وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنّ العميد علي محمد نائيني، أعرب خلال مراسم يوم الطالب التي أقيمت صباح الأحد في جامعة آزاد أورميا، عن سعادته بحضوره بين الطلاب في رحاب العلم والدراسة والبحث، وحيا روح شهداء الدفاع المقدس، وأمن البلاد، وشهداء المحافظة والجامعة. وأضاف أنّ أذربيجان الغربية شهدت العديد من الأحداث على مدار 46 إلى 47 عاماً من عمر الثورة الإسلامية، ويمكن القول إنّ دفاع المحافظة المقدس امتد طوال هذه الفترة.
وأوضح أنّ المحافظة شهدت منذ الأشهر الأولى للثورة أحداثاً أمنية، وشاركت في مواجهتين: مكافحة المعارضين المسلحين على الأرض، والحرب مع نظام صدام على الحدود خلال الحرب الثمانية سنوات. وكانت المحافظة مضيفاً للمقاتلين من مختلف أنحاء البلاد، وقدمت الدعم اللوجستي، كما تأمّنت احتياجات المقاتلين القادمين من مختلف المدن، في حين كانت المحافظة نفسها عرضة لهجمات صاروخية وجوية من العدو.
وأشار نائيني إلى أنّ المحافظة سجلت نحو 12 ألف شهيد محلي و36 ألف شهيد مهاجر، و36 ألف جريح وأسير، موضحاً أنّ هذه الأرقام تشكّل نحو 25 إلى 30 في المئة من إجمالي شهداء الدفاع المقدس. وأضاف أنّ عدد شهداء الطلاب خلال الحرب بلغ خمسة آلاف، مما يعكس الدور البارز والمتميّز للطلاب خلال فترة الدفاع المقدس، مع وجود شهداء تدرّجوا من الدراسة إلى قيادة الحرب وأصبحوا جنرالات بارزين، وساهموا في المجالات المتخصّصة للحرب، حيث كان العديد من القادة المشهود لهم بالتميز من الطلاب.
كما نقل عن قائد الثورة قوله: إنّ أهم واجب للطلاب اليوم هو تبنّي خطاب «بناء إيران القوية». وأوضح أنّ حرب الـ12 يوماً أظهرت أنّ ما هو مهم اليوم هو العلم والتكنولوجيا، وأنّ الحروب الحديثة هي حروب مركبة، تقنية وغير متكافئة.
وبيّن أنّ إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة وحده لا يكفي لتحقيق النتائج، بل يجب أن يكون مدعوماً بالحرب الإلكترونية والسيبرانية والفنية، مؤكداً الدور الحاسم للمؤسسات العلمية والجامعات.
وأشار نائيني إلى أنّ الشهيد حاجي زاده، الذي اشتهر بالصواريخ، قام بإنجاز أعظم يتمثل في خلق قاعدة بشرية هائلة في مجال الطيران والفضاء، وجذب نخبة من الجامعات في المجالات العلمية والفنية، ما ساهم في تعزيز الإنتاجية. وأكد أنّ هؤلاء الشباب عملوا بتفانٍ تحت ضربات الطائرات المسيرة والهجمات الجوية، وكان معظمهم من الطلاب الذين تعاونوا مع الشهيد باقري وحاجي زاده وفريق الفضاء.
وأكد على أنّ متوسط عمر العلماء في مجالات الصواريخ والطائرات المسيرة والبحرية اليوم يبلغ 30 عاماً، مقارنة بعدد قليل جداً قبل سنوات، مشيراً إلى أنّ معظم القادة اليوم من مواليد الثمانينات ويملكون زمام الأمور.
وأشار إلى أن نشر نظرية المقاومة، وترسيخ منطقها، والريادة في المجالات الثورية، ومنطق مواجهة الاستكبار، والتمسك بالمبادئ، والسعي إلى العدالة، والعمل في ميادين العلم والتكنولوجيا التي تُعدّ قاعدة «إيران القوية» وردعها في مختلف الأبعاد—كل ذلك من مهام الجامعات والطلاب والأساتذة.
