.
يعود اليمنييون بالذاكرة ثمانية وخمسون عاما حين سطر أسلافهم لحظة من لحظات المجد بطرد المستعمر البريطاني من جنوب البلاد وإلى ميدان السبعين احتشدوا يشحذون الإرادة ويسقلون سيوف حرب التحرير.

في وقت يتشابه الحال مع الماضي حيث البلاد حيث تحتل أجزاء منها دول في الإقليم ويعود البريطاني بثقله السياسي، ليكيد نيابة عن الأمريكي والصهيوني ويحرك بيادقه في الداخل راسما الخطط والمؤامرات ومعها يحضر الصوت اليمني حاملا الرسائل لكل الأعداء بأن التحرير قادم والاستقلال حتمي.

الاحتفاء غير مسبوق بهذه الذكرى يحمل دلالات هامة وفي اتجهات متعددة رسائل وجهها اليمنيون في صنعاء إلى الغزاة والأدوات على السواء أن المرحلة مرحلة استقلال وأن الراية جهاد حتى النصر والعهد بين أبناء الوطن بدفن مشاريع الاستعمار وأدواته.

التكامل بين رسائل الحشود الجماهيرية مع ما طرحه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في بيانه بهذه المناسبة الذي ربط فيه بين ذكرى الاستقلال ومعركة اليوم ضد القوى الاستعمارية الحديثة، بالتأكيد على أن الاستقلال في الوعي اليمني قدر تاريخي متجدد في كل مرحلة.

ويؤكد مستوى الحشد الجماهيري دليلاً قاطعاً على إصرار اليمنيين على مواصلة مسار التحرر، إذ تختزن ذاكرتهم صورة أرض شكلت عبر العصور ساحة لانكسار الغزاة.

وفي تصريح خاص لوكالة تسنيم الدولية للأنباء، أكد عضو المجلس السياسي الأعلى وقيادي حزب المؤتمر الشعبي العام قاسم لبوزة أن الاحتفال بذكرى 30 نوفمبر يمثّل محطة وطنية تستحضر استعادة اليمن استقلاله من الاستعمار البريطاني.

وأشار لبوزة، وهو حفيد أحد قادة ثورة 14 أكتوبر، إلى أن هذه المناسبة تجسّد وحدة الإرادة اليمنية، وتعكس إيمان اليمنيين بأن الحرية تُنال عبر النضال، مؤكدًا أن "الأرض التي تُروى بدماء الشهداء لا يمكن أن يستقر فيها أي محتل".

وأوضح أن الذكرى تعيد التذكير بتاريخ المقاومة اليمنية في مواجهة المستعمر، لافتًا إلى أن اليمنيين في الشمال والجنوب تمكنوا من هزيمة قوة عُرفت تاريخيًا بـ"الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس"، ما مهّد لمرحلة جديدة من الحرية وسيادة القرار الوطني.

وأضاف لبوزة أن أشكال الاحتلال قد تتغير، إلا أن "الشعب اليمني ما يزال قادرًا على دحر أي محاولات للهيمنة". ووجّه رسالة إلى من وصفهم بـ"المحتلين الجدد والمتعاونين معهم"، محذرًا من تكرار مصير من تعاونوا مع المستعمر سابقًا.

وأكد أن اليمن "بلد حر لا يقبل الاحتلال"، وأن وعي شعبه وقدرته على المواجهة يجعلان الدفاع عن سيادته حاضرًا في مختلف الظروف.
/انتهى/