وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن أمير سعيد إيرواني، السفير والممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة، أشار خلال اجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة بمناسبة الذكرى العاشرة لـ "اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا جرائم الإبادة الجماعية ومنع هذه الجرائم"، إلى أن العالم يجب أن يتحرك بحزم، بشكل جماعي وفوري، لوضع حد لهذه الجريمة ولحماية كرامة ضحايا الإبادة الجماعية.
نص الخطاب كان على النحو التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
كما اجتمعنا اليوم في الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة بمناسبة الذكرى العاشرة لـ "اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا جرائم الإبادة الجماعية"، نؤكد مرة أخرى على أعلى مستويات التزامنا بمكافحة جريمة الإبادة الجماعية ومنعها.
بصفتنا أحد المشاركين في قرار الجمعية العامة الذي أسس هذا اليوم، نُعبر عن احترامنا لجميع الضحايا الذين يعاني ألمهم المجتمع الدولي، مما يستدعي منه اتخاذ إجراءات حازمة وصريحة من الناحية الأخلاقية. إن منع الإبادة الجماعية ليس مجرد هدف مشترك؛ بل هو التزام قانوني ملزم، منصوص عليه في القانون الدولي، وواجب خطير تجاه الإنسانية. إنها مسؤوليتنا الجماعية أن نمنع حدوث الإبادة الجماعية في أي مكان وزمان تتعرض فيه الإنسانية لهذا التهديد، وأن نُعاقب مرتكبي هذه الجرائم.
يتحمل جميع الدول الأعضاء التزامًا شاملاً في منع ومعاقبة الإبادة الجماعية، وكذلك الامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم أو المساعدة لارتكابها. إن منع الإبادة الجماعية هو قاعدة آمرة في القانون الدولي؛ قاعدة لا يحق لأي دولة تجاهلها أو تقويضها أو تطبيقها بشكل انتقائي. يجب السعي لتحقيق العدالة بلا هوادة، لأن الإفلات من العقاب لا يؤدي إلا إلى تفاقم الجرائم.
في هذا السياق، نُقدّر الدور المهني والأساسي لـ "اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في الأراضي المحتلة الفلسطينية"، وهي لجنة توصلت إلى نتائج مثيرة للقلق حول الأفعال التي يُعتبر أنها تصل إلى حد الإبادة الجماعية من قبل الكيان الصهيوني في غزة.
لقد تحدى الكيان الصهيوني مرارًا وتكرارًا القانون الدولي وخرق حقوق الإنسان والقانون الإنساني بطرق وثقتها آليات الأمم المتحدة بشكل واسع. وقد أشار محكمة العدل الدولية في رأيها الاستشاري إلى ما حدث ضد الشعب الفلسطيني في غزة كإبادة جماعية.
تؤدي العمليات العسكرية للكيان الصهيوني إلى قتل وإصابة عدد كبير من المدنيين، وفرض حصار كامل وتجويع، وتدمير منهجي لقطاعي الصحة والتعليم، وارتكاب أعمال عنف جنسي وتعذيب واسع النطاق، واستهداف مباشر للنساء والأطفال، وهجمات واسعة على المواقع الثقافية والدينية، وعرقلة المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة. إن مثل هذه الجرائم لا يمكن تبريرها أو التقليل من شأنها أو إخفاؤها.
يجب أن نقاوم دور بعض وسائل الإعلام الغربية؛ تلك التي ساهمت في تبرير هذه الأفعال الإبادية من خلال التحريف واستخدام لغة غير إنسانية.
كما أكدت المقررة الخاصة، السيدة ألبانيزه، فإن العديد من الدول الغربية، في حين تختبئ وراء الدبلوماسية، قد سهلت وشرعت وأخيرًا عادت إلى تطبيع هذه الحملة الإبادية، وأعادت إنتاج الروايات الاستعمارية وتحريفات الكيان الصهيوني للقانون الدولي.
السيدة الرئيسة،
لا يمكن محو الإبادة الجماعية بالصمت. إن صوتنا في سبيل العدالة له تأثير. يجب أن تتحول معاناة ضحايا الإبادة الجماعية إلى حزننا وإرادتنا الموحدة والحازمة لإنهاء هذه الجريمة بشكل قاطع. يجب على الأمم المتحدة، ليس فقط من خلال إقامة مثل هذه الفعاليات التذكارية، ولكن من خلال الإرادة الأخلاقية الحقيقية لجميع أعضائها، أن تتولى قيادة هذه الجهود. يجب على العالم أن يتخذ إجراءات حاسمة، جماعية وفورية، لإنهاء هذه الجريمة وحماية كرامة ضحايا الإبادة الجماعية.
/انتهى/