سفير السودان في طهران لـ تسنيم: نثمن عاليا مواقف إيران تجاه السودان، والاعتراف بحكومته الشرعية وسيادته ووحدته

منذ عدة أعوام ولايزال السودان يعاني من أزمة داخلية إثر الخلافات التي طرأت بين الفرقاء السياسيين، بحيث تطورت هذه الخلافات خلال هذه الفترة، حتى أصبح السودان اليوم ساحة لصراعات عسكرية طاحنة راح ضحيتها الآلاف المدنيين، وتدمرت الكثير من البنى التحتية وأصبحت معاناة المدنيين تتفاقم يوما بعد يوم.

وللحديث حول هذه الملفات وغيرها أجرينا حوارا مع سعادة د. عبد العزيز حسن صالح طه، سفير السودان المحترم في إيران لدى زيارته لوكالة تسنيم الدولية للأنباء.

 

 

 

وخلال حديثه مع تسنيم تطرق سعادة السفير الى ما يجري في بلاده من حرب وصفها بالحرب العدوانية، مشيرا الى ان هذه "الحرب العدوانية في السودان هي ليست نزاع بين أطراف وليست حرب عسكرية وليست خلافات عسكرية، انما هو تمرد لقوى نظامية كانت تابعة للجيش السوداني وتمردت عليه في 15 أبريل في عام 2023".

وأوضح عبد العزيز حسن صالح طه، أنه "منذ ذلك الوقت حاولت هذه القوى المتمردة ان تستولي على السلطة الشرعية وتنقلب عليها وعندما فشلت هذه المحاولة، لجأت الى خطة تسمى "الخطة ب"، حيث شنت من خلالها حرب عدوانية ممنهجة مدعومة من الخارج، استعانت بها بمرتزقة من العديد من الدول الافريقية ودول في أمريكا اللاتينية بدعم إقليمي".

ونوه الى ان: الحرب لم تكن موجهة للجيش السوداني فقط، انما للشعب السوداني بحيث لاحظنا ولاحظ العالم اجمع الانتهاكات والجرائم الكبيرة جدا التي مارستها هذه القوى الإرهابية، التي استطاعت ان تستعين بعدد كبير من المرتزقة من مختلف دول العالم.

وقال سفير السودان في طهران ان الحرب على حكومة السودان الشرعية "تشكل تهديدا للأمن والسلم ليس في الإقليم فقط، انما في العالم اجمع".

وأشار الى ان: الاستعانة بالمرتزقة هي ظاهرة ليست بصالح المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي للسودان.

وأكد عبد العزيز حسن صالح طه ان "السودان نبّهت مرارا وتكرارا لاعتبار القوات المتمردة، منظمة إرهابية وإدانة كل الدول التي تساندها وتدعمها عن طريق توفير المال والمعدات العسكرية والتقنيات وجلب المرتزقة، وتلك الدول التي تفتح أراضيها لدخول هذه المعدات العسكرية والمرتزقة، لقتل الشعب السوداني، حيث لاحظ العالم ما جرى للشعب السوداني خلال الأسابيع الماضية، في الفاشر والبارة، وقبلها تمت هذه الممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية والتي تنتهك حقوق الانسان وترقى الى مصاف الإبادة الجماعية وجرائم الحرب".

وفي هذا السياق انتقد سفير السودان في طهران "صمت المجتمع الدولي المخزي والمنظمات الإقليمية والدولية"، تجاه ما يجري من جرائم في بلاده من قبل قوى نظامية متمردة على الجيش والحكومة السودانية.

مشيرا الى ان السودان يثمن كل صوت حر سواء كان من دول صديقة وشقيقة، او من شعوب حرة رفضت الظلم والممارسات الاجرامية التي تعرض لها الشعب السوداني خلال الفترة الأخيرة، موضحا ان بلاده "تثمن مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية حكومة وشعبا واعلاما، لان الاعلام في إيران كان حرا واستطاع ان يعكس ويكشف الكثير من هذه الممارسات الاجرامية".

وحول العلاقات الإيرانية السودانية، بعد افتتاح سفارتي البلدين في إيران والسودان، قال سعادة السفير عبد العزيز حسن صالح طه: ان العلاقات بين البلدين بعد افتتاح سفارة السودان في طهران في أواخر يوليو عام 2024، وكذلك افتتاح سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بور سودان العاصمة الإدارية السودانية المؤقتة، أيضا في شهر يوليو عام 2024، أصبحت العلاقات جيدة وجرى خلال هذه الفترة عدة اتصالات، ورغم قصر الفترة ورغم انها في تقديرنا جيدة، الا انها لا ترقى لطموح البلدين ونحن نتطلع الى ان نرتقي بهذه العلاقات الى آفاق أكبر وارحب خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والفنية والزراعية.

وأضاف: في ظل هذه الظروف نحن نقدر ونثمن عاليا مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه دعم السودان، والاعتراف بحكومته الشرعية وسيادته ووحدته ورفض أي محاولة لإنشاء أي كيانات او اجسام موازية تتعارض مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

/انتهى/