إصابات تتطلب علاجا لا يتوفر، واجساد تنازع لتحفظ لنفسها ما تيسر من القدرة على الحركة. وفي هذه اللحظات الحرجة، يتجسد سؤال ملح في اذهانهم: هل هناك من يستطيع ايقاف انهيار اجسادهم… قبل ان يفوت الاوان؟
.
مركز إعادة التاهيل الذي اطلقه الهلال الاحمر الفلسطيني، جاء كما لو كان نقطة ضوء اشعلت في بقعة معتمة.
غرف بسيطة، واجهزة صنعت ورممت محليا، وطواقم طبية تعمل تحت وطاة الخطر وندرة الامكانات. هناك، يحاول الاطباء والمعالجون ان يرمموا ما سقط من الجسد، وان يصلحوا ما اتلفته شهور القصف والحصار.
وعلى الرغم من شح الادوات والفرص، تبدا خطوات خجولة تعود للجرحى بعد شهور من العجز. بعضهم استعاد قدرة بسيطة على الحركة، واخرون ذاقوا طعم الوقوف بعد ان لامسوا حافة الفقدان. ليست نتائجهم باذخة، ولكنها كفيلة باثبات ان الانسان — حتى في اشد الحروب — يستطيع ان ينهض… اذا وجد من يمد له يدا.
/انتهى/