وقال المتحدث ونائب رئيس العلاقات العامة في الحرس الثوري: حرب الـ12 يوماً لم تكن معركة عسكرية صِرفاً؛ كانت حرباً متعددة الأبعاد والمستويات. أحد المستويات التي تناولتها المراكز الفكرية في الغرب، وتطرق إليها سماحة القائد أيضاً، هو أنها معركة حضارية، وصراع بين هويتين: المقاومة والشر. وفي هذا الصراع بين منطق المقاومة والجبهة الواسعة للمقاومة، كانت الغلبة لجبهة المقاومة، فيما تراجعت قوى الشر؛ فقد جاءوا لإنهاء المقاومة.
وأضاف: إن مهمة الجامعة أن تتبنى منطق المقاومة وتقوم بتبيينه، بينما مهمة العسكريين هي تحليل المعارك العسكرية وشرحها؛ فالنظر إلى الحرب باعتبارها فرصة، واكتشاف نقاط القوة والضعف، وإنتاج النظرية والعقيدة والاستراتيجية من الحرب، كلّها من مهام العسكريين.
وتابع نائيني: لقد بدأت معركة خطابية واسعة منذ السابع من أكتوبر وعملية «طوفان الأقصى» غير المسبوقة التي قلبت كل الصور التي بناها الكيان الصهيوني؛ كانت معركة خطابية بامتياز. واليوم تعترف المراكز الفكرية الغربية بأن الكيان الصهيوني هُزم، وأن خطاب المقاومة استعاد مكانته وأصبح خطاباً عالمياً، حتى في الولايات المتحدة وأوروبا.
وقال المتحدث باسم الحرس إن المستوى الثاني من الحرب كان المستوى الاستراتيجي، وهو شديد الأهمية. وعند دراسة الحرب اليوم، يطرح السؤال: ما هي أهداف الحرب السياسية؟ كانت الأهداف السياسية لحرب الـ12 يوماً إسقاط النظام، تدمير المنشآت النووية، استهداف العلماء والقوات العسكرية، وتوجيه ضربة لمكوّنات القوة والعلم. فأيّ من هذه الأهداف تحقق؟ بل إن نتنياهو وترامب أعلنا صراحة حتى اليوم الخامس من الحرب أنهما جاءا «لينهيا المهمة».
وأضاف مؤكداً: كانت الخطة العملانية للعدو تقوم على جرّ الحرب إلى الداخل عبر هجوم جوي مكثّف ومباغت وسريع، واستهداف العناصر العلمية والعسكرية والدفاعية؛ بهدف إشعال الفوضى الداخلية، وتمرد عسكري، واندفاع مجموعات مسلحة عبر الحدود، وصولاً إلى تفكيك البلاد.
وأشار نائيني إلى أن معيار النصر والهزيمة، الذي تتطرق إليه كل مراكز دراسات الحرب، هو تحقيق الأهداف السياسية؛ والعدو فشل في أهدافه السياسية والحضارية والخطابية.
وأضاف: أما المستوى التالي فهو المستوى التكتيكي. ففي الحروب تُستهدف القادة، والبنى التحتية، والمباني، والمراكز العلمية، والمواقع العسكرية، وهذا أمر طبيعي في الحرب. فالخسائر في حرب الثماني سنوات كانت واسعة جداً؛ دُمّرت مدن كاملة. وخلال حرب الثماني سنوات استشهد أضعاف عدد القادة الذين استشهدوا في حرب الـ12 يوماً.
وأوضح قائلاً: في عملية «كربلاء 5» وحدها استشهد نحو 60 قائداً. وعلى المستوى التكتيكي، وبحسب ما أكده سماحة القائد، فإن الخسائر التي تكبّدها العدو كانت أكبر من خسائرنا. وتشير الروايات الصادرة عن مراكز الفكر ووسائل إعلام الكيان الصهيوني—التي بدأت تُنشر تدريجياً—إلى أن ضرباتنا كانت شديدة الدقة والتأثير.
وبيّن المتحدث باسم الحرس أنه خلال حرب الثماني سنوات قدّمنا 190 ألف شهيد، ومع ذلك لم يُنتزع شبر واحد من أرض الجمهورية الإسلامية. وأضاف أن العدو حاول في نهاية الحرب تغيير المعادلة عبر عملية «مجاهدي خلق»، ورغم انخفاض قدراتنا حينها، هُزموا مجدداً واضطروا إلى قبول وقف إطلاق النار بتدخل مباشر من الولايات المتحدة.
