ولمعرفة آخر التطورات التي تمر بها الأزمة السودانية ومستقبل الصراع الدائر في البلاد والذي تعمل أطراف اقليمية ودولية على تأجيجه، أجرينا في وكالة تسنيم الدولية للأنباء حوارا مطولا مع نائب السفير السوداني في إيران سعادة الأستاذ خالد إبراهيم الشيخ، تحدث خلاله عن سياسات الحكومة الشرعية والجيش السوداني بقيادة "عبد الفتاح البرهان" للخروج من هذه الازمة ولوقف معاناة الشعب السوداني، إثر استمرار الحرب في بلاده.
.
وخلال المقابلة، تحدث خالد إبراهيم الشيخ عن خلفيات وأسباب ظهور الأزمة في السودان، بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق، عمر البشير، وتمرد قوات الدعم السريع على الجيش السوداني بعد خلع الرئيس السوداني السابق عمر البشير، من خلال العلاقات التي بناها قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، مع دولة الامارات والدعم الذي تلقاه من حكومة ابوظبي.
موضحا ان "معظم قوات حميدتي هي قوات مرتزقة تأتي من دول الجوار وليس لديها اخلاق السودانيين، وليس لديها الصفات الحميدة ولذلك بدئت بالقتل واغتصاب النساء وتدمير البنى التحتية بشكل همجي ووحشي، ولسبب ذلك قد نزح أكثر من 9 مليون مواطن سوداني من العاصمة السودانية الخرطوم، وقرابة 2 مليون نزحوا ولجواء الى دول الجوار".
مشيرا الى ان، "حتى وقت قريب وصل عدد القتلى قرابة الـ 150 ألف شخص، اغلبهم من قوات الدعم السريع، والجيش قد حافظ بحنكة وحكمة لمنع سقوط الكثير من القتلى من المدنيين، وكانت ضرباته موجهة نحو قوات المليشيا العسكرية، لكن بالرغم من ذلك، هناك أبرياء كثر من المواطنين السودانيين لقوا حتفهم، وعملت آلة القتل المتوحشة لمليشيا قوات الدعم السريع على قتل المواطنين واستهدافهم دون رحمة ودون هوادة".

وحول المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني والحكومة الشرعية السودانية في الوقت الحالي، أكد خالد إبراهيم الشيخ، أن "القوات المسلحة السودانية استطاعت دحر مليشيا قوات الدعم السريع من كافة مناطق وسط السودان، وتم طردها الى الجزء الغربي من السودان في ولايات كردفان ودارفور، ويمكن ان نقول ان القوات المتمردة متمركزة الآن فقط في ولاية دارفور، وفي جزء قليل جدا من ولاية غرب كردفان".
وأضاف: نستطيع ان نقول تقريبا 85% من الأراضي السودانية هي الآن بيد الحكومة السودانية والقوات المسلحة الشرعية، وحوالي 15% من الأراضي السودانية هي تحت سيطرة المليشيا المتمردة.
واكد انه "لو لا الدعم الخارجي ولو لا المؤامرات الخارجية ولو لا التدخل الخارجي، لقضينا على التمرد في عامه الأول، لكن للأسف الشديد فان بعض الدول وبسياسات دنيئة تدعم هذا التمرد، لأطماع في السودان ولأطماع بشواطئه الساحلية وموانئه الكبيرة، وبسبب الاطماع بالذهب الكثير الذي يوجد في السودان، وأيضا بسبب الأراضي الخصبة والمناطق الزراعية الكثيرة التي يشتهر بها السودان، جميع هذه الاطماع غذت هذا التمرد ومدته بالسلاح وبالدعم السياسي والإعلامي ولذلك طالت مدة الحرب".
وفيما يخص ما يقوله البعض حول ان الجيش السوداني تخلى عن آلية الحوار، ولجئ الى الصراع العسكري، دون ابداء المزيد من المرونة والتفاهمات مع خصومه لقطع الطريق على قوات الدعم السريع، لكيلا تقع البلاد فيما وقعت به، قال نائب السفير السوداني في إيران:
في الخامس من مايو أي بعد شهر من اندلاع الحرب تم التوقيع على اتفاق بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع برعاية سعودية، حيث تدخلت المملكة العربية السعودية وهي دولة قريبة للسودان ولديها علاقات جيدة ومتميزة، فبادرت الى عمل منبر من اجل حل المشكلة السودانية، وتوصل وفد الجيش السوداني مع وفد من قوات الدعم السريع الى اتفاق جدة في شهر مايو بعد شهر من اشتعال الحرب في الخامس من مايو، وتم توقيع هذا الاتفاق، لكن للأسف الشديد لم تلتزم قوات الدعم السريع بهذا الاتفاق، ولم توافق على الخروج من بيوت المواطنين في المناطق التي احتلتها، والتي توقفت الحياة فيها، بحيث أصبحت الخرطوم خلال العالم الأول (من الصراع) عبارة عن مدينة اشباح، وخلت تماما من المواطنين وطوال هاتين السنتين والنصف كانت الحكومة السودانية ترغب بالسلام ولكن يجب ان يكون سلاما يضمن استقرار المواطن والحياة الكريمة للمواطن، وسلام يكون حقيقي وليس استسلام.

