وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه جاء نص بيان علي أكبر ولايتي على النحو الآتي: في أعقاب قبول وقف إطلاق النار المؤقت بين الكيان الصهيوني الغاصب والحكومة اللبنانية ـ وهو اتفاق تمّ بهدف تثبيت الهدوء في الحدود الجنوبية للبنان ـ شهدنا أنّ هذا الكيان لم يلتزم بتعهداته في إطار هذا الاتفاق، بل كرّر مراراً انتهاك وقف إطلاق النار بشكل واضح، من خلال ممارسات عدوانية، وشنّ غارات جوية واسعة، وقصف متكرر، واستهداف البنى التحتية المدنية، واستباحة دماء الأبرياء من أبناء لبنان من قادة المقاومة والنساء والأطفال، ليقدّم نفسه كمنتهك صريح لحقوق الإنسان والقواعد الحاكمة للقانون الدولي.
وفي هذا السياق، يؤكد حزب الله في لبنان، كعادته دائماً، أنه يقف بيقظة واستعداد كاملين للدفاع الحاسم عن سيادة لبنان وحماية شعبه الأبيّ والشجاع.
ومن بين الجرائم الجديدة لهذا الكيان، اغتيال الشهيد الحاج هيثم الطباطبائي، أحد أبرز قادة المقاومة وأحد عناصر القوة الخاصة «سبد»، في هجوم غادر ومباغت، شكّل إلى جانب انتهاكه للسيادة اللبنانية هدفاً رئيسياً لفرض الإرادات غير المشروعة وبثّ الخوف وزعزعة الاستقرار في أنحاء الأرض اللبنانية المقدسة. ولا يعبّر هذا السلوك عن تجاهل متعمّد للالتزامات الدولية فحسب، بل يمثل أيضاً دليلاً إضافياً على السياسات العسكرية لكيان غاصب يتهرب من العقاب، دون أن يخضع لأي مساءلة أمام أيّ مرجع قانوني دولي، ولم يعترف يوماً بمسؤوليته عن جرائمه الحربية.
وإذ يدين المجمع العالمي للصحوة الإسلامية بشدّة هذه الجرائم، فإنه يلفت نظر المجتمع الدولي، والدول الإسلامية، وجميع الأحرار والباحثين عن العدالة، والجماعات وحركات المقاومة في المنطقة، إلى النقاط التالية:
أ) إن وقف إطلاق النار المتفق عليه بدعم من مجلس الأمن الدولي (وفقاً للقرار 1701) مُلزِم، وأيّ انتهاك أحادي له لا يُعدّ خرقاً للقانون الدولي فحسب، بل إهانة لكل الآليات الدولية الساعية إلى إحلال السلام.
ب) إن حق السيادة الكاملة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة على أراضيها يعدّ من المبادئ الأساسية لميثاق المنظمة، غير أن الكيان الصهيوني ينتهك هذا الحق بشكل مستمر عبر غاراته الجوية وأعماله العدوانية وعمليات الاغتيال في عمق الأراضي اللبنانية.
ت) إن الهجمات على المدنيين والنساء والأطفال والمناطق السكنية انتهاك واضح لقواعد حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني (اتفاقيات جنيف)، وهي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ث) إن صمت المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الغربية والهيئات المعنية بالسلام العالمي، تجاه هذه الممارسات الإجرامية، يُعدّ تواطؤاً مع جرائم الكيان الصهيوني، ويعرّض أمن المنطقة لخطر بالغ، وسيحمّلهم في المستقبل تبعات ثقيلة.
وبناءً على ذلك، نطالب مجلس الأمن الدولي، ولجنة حقوق الإنسان، وجميع الهيئات الرقابية الدولية باتخاذ خطوات عملية وفورية تشمل ما يلي:
إصدار قرار حازم يدين الكيان الصهيوني بسبب الانتهاك الواضح لوقف إطلاق النار واعتدائه على سيادة لبنان.
إرسال لجنة تحقيق مستقلة لتوثيق جرائم الحرب التي ارتكبها هذا الكيان في لبنان وتحديد المسؤوليات القانونية للمتهمين.
تفعيل الآليات التنفيذية لفرض عقوبات دقيقة وموجّهة ضد المتورطين في هذه الجرائم.
وضع حدّ لثقافة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها هذا الكيان، وضمان مساءلته أمام المحاكم الجنائية الدولية.
ويؤكد المجمع العالمي للصحوة الإسلامية أن السلام الدائم في المنطقة مرهون بمحاسبة الكيان الصهيوني على الجرائم التي ارتكبها، واحترامه للحدود الدولية، والتزامه الحقيقي بالقوانين العالمية. فسلامٌ يقوم على الصمت تجاه الظلم لن يكون فقط غير مستدام، بل سيكون أيضاً حافزاً لاعتداءات مستقبلية.
ويقدّم المجمع، مع التهنئة والتعزية، أحرّ التحايا لشهادة القائد الرفيع في حزب الله لبنان، الشهيد هيثم الطباطبائي، ولجميع شهداء المقاومة اللبنانية، ولا سيما النساء والأطفال والأبرياء، مؤكداً أن درب الشهداء ودماءهم هي الضامن الحقيقي لانتصار الشعوب، وأن شهادتهم تبشر ببدء العدّ العكسي لانهيار هذا الكيان الغاصب والمعتدي والمجرم.
/انتهى/