وقال إن كلا الحربين بدأت وفق حساب خاطئ مفاده أن «إيران ضعيفة». ففي الحرب الثماني سنوات افترضوا أن إيران تفتقر إلى الردع والاستقرار السياسي، وأن خوزستان ستسقط خلال ثلاثة أيام. وفي حرب الـ12 يوماً افترضوا أن استهداف المراكز النووية والصاروخية واغتيال القادة سيؤدي إلى فقدان السيطرة وعدم القدرة على الرد. ومع أن الناس أصيبوا بالذهول وبعض المسؤولين بدأوا بالانهيار، واستفاد العدو من ميزان القوة لصالحه، صرّح سماحة القائد قائلاً: «الكيان الصهيوني ارتكب خطأً كبيراً وسيكون التعسُّر من نصيبه». ثم خاطب الشعب عبر التلفزيون ظهر ذلك اليوم، فتفجّرت الروح الوطنية وعاد الهدوء إلى الميدان عبر نقاط التفتيش.
وأشار نائيني إلى أن هذا البلد يمتلك مقوّمات قوة، كالقيادة الحكيمة والشجاعة، وقوات التعبئة، وهي عناصر تميّزه عن بقية الدول. وأضاف: غالباً ما ننظر إلى القيادة بوصفها جزءاً من التسلسل العسكري، لكن القيادة كانت تدير الفضاء الاجتماعي للحرب، وتُشرك الحكومة في الحرب، وتوحّد مكوّنات المجتمع ضمن اتجاه واحد، وتُعزز القدرة على الصمود. لقد تولّت القيادة رواية الحرب، وصارعت رواية العدو وحربه النفسية؛ وإدارة المجتمع أثناء الحرب أمر بالغ الأهمية.
وأكد نائيني: هذا بالضبط ما فعله الإمام الخميني في اليوم الأول من الحرب. ففي بداية حرب الثماني سنوات، كان الجميع في حالة انهيار، وعندما استهدف العدو 190 طائرة مواقعنا الجوية ومطاراتنا وقواعدنا، وعاد جميعها سالماً، ودخلت البلاد في صدمة هائلة، قال الإمام الراحل: «سيُصفع صدام صفعة لا ينهض بعدها، ولو استغرق الأمر عشرين عاماً فإن النصر لنا». وقد قال هذا الكلام في وقت كان فيه الجيش العراقي قد تقدم 110 كيلومترات في شمال خوزستان، ووصل إلى مشارف شوش وكرخة.
وقال إن الإمام الخميني (رض) شبّه هجوم 190 طائرة مقاتلة تابعة للنظام البعثي على إيران في يوم واحد برمية حجر يرميها مجنون، في إشارة إلى عدم تأثيرها على ارادة ملتفّة حول انقلاب دفاعي شامل. وأضاف: في اليوم الأول من الحرب الـ12 يوماً، كان تماسك القوات المسلحة لافتًا للغاية. فقد أعيد تفعيل سلسلة القيادة فورًا، وتم تعيين قادة بدلاء، وبعد ساعات فقط بدأت عملية «الوعد الصادق 3»؛ وهي عملية اتسمت بتركيبة خاصة ومبتكرة اعتمدت على الحرب الإلكترونية والسايبرية والصاروخية والطائرات المسيّرة، وبقدرات معلوماتية دقيقة وقاعدة بيانات مكتملة.
وتابع: إذا كان الكيان الإسرائيلي قد استهدف مركز تخزين الوقود في طهران، فقد جرى بعد خمس ساعات فقط استهداف مصفاة حيفا في عمليتين متتاليتين، وهو ما وصفه قادتهم بـ«التحفة الصاروخية الإيرانية» التي عطّلت المصفاة بالكامل. وإذا هاجموا مركز معلومات تابعًا لنا، فقد تم استهداف منشأة للموساد أدّى إلى مقتل 36 من عناصره.