وحول الحديث الذي يقول ان الجيش السوداني لم يكن ينوي تسليم السلطة لقوى مدنية بعد الإطاحة بنظام عمر البشير، وبقي الجيش يماطل لعدم تسليم السلطة، لجهة مدنية، قال خالد إبراهيم الشيخ:
هذا الكلام غير صحيح، لان القوات المسلحة بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير كانت تتحدث عن فترة انتقالية ترتب فيها الأوضاع وثم يتم تسليم الحكومة والسلطة الشرعية للمدنيين، وفعلا تم اختيار الدكتور عبدالله حمدوك رئيسا للوزراء وهو شخص مدني ومشهور بان له علاقاته الدولية، وعلاقات مع المنظمات الدولية وهو رجل اقتصاد مشهور، وكان قرابة السنتين والنصف هو رئيس الوزراء للبلاد، وحكومته، حكومة مدنية، ولكن للأسف الشديد كما اسلفت فان السودان قد تعرض الى مؤامرة كبيرة، بسبب الطمع بمقدراته وثرواته، ولذلك كانت القوات المسلحة تعي تماما ان هذه المؤامرة ان لم يتم التعامل معها بحنكة وحكمة، فان السودان سيضيع، وللأسف الشديد القوى المدنية التي كنا نتمنى ان تكون واعية وتتعامل مع الأمور بشكل موضوعي، قد اتفقت مع قوات الدعم السريع المتمردة، وبدأت في إحاكة المؤامرات معها، وكانت قوات الدعم السريع بميليشياتها التي أتت من العديد من الدول الأخرى، قاب قوسين او ادنى من استلام السودان، وكان السودان سيضيع وسيتقسم، ولكن كانت القوات المسلحة عند الموعد واستطاعت ان تفسد وان تفشل هذه المؤامرة الكبيرة.
مضيفا: لدينا تجارب في سنة 1985 عندما سقط نظام جعفر النميري، جاء المشير سوار الذهب، وخلال سنة واحدة فقط حكم الجيش السوداني ورتب الأمور وبعد ذلك عمل انتخابات، وجاء الصادق المهدي واستلم الدولة وقادت حكومته السودان، وهذا يؤكد ان الجيش السوداني بشكل تاريخي هو دائما كان يحافظ على الدولة، ويحافظ على حدودها ويحميها، ولذلك المخطط كان هو لفترة محددة وبعد ذلك يتم تسليم السلطة الى مدنيين يحكمون البلد، ويعملون على نهضتها وتطويرها والمضي بها الى الامام.

وعن اسباب سقوط عدد من المدن بيد قوات الدعم السريع ومن بينها مدينة الفاشر، وأيضا حجم الإمكانات والقوة التي تمتلكها قوات الدعم السريع، أكد نائب السفير السوداني في إيران:
في البداية يجب ان نعرف ان قوات الدعم السريع هي عبارة عن مليشيا قبلية، تعتمد على عدد محدد من القبائل وعندما اندلعت الحرب فان منطقة دارفور تعتبر هي منطقة حواضن لهذه المليشيا، وعندما قامت الحرب مباشرة احتلت قوات الدعم السريع المتمردة مدينتي الجنينة ونيالا، وتشكل هاتين المدينتين بالإضافة الى مدينة الفاشر، أكبر ثلاثة مدن في دارفور، حيث صمدت الفاشر لـ 500 يوم، وهي تعرضت لـ 266 هجوم من قبل مليشيا الدعم السريع للاستيلاء عليها، وكانت لهذه المدينة مكانة خاصة لهذه القوات المتمردة، لأنه باحتلال هذه المدينة تكون قوات الدعم السريع مسيطرة على كافة مناطق إقليم دارفور، وطوال سنة ونصف كانت القوات المسلحة ومواطنو الفاشر صامدون امام الهجمات التي بلغت 266 هجوم، وقتل عدد كبير جدا من أبناء هذه القوات المتمردة خلال هذه الهجمات، الهجوم رقم 69 كان هجوما مختلفا، هجوم مدعوم من قوى خارجية وفيه أسلحة جديدة ومسيرات، وتم قطع كافة وسائل الاتصال بحيث وجدت القوات السودانية بانه ليس هناك أي وسيلة للاتصال، فاحكموا القبضة على الفاشر واستطاعوا الاستعانة بدول خارجية، ونعرف ان دولة الامارات المتحدة العربية كان لها الدور الأكبر في هذه المؤامرة، وهي الداعم الحقيقي والكبير لقوات الدعم السريع، حيث جندت الامارات عدد كبير من قوات المرتزقة من كولومبيا، وفي الواقع هجوم رقم 69 كان مدعوما بقوات خارقة من دولة الامارات، ومن دول الجوار ولذلك عندما وجدت القوات المسلحة ان الاتصالات مفقودة، وليس لديها فرصة للتواصل مع القيادة ومجنديها ومع ضباطها، فقد انسحبت القوات المسلحة من هذه المدينة، حتى لا يكون هناك قتل للمواطنين ولكي لا يقع فيها تدمير، وفعلا انسحبت هذه القوات وسيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، وللأسف فقد قامت بعمليات قتل المواطنين بدواعي عرقية، بحيث خلال يومي 26 و27 أكتوبر تم قتل 2000 مواطن سوداني اعزل في مدينة الفاشر بدم بارد.
