية جاءت كرد مباشر على العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكياً، مئات الشهداء، آلاف الخروقات بعد وقف إطلاق النار. المشاركة تقول بوضوح: المقاومة خيار مستمر، والاستسلام أغلى بكثير.وليس هذا فقط، الحشود تواجه أيضاً الحصار الدولي، وقرارات منع إعادة إعمار القرى، وتقف ضد المشاريع الاقتصادية التي حاولت الولايات المتحدة فرضها على لبنان، بموافقة بعض المسؤولين المحليين.

الشعارات التي رفعها المشاركون تجمع بين العاطفة والوعي السياسي، تركيزها على حق المقاومة في السلاح، وعلى مشروع نزع السلاح الذي يحاول المعارضون فرضه.الطاقة الشعبية هنا ليست رمزية فقط، إنها قوة حقيقية، ستؤثر في القرارات السياسية القادمة. الانتخابات المقبلة ستكون محطة مهمة لإظهار ثقل الثنائي الوطني: حزب الله وحركة أمل، موقعهما في قلب الدولة اللبنانية واضح وثابت.

ولا يمكن لأي ضغط أو محاولة لتقويض هذا التأثير الشعبي أن تنجح. هذا الجمهور يشكل أيضاً سداً أمام أي مسار تطبيعي أو تسووي مع العدو، ويؤكد أن لبنان لن يحيد، وأن المقاومة ستظل عنوان العزة والكرامة الوطنية.كما أن أي مشروع لتغيير خرائط المنطقة، لن يمر بسهولة. المشهد الشعبي الأخير يظهر أن اللبنانيين لن يسمحوا بكتابة تاريخ بلادهم وفق أهواء الآخرين.

المقاومة حمت لبنان، وكانت دوماً وما زالت رمز العزة والكرامة، والقاتل الأمريكي لا يمكن أن يصبح صديقاً. وسيظل لبنان صوتاً حراً في المنطقة، وجزءاً لا يتجزأ من محور المقاومة.الشهيد السيد حسن نصر الله ترك وراءه شعباً كاملاً، شعباً يشكل ذخراً استراتيجياً قادراً على تغيير المعادلات، وصناعة التاريخ، وضمان استقرار لبنان في مواجهة كل المخاطر والتحديات.

/انتهى/