وأضاف المتحدث باسم الحرس الثوري: بلا شك، عدد قتلى الجيش والأجهزة الأمنية للكيان الصهيوني أكبر من عدد شهدائنا، والخسائر التي لحقت بذلك الكيان الصغير جغرافيًا كانت أوسع بكثير. كما برزت أهمية دقّة وحدات الجو والفضاء؛ فعندما تُصاب الطبقة السفلية الأولى لمبنى من 32 طابقًا يضم مركز بيانات بورصة الاحتلال، فهذا يبرهن مستوى الدقة. ناهيك عن القدرة التدميرية العالية للصواريخ. فالعالم كلّه وضع أقصى ما لديه من تقنيات دفاعية في خدمة منظومات اعتراض الاحتلال. حتى الولايات المتحدة—التي تمثل الجيش الأقوى عالميًا وتمتلك غواصات نووية وكميات هائلة من الرؤوس النووية—وقفت إلى جانبه. بمعنى آخر، كان جيش نووي يقف أمام إيران، لكن إيران واجهت كل ذلك بالاعتماد على القوى الشعبية، والإنتاج الدفاعي المحلي، والقوة الذاتية.
وأوضح أن صاروخًا واحدًا كان يُطلق من إيران ليُرصد من العراق والأردن وسوريا، مرورًا بـ200 إلى 250 مقاتلة تعمل على اعتراضه، فيما تُشكّل القواعد والرادارات والقطع البحرية شبكة واحدة. وعلى الرغم من ذلك، كانت الضربات تصيب أهدافها بقوة مضاعفة. وفي البداية، ادعى الاحتلال أن إيران ستهاجم بكثافة صاروخية ضخمة يستحيل التصدي لها، لكن إيران فاجأتهم بضربة متقنة بصاروخ واحد حقق إصابة كاملة.
وأضاف نائيني: القوة التي تشكّلت في هذه الأبعاد المختلفة، هي من إنتاج الشباب الإيراني. فالعقيدة الدفاعية بعد الحرب الثماني سنوات جاءت قائمة على ركنين: الأول هو الاعتماد على الشعب، والثاني هو «اللامتماثلية»؛ إذ لا تُقارن القدرات وجهًا لوجه بين الجبهات. ففي الحروب اللامتماثلة، قد يمتلك طرف التفوق الجوي، بينما يمتلك الطرف الآخر التفوق الصاروخي أو المعلوماتي. إنها حرب مركّبة، لكن معيارها الأهم هو: من يفرض إرادته؟ خصوصًا أن الطرف المبادر للهجوم يملك عنصر المفاجأة لأنه هو من يصمّم الفخ.
وتابع: مراكز الدراسات الاستراتيجية لدى الغرب نفسها تؤكد أن قيمة الهجوم المفاجئ لا تتضح إلا من خلال قدرة الطرف المستهدف على امتصاص الصدمة والعودة للسيطرة. وقد صُدم العدو من سرعة ردّنا، ومن قدرتنا على استعادة منظومة القيادة، ومن الضربات الصاروخية السريعة في 22 موجة متواصلة؛ وهي أهم ميزة في «الوعد الصادق 3».
وأكّد أن «الوعد الصادق 3» لا يصح مقارنتها بـ«الوعد الصادق 1 و2»، لأنها كانت ردًا مباشرًا في قلب حرب تتعرض فيها إيران لوابل من المسيّرات والصواريخ. ففي بعض المواقع الصاروخية، وبينما تُطلق صواريخنا نحو العدو، كانت المواقع نفسها تتعرض للقصف، ومع ذلك كان المقاتلون الجرحى يعودون إلى منصات الإطلاق ليستكملوا الرمي. وهذا شكل من الفداء شبيه بما جرى في «كربلاء 5»، التي تُعد ليالي القدر في تاريخ الدفاع المقدس؛ حيث كان مجرد التواجد فيها يعني احتمالًا يتجاوز 70% للشهادة، وقد سقط فيها 12 ألف شهيد، فكانت العملية التي غيّرت معادلة الحرب.
وأضاف: لقد هزمنا العدو، وأظهرنا قوة الردع، وفرضنا معادلة جديدة. اليوم تتحدث مراكز التفكير الأميركية عن أن العالم يجب تقسيمه إلى مرحلتين: قبل وبعد الحرب الـ12 يوماً. فهذه الحرب ظاهرة غير مسبوقة، وهي موضوع دراسة مستمرة. وثانية واحدة من هذه الحرب قابلة للتحليل والإنتاج المعرفي. فالحروب تمنح خبرات وتكشف نقاط القوة والضعف في الجبهتين. وما تحقق بين الحرب الثماني سنوات والحرب 12 يوماً هو الأساس الحقيقي لهذه القدرة. ولو كانت إيران تملك قوة اليوم في عام 1980، لما قامت الحرب أصلًا. وهذه القدرة صنعها قادة شهداء مثل تهراني مقدم، كاظمي، سلامي، باقري، و حاجي زاده؛ الذين ظلوا يناقشون سيناريوهات العدو ويتدرّبون على نماذجها. ومنذ العام الماضي كانت البلاد في حالة جهوزية قتالية مرتفعة مكّنتها من نقل الرسالة الردعية وهزيمة العدو في أهدافه، ومنح الشعب إحساسًا واثقًا بالنصر.