وحول خارطة الطريق التي يسير عليها الجيش السوداني بعد الاحداث التي شهدها السودان خلال الفترة الأخيرة، وآفاق مفاوضات اللجنة الرباعية المكونة من مصر والسعودية وأمريكا والامارات، قال نائب السفير السوداني في طهران:
في الحقيقة ان الامارات المتحدة العربية، هي في هذه الرباعية، ونحن في السودان نعرف تماما ولدينا الأدلة والوثائق الجلية والواضحة ان الامارات هي سبب أساسي وجزء من هذه المعضلة والمشكلة، فكيف تكون انت سببا في المشكلة وتدعي انك تستطيع حلها، ولذلك طلبت القيادة السودانية خروج الامارات من الرباعية، حتى نصل الى حل ولكن للأسف الشديد فان الامارات بنفوذها وبأموالها استطاعت ان تغري الكثير من الدول والهيئات، وان القيادة السودانية هي مع الحل ولآخر لحظة السيد الرئيس البرهان يتحدث عن انه اذا خرجت هذه القوات المتمردة من المدن التي تحتلها، وانتظموا في معسكرات وسلموا سلاحهم، واكدوا انه لم يكن لهم دور سياسي في مستقبل السودان، فسنجلس الى طاولة الحوار ومستعدين لوقف اطلاق النار في أي لحظة، هذه الشروط التي تتحدث عنها القيادة السودانية وهي على استعداد ان تنفذها حال ما تم تنفيذ هذه الشروط.

وفيما يخص الأدلة التي تمتلكها الحكومة والجيش السوداني لتورط الامارات بتزويد المليشيات بالسلاح والمرتزقة، رغم نفي جميع هذه الاتهامات من قبل الامارات، قال الشيخ:
كلنا نعلم ان الامارات بدأت في الفترة الأخيرة بتدخلات كثيرة في اليمن وفي سوريا وفي ليبيا، ونحن نعتبرها تدخلات أكبر من حجم الامارات، ولكن عندما تدخلت في السودان فإنها كانت تعتبر السودان لقمة سائغة، لكن السودان له تاريخ عريق وله شعب واعي ومثقف، لا يسكت على الضيم والظلم، ولدينا الدلائل التي تم تسليمها الى مجلس الأمن والى الأمم المتحدة والى محكمة العدل الدولية، والى الولايات المتحدة الامريكية، والى كل من يرغب في هذه الأدلة.
وأضاف: الأدلة موجودة منذ الأيام الأولى للحرب، فقد وجدنا في منطقة الصالحة بطاقات لضباط اماراتيين وتم قتل عدد من الضباط الاماراتيين في نيالا وفي غيرها، ووجدنا أسلحة مكتوب في صناديقها دولة الامارات العربية المتحدة، فهذه الأدلة موجودة بالصورة ولدينا الكثير من الأدلة لدى الحكومة السودانية تستطيع ان تخرج هذه الأدلة، بحث جميعها ادلة ثابتة وكل متتبع للشأن العالمي يعرف ان كبريات الصحف العالمية، مثل ديلي تلغراف وواشنطن بوست والغارديان والمنظمات الدولية قد اجرت تحقيقات وتقارير وهي منشورة، وبالإضافة الى ذلك فقد استجلبت الامارات عدد كبير، أكثر من 300 مرتزق من كولومبيا واحضرتهم الى السودان، وهم موجودين الان في الفاشر وفي الجنينة ونيالا، وتم تصويرهم حتى من قبل قوات الدعم السريع، وظهرت الكثير من الشركات الإماراتية التي تستجلب هؤلاء المرتزقة من كولومبيا.

