.
الخطوات المتسارعة خلال الايام الماضية في حضرموت والمهرة تبين مستوى التنسيق بين الرياض وأبوظبي، بدءاً من إرسال لجان سعودية لتمكين أدوات الإمارات من السيطرة على مناطق واسعة في حضرموت، وصولاً إلى المهرة وفي العودة باتجاه العبر غربا.
وفي الظاهر يبرز خلافا سعوديا إماراتيا عبر أدواتهم الا أن الواضح من السماح السعودي لأدوات الإمارات بالتوسع في هذه المناطق يكشف عن اتفاق مشترك بين الطرفين لتمرير أجندات تمزيق اليمن وتحويل مناطقه إلى ساحات حرب جديدة.

وفي لقاء أجرته وكالة تسنيم الدولية للأنباء مع محافظ حضرموت اللواء الركن لقمان بارس تعليقا على التطورات الأخيرة في شرق البلاد، قال إن بعض القوى المحلية داخل المناطق الجنوبية ــ بما في ذلك أطراف يمنية ــ تشارك في تنفيذ مخططات خارجية مقابل مكاسب مالية، مؤكدًا أن هذه المخططات تُنفّذ منذ سنوات ولا تزال تُدار بالأدوات نفسها. واعتبر أن مايعرف بـ الحكومة الشرعية الحالية "لا تملك دورًا فاعلًا" وأنها تقوم – بحسب وصفه – بدور وسيط يوفر الغطاء السياسي لتنفيذ تلك المخططات، رغم فقدانها الثقة لدى شريحة كبيرة من اليمنيين.
وفي معرض حديثه عن موقف صنعاء، أوضح اللواء لقمان باراس أن دور القوى الموجودة فيها، وكذلك أبناء المحافظات الجنوبية المناهضين للوجود السعودي والإماراتي، يتمثل في التواصل مع القوى الوطنية والقبلية في حضرموت والمهرة، والعمل على تنسيق المواقف لمواجهة ما يصفونه بـ"الاحتلال". وقال إن الضغوط الأمنية تمنع بعض القوى في الجنوب من التحرك العلني، إلا أن الرهان لا يزال قائمًا على "الأحرار" داخل المحافظات المحتلة وعلى تنامي الرفض الشعبي.

وأشار باراس إلى أن العمل المناهض للمخططات الخارجية لا يقتصر على الجانب السياسي أو السلمي، بل يشمل – وفق تعبيره – استعدادات للمقاومة المسلحة ضمن رؤية وطنية شاملة، داعيًا إلى تعاون واسع ضمن ما وصفه بـ"محور المقاومة" لإفشال ما يراه مشروعًا يستهدف اليمن والمنطقة.
وفي رده على سؤال حول الدور الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، قال باراس إن هناك "مشروعًا خارجيًا واسعًا" يسعى إلى إعادة رسم خارطة النفوذ في المنطقة، وتقسيم اليمن إلى كيانات أصغر بما يخدم مصالح تلك القوى. وأضاف أن هذا المشروع ليس جديدًا، وأن القوى الاستعمارية حاولت عبر التاريخ الاستفادة من التشطير والسلطنات والمشيخات في الجنوب، عبر سياسة "فرّق تسد"، بما يضمن لها السيطرة التدريجية على البلاد الأمر الذي يكررونه من خلال خلق كيانات و صراعات بين أبناء الوطن.

وأشار بالقول إن هذه المخططات، رغم خطورتها، أصبحت مكشوفة للرأي العام، معبّرًا عن ثقته في أن اليمنيين قادرون على مواجهتها وإفشالها، ومشيرًا إلى تصريحات قيادة حركة أنصار الله التي تعهدت بتحرير كامل الأراضي اليمنية.
وأضاف اللواء با راس إن القوى الخارجية التي سعت تاريخيًا إلى تقسيم اليمن "تحاول اليوم إعادة المحاولة بأساليب جديدة"، مؤكدًا أن هذه المخططات تواجه وعيًا شعبيًا متزايدًا في المحافظات الجنوبية.

ودعا باراس السعودية والإمارات، إلى وقف ما وصفه بـ"المساعي الهادفة إلى تفتيت اليمن"، معتبرًا أنهما تستندان في خطابهما إلى شعارات الإسلام والعروبة، الأمر الذي ينبغي – بحسب تعبيره – أن يدفعهما إلى مراجعة سياساتهما في اليمن. وأضاف أن قيادة صنعاء "مدّت يدها للسلام المشرف" وليس لسلام يقوم على "إخضاع طرف لآخر"، مؤكدًا أن استمرار العمليات العسكرية والسياسية في اتجاه التقسيم "لن يخدم المنطقة".
ووجّه رسالة لأهالي حضرموت والمهرة، ولليمنيين عمومًا، دعا فيها إلى توحيد الصفوف والتنسيق ضمن محور واحد لمواجهة ما يرى أنه مشروع يستهدف الجميع. واستشهد بتجارب شهدتها مدينة عدن خلال الأعوام الماضية، مشيرًا إلى سوء الأوضاع الاقتصادية والخدمية، واعتبر أن هذه التجارب "كفيلة بإيضاح حقيقة الوعود التي أطلقتها السعودية والإمارات بشأن التنمية والإصلاح".

وقال إن ما وصلت إليه المحافظات الجنوبية بعد أكثر من عشر سنوات من التدخلات "يدحض الادعاءات" المتعلقة بتحسين الاقتصاد أو تحويل هذه المناطق إلى نماذج مشابهة لدبي أو الرياض. وأكد أن القوى الوطنية – على حد وصفه – ستواصل العمل لمقاومة ما سماه "الاستعمار الجديد" الذي يراه أكثر قسوة من الاستعمار القديم.
/انتهى/