تقرير تسنيم/ فيفيان أبو عليص… ذهبية من قلب الجراح ترفع فلسطين على منصّة آسيا

فيفيان، التي بدأت ممارسة رياضة “الموي تاي” قبل أربعة أعوام فقط، بدت منذ اللحظة الأولى مختلفة. طفلة تحمل ملامح الهدوء، لكن بداخلها روح قتالية لا تعرف التراجع. تقول:
“قبل أربع سنين شفت النادي على الإنترنت. كنت بدي أجرّب الرياضة كهواية، بس لما شفت كيف النادي بيسافر وبيرفع اسم فلسطين، قلت لازم أكون منهم… لازم أرفع اسمي واسم بلدي.”

 

 

ولم يكن الطريق سهلاً. أربع سنوات من التدريب الشاق، من الالتزام، من الوقوف مجدداً بعد كل إصابة وكل تعب. وفي النهاية وصلت: أول ميدالية ذهبية لفلسطين في تاريخ رياضة الموي تاي، وأول فتاة فلسطينية تعتلي هذا البوديوم في الألعاب الآسيوية.

مدربها أحمد أبو دخان، المدير الفني للمنتخب الفلسطيني للموي تاي، وصف إنجازها بأنه “تاريخي ومفصلي”، قائلاً:
“هاي الميدالية هي تتويج لسنوات طويلة من العمل. كانت أول مرة يكون الموي تاي حاضر في الألعاب الآسيوية، فكانت التحديات كبيرة جداً. اشتغلنا بالشراكة مع اللجنة الأولمبية الفلسطينية، وكان هدفنا من اليوم الأول نثبت إن الموي تاي الفلسطيني منافس قوي… وقدرنا نعملها.”

ولم يكن الإنجاز رياضياً فقط. فالمنتخب الفلسطيني فقد قبل أسابيع زميلهم الطفل الشهيد عمار حمايل (13 عاماً)، لاعب المنتخب وأحد أبرز موهوبي الموي تاي، الذي اغتاله قنّاص إسرائيلي وكان من المفترض أن يشارك في هذه البطولة.

يتحدث أبو دخان بصوت مثقل بالفقد: “خسرنا عمار بنص السنة. كان جاهز للبطولة، وكان حلمه يكون معنا. اليوم رسالتنا كرياضيين أكبر… إحنا مكملين حلمه. عمار موجود معنا بكل بطولة، حتى لو مش بجسده، بروحه.”

فيفيان أيضاً لم تنسَ زميلها. تقول وهي تُمسك بميداليتها: “هاي الذهبية لعمار… ولكل شهداء فلسطين، خاصة الرياضيين اللي حلمهم انقطع. عمار كان بطل… وكان المفروض يكون هون.”

وتُهدي فيفيان هذا الإنجاز لفلسطين ولأهل غزة تحديداً: “أهدي الفوز لفلسطين كلها… لغزة اللي مرّت بسنتين كتير صعبين. فخري ما بنوصف، وأنا أول بنت بجيب ذهبية لفلسطين… رفعت علم بلدي برا رغم كل شي.”

ورغم محاولات الاحتلال سرقة الفرح من حياة الفلسطينيين، فإن هذه الفتاة الصغيرة أعادت تعريف القوة على طريقتها. حولت الحزن إلى طاقة، والفقد إلى دافع، والضيق إلى مساحة أوسع للحلم.

فيفيان أبو عليص لم تعد مجرد بطلة على الحلبة. إنها وجه لفلسطين التي لا تنكسر. لفلسطين التي تنهض من الألم، وترفع رايتها من جديد… بالذهب.

/انتهى/