وفي زيارة للسيد الرئيس البرهان، عندما توسط الامريكان لحل هذه الإشكالية، أكد لهم تورط الامارات وسلمهم أكثر من 21 فلاش وثائق مؤكدة وثابة، سلمها للأمريكان بحضور أحد الامراء الاماراتيين، والذي لم ينبس ببنت شفة، ولم يستطيع ان يرد وخرج من هذا الاجتماع، فتورط الاماراتي بالنسبة لنا كسودانيين ثابت وهو سبب اساس في إطالة امد الحرب في السودان.
الامارات تدعم هذه القوات المتمردة بالسلاح وبالدعم السياسي وبالأعلام، وبالمرتزقة، وهي جندت بعض العملاء السودانيين، الامارات بمال البترول اغرت الكثير من دول الجوار الفقيرة، واستطاعت ان تؤثر على بعض القيادات وان تجندها لصالحها، وتدخل هذه الأسلحة والدعم عن طريقها وعن طريق ليبيا والتشاد، وهي أدخلت هذه الأسلحة والوقود والمعدات العسكرية، وفي الكثير من المرات تدعي الامارات انها تدعم السودان بالشأن الإنساني وبالمساعدات الإنسانية، ولكن للأسف تكون هذه المساعدات الانسانية هي عبارة عن سلاح ووقود يؤجج هذه الحرب ويزيد من أمدها.
وعن الدور الذي تلعبه مصر والسعودية تجاه مايجري حاليا في السودان وهل ان هاتين الدولتين تدعمان الجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع ام لا؟
أوضح نائب سفير السودان في إيران، ان هاتين الدولتين الجارتين، لهما مكانة إقليمية تدعم الدولة السودانية الشرعية، المملكة العربية السعودية هي جارة ودولة شقيقة وبادرت في شهر مايو بعد شهر واحد من اندلاع الحرب، واوجدت منبر جدة من اجل الحوار، لحل المشكلة السودانية وذهب وفد من القوات السودانية المسلحة، ووفد من قوات الدعم السريع وجلسوا لقرابة الشهر، يتفاوضون ويتحاورون، وخرجوا بوثيقة اتفاق سلام جدة، ولكن مع الأسف الشديد تنكرت وتنصلت قوات الدعم السريع المتمردة لهذا الاتفاق، وأساءت اليه.
أيضا جمهورية مصر العربية هي جار طبيعي، وتوجد معها علاقات تاريخية ممتدة وهناك قبائل مشتركة، والسودان ومصر يربطهما النيل وهم شعب واحد في بلدين، ولذلك هناك دور أخلاقي لجمهورية مصر العربية للحفاظ على وحدة السودان، والسودان يعتبر هو الامن القومي الخلفي لجمهورية مصر العربية، ولذلك لابد ان تقوم هاتان الدولتان بدور من اجل نصرة شقيقهم السودان، ومن اجل حل هذه المشكلة، وهذا ما قامت به مصر والسعودية.

وحول دعم إيران للحكومة السودانية الشرعية وادانتها للإرهاب والجرائم والقتل التي شهدها السودان في الفترة الأخيرة، قال نائب السفير السوداني في إيران:
السودان لديه علاقات جيدة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كانت هناك اسباب أدت الى قطع العلاقات لمدة 8 سنوات، والآن تم استعادة هذه العلاقات بشكل جيد وهي روابط دبلوماسية وعلاقات طبيعية بين الدول، ونأمل ان نطور هذه العلاقات وكما أشار سعادة السفير منذ افتتاح السفارة في يوليو 2024 بداءت السفارة بالتحرك بشكل جيد جدا بالعمل على تقوية وتطوير هذه العلاقات السياسية، والدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، ونحن نسير في هذا الملف بشكل جيد.
وأضاف: حكومة الجمهورية الإسلامية وقفت مع الشعب السوداني ومع الحكومة السودانية لأنها تقف مع الحق، ووقفت مع الحكومة السودانية ضد هذه المليشيا المتمردة التي آذت الشعب السوداني وانتهكت حقوقه، وكانت المواقف للحكومة الإيرانية مواقف مشرفة، وآخرها كان الاتصال الذي اجراه سعادة وزير الخارجية الدكتور عباس عراقجي بالسيد محي الدين سالم، وزير الخارجية السوداني، واستنكر فيه الاحداث التي تمت في الفاشر، واعلن فيه دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للسودان ولوحدته ولاستقراره ولوحدة أراضيه، وهذا هو الموقف الطبيعي للدول الحرة التي تقف من أجل استقرار الشعوب والدول، وتقف ضد المؤامرات التي تدعو الى انفصال الدول.
/انتهى/