وقال: خلاصة عدة استطلاعات—عالمية وإقليمية وداخلية—تؤكد أن أغلبية ساحقة من الإيرانيين تشعر بالنصر؛ إذ تصل النسبة في بعضها إلى 80%، مقابل 13% فقط من سكان الأراضي المحتلة يرون أن كيانهم حقق شيئًا. لقد كان مستوى الانسجام الداخلي كبيرًا؛ الحكومة كانت إلى جانب القوات المسلحة، والقدرة المعلوماتية كانت عالية، ولم يحدث خلال 12 يومًا أي عمل إرهابي داخل البلاد. ومع تفوقنا الميداني والإعلامي، كان العدو يبعث الرسائل يطلب وقف الحرب.
وفي ما يتعلق بسؤال «لماذا لم تستعن إيران بالصين وروسيا؟»، أوضح أن التدخل العسكري مشروط بمعاهدات دفاعية، وإيران لا تملك مثل هذه المعاهدات مع بكين وموسكو، كما لم تطلب ذلك. واستراتيجيتها كانت كسر سردية «إيران الضعيفة»، وكان عليها أن تثبت أنها قادرة على الصمود أمام الناتو نفسه. والدعم الصيني والروسي اقتصر على المستويين السياسي والمعلوماتي.
وعن سؤال حول أداء منظومات الدفاع الجوي، قال: لا يوجد جيش في العالم يمكنه ادعاء المناعة الكاملة. فالولايات المتحدة—الجيش الأقوى عالميًا—تلقت 6 إصابات مباشرة من أصل 14 صاروخًا إيرانيًا على قاعدة العديد في قطر، وقد أعلنت أن كلفة اعتراضها بلغت 111 مليون دولار. لذلك فثغرات الدفاع الجوي طبيعية ونسبيّة.
وعن سبب قبول وقف إطلاق النار قال: إيران لم تكن تريد الحرب أصلًا، ولم تكن هي المبادِرة إليها. من ثوابت قائد الثورة منع اندلاع الحروب، وإذا وقعت فيجب إدارتها بحيث لا تستمر. وهذا ما حصل.
وبشأن «النفوذ»، أوضح أنه جرى تضخيم كبير، وهو جزء من رواية العدو لبناء صورة قوة خارقة. فالعدو يريد دائمًا إبراز تفوقه الجوي وتفوقه المعلوماتي، ولذلك يروّج لفكرة أنه «موجود في كل مكان». لكن ذلك غير صحيح. وكما لديهم أدوات تكنولوجية، لدينا نحن قدرات هجومية صاروخية وسايبرية أيضًا. لقد تصدّينا لأكثر من 400 إلى 500 هجوم سايبري، ونفّذنا عمليات مقابلة، لكن الكثير من هذه الإجراءات لا يُكشف إعلاميًا.
أما تجسس «العامل البشري»، فأكّد أنه موجود لدى الطرفين؛ كما يتسلل العدو، تتواجد أجهزتنا داخلهم أيضًا. هناك 60 ملفًا مفتوحًا لأشخاص متهمين بالتجسس لصالح إيران داخل الأراضي المحتلة، وأحكام صدرت بشأنهم. وأثناء الحرب 12 يوماً، كشفت استخبارات الحرس الثوري ووزارة الأمن عدة خلايا وتم اعتقال عناصرها. لذا فوجود عنصر بشري لدى الطرفين أمر واقعي، لكنه لا يفسّر قدرة العدو على رصد العلماء والقادة، إذ تعتمد تلك القدرات على التكنولوجيا: الأقمار الصناعية، الطائرات المسيرة، القرصنة، جمع البيانات، الذكاء الاصطناعي، وأنظمة تحليل رقمية متقدمة.
/انتهى/