وتشير تقارير رسمية إلى وجود عدد كبير من السفن الحربية الأمريكية بالقرب من المياه الإقليمية الفنزويلية، بالإضافة إلى انتشار القوات الأمريكية في دول مجاورة لفنزويلا مثل بورتوريكو. علاوة على ذلك، شهدنا مؤخراً توقف الرحلات الدولية المتجهة إلى فنزويلا. ومع ذلك، ما يبدو واضحاً هو أن الإدارة الأمريكية تواجه شكوكاً جدية بشأن مهاجمة فنزويلا، وهي مسألة أشارت إليها العديد من الوسائل الإعلامية الأمريكية الموثوقة أيضاً. يبدو في هذا الصدد أن واشنطن تتأثر بثلاثة دوافع رئيسية.
أولاً، فنزويلا في أعلى مستويات استعدادها وتيقظها العسكري. لطالما واجهت هذا الدولة تهديدات واسعة النطاق من قبل الولايات المتحدة، وبناءً على ذلك، عملت على تطوير قدراتها العسكرية والأمنية. حتى أنه في الأيام الماضية، ترددت أنباء متنوعة عن زيادة التعاون العسكري بين روسيا والصين وفنزويلا، كما أجرت هذا الدولة مناورات عسكرية. في هذا الوضع، يدرك ترامب والإدارة الأمريكية جيداً أن القيام بخطوة غير حكيمة ضد فنزويلا قد تعرض حياة الجنود الأمريكيين للخطر، ويمكن أن تفرض عليهم تكاليف باهظة للغاية. معادلة من الممكن أن تشل كامل الفترة الثانية لترامب في السلطة.
ثانياً، يسعى ترامب من خلال حملة الضجيج والدعاية وإثارة الضوضاء، إلى إطاحة نيكولاس مادورو من السلطة وإحلال المعارضة له والموالين للولايات المتحدة مكانه. لذلك، فهو لا يحاول بشكل جدي تفعيل القوة العسكرية الأمريكية في قضية فنزويلا، بل يسعى فقط إلى استعراض القوة. يؤيد أنصار هذه الفكرة الاعتقاد بأن ترامب غير مستعد لتحمل مخاطر هجوم عسكري على فنزويلا غير متأكد من عواقبه على الإطلاق.
وثالثاً، استثمر ترامب بكثافة في العمليات السرية داخل الأراضي الفنزويلية، وتشير بعض التقارير في الآونة الأخيرة إلى أنه منح وكالة المخابرات المركزية (CIA) التفويض لهذه العمليات أيضاً. يبدو في هذا الصدد أن إدارة ترامب تركز أكثر من أي شيء على اغتيال نيكولاس مادورو. وهو الأمر الذي تعتقد واشنطن أنه قد يمزق نسيج حكومة فنزويلا. ومع ذلك، ما يبدو واضحاً هو أن فنزويلا تعلم بهذا الأمر أيضاً وتتخذ الإجراءات اللازمة بناءً عليه. في الوقت نفسه، تراقب منافسات الولايات المتحدة الدولية مثل روسيا والصين وحتى إيران تطورات الأحداث بدقة، وهذا في حد ذاته يشير إلى حقيقة أن فنزويلا ليست خصماً سهلاً لأمريكا والترامبيين.
/انتهى/