.
بعد حرب أيلول 2024، أثبت حزب الله قدرته على التعافي والتكيف رغم الضربات الموجعة التي تلقّاها، بما في ذلك اغتيال أبرز قادته. فبدلاً من الانهيار المتوقع، أعاد التنظيم بناء قدراته العسكرية والمالية والقيادية، فيما اعترفت الأوساط الإسرائيلية نفسها بصموده الميداني وتنظيمه اللامركزي الفعّال.
عسكرياً، نفّذ الحزب عمليات نوعية داخل العمق الإسرائيلي، مثل استهداف مقر إقامة نتنياهو في قيسارية والضربة الدقيقة في بنيامينا، مما دفع القادة الإسرائيليين للاعتراف بقدرة الحزب على جر إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة. مالياً، حافظ الحزب على تمويل رواتب مقاتليه وخدماته الاجتماعية رغم العقوبات، مستفيداً من شبكته المؤسساتية لتعويض غياب الدولة.
قيادياً، انتقلت قيادة الحزب بسلاسة بعد استشهاد السيد حسن نصر الله إلى السيد هاشم صفي الدين ثم الشيخ نعيم قاسم، مما يؤكد متانة الهيكل التنظيمي. وقد اعترفت التقارير الإسرائيلية بأن "شبح نصر الله" لا يزال يلاحق الحزب، مشيرة إلى تعمق فكره في وجدان المقاومين.
هكذا يجد العدو نفسه أمام واقع جديد: فالحزب الذي أراد شله عاد أقوى، والتنظيم الذي خطط لتفكيكه ازداد تماسكاً، والقضية التي سعى لدفنها تتقدّم في كل جبهة. إسرائيل خرجت من الحرب مرهقة، بينما خرج حزب الله منها أكثر صلابة وثقة، في اعتراف واضح من العدو نفسه أن المعركة لم تنته، بل بدأت من جديد على أرض لا تقهر.
/إنتهى/