.
على هامش مؤتمر الحقوق والحريات العامة من وجهة نظر آية الله السيد علي الخامنئي، إلتقت وكالة تسنيم الدولية للأنباء فضيلة الشيخ الدكتور هلال اللواتي "رئيس مركز علم النور للتكامل من عُمان" وتناول اللقاء مجموعة من النقاط المهمة حول موضوع الحريات ورؤية السيد الخامنئي لهذه الحريات.
المنطلقات القرآنية وأهل البيت أساس رؤية الخامنئي للحقوق والحريات
بداية اللقاء أكّد فضيلة الشيخ اللواتي أن أفكار السيد تنطلق من منطلقات قرآنية ومنطلقات أهل البيت (ع) في رؤيته وفكره واستراتيجيته وخططه، ويستند على الأصول المعرفية الواردة في القرآن والعترة، وهنا لا بد من الإشارة الى أن الإنسان ينطلق من منطلقات فردية في حياته ويحاول ان يؤسس لنفسه منهجاً وطريقاً ويسير عليه وهذه طريقة، لكن توجد طريقة أخرى هي ان الإنسان ينطلق من منطلقات إجتماعية فمنطلقاته سوف تختلف فس سلوكياته وتصرفاته لأن حينئذ ينظر الى المصالح العامة وليس المصالح الفردية والشخصية لمن يكون قائداً ومسؤولاً على أمة وشعب وعلى حال الأمة الإسلامية ووضعها، هذه النظرة مهمة بالنظر من خلالها الى كل قائد وكل مسؤول، سماحة القائد السيد منظوره الى الحقوق والحريات مستمدة من القرآن والعترة وهي نابعة من المصالح العامة.
خطابات السيد الخامنئي: فكر منسجم يلبي حاجات المجتمع الإيراني والإسلامي
وحول ما إذا كانت خطابات وأقوال السيد الخامنئي ترتقي إلى مستوى فكرٍ منسجم وقوي وحر اكّد الشيخ اللواتي أن هذه الأفكار تنسجم مع كل هذه المفاهيم والحاجات الموجودة عند البشرية والمجتمع والجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني.
وفيما يخص الإتهامات التي تتعرض لها كل من الجمهورية الإسلامية والدين الإسلامي من قبل الغربيين بأنهم ضد الحرية وحقوق الشعب، وكيفية النظر إلى الجمهورية الإسلامية كما لو كانت شبيهة بحكومات دينية من عصور أوروبا الوسطى، يرى الشيخ اللواتي أن هذه المسألة ناظرة الى الجمهورية الإسلامية من منطلقات شخصانية، فهم ينظرون الى الجمهورية الإسلامية من هذا المنطلق لأن الجمهورية كسرت شوكتهم وفضحت مخططاتهم وأساليبهم التي كانوا يأملون من عقود محاولين تركيع الأمة والقضاء على الحريات الموجودة في الطبيعة البشرية لأجل مصالحهم، هذه النقطة لن تعجب هؤلاء وكل من يقف أمامهم وامام تطلعاتهم ولن يرحموه.
هذا من جهة، من جهة اخرى لا بد أن ننظر الى المناشئ الفكرية والعقدية عند الدول الغربية، هذه الدول الغربية لو نأخذ بولادتها عبر الزمن هي ولدت بعد سقوط سجن باستيل في فرنسا، وهذا السقوط غيّر الأنظمة لكن لا يعني أنه غيّر النفوس، لأن النفوس في مراحلها التنموية تحتاج الى ظروف معينة لكي تكون صالحة وتخضع لمجموعة من الظروف أيضاً والأجواء البيئية حتى تستطيع أن تكون صالحة، لو ننظر الى الدول الغربية وما عاشته في العصور الوسطى والتي هي بمنظور البشرية وتاريخها، نستطيع أن نقول أن هذه الأمور الآن حدثت وليس عبر الزمن، وهذه المسألة عندما تطورت العصور الوسطى عندما دخلت فيه هؤلاء لم يفقدوا أفكارهم الحقيقية ونفسياتهم سيكولوجياتهم بقيت كما هي ومشت، لهذا يرجى من الناظرين والمفكرين أن يفرقوا بين التعامل مع المادة ومع السيكولوجيات، الأمور النفسية، الأمور النفسية تحتاج الى تدرّج والى تعب شديد وظروف خاصة حتى تكوين الشخصية الصالحة، هؤلاء لم يتعرضوا الى الآن الى ظروف تجعلهم صالحين.
عاشت الدول الغربية كما كانت في عهودها لم تتأثر كثيراً، وبقت كما هي، لذلك النظرة التي تنظر بها إلى الإصلاحات البشرية أو تنظر الى العالم لا تخرج الى الآن من رؤيتها التي تربت عليها في العصور الوسطى، وهذه مخاطر، اما الجمهورية الإسلامية فقد تغيرت في أيديولوجيتها ونظرتها ورؤيتها والسيد الإمام عندما جاء بدأ يفكر في كيفية تغيير البنى الفكرية وفق المنظور القرآني والروائي، لذلك عندما ننظر الى موضوع الحريات فهي تختلف من الإسلام الى غير الإسلام.
الحرية في الغرب: سياسات متغيرة برؤى شخصية مقابل ثبات المنهج القرآني
ولان الحرية تعدّ من التحديات الكبرى في العالم المعاصر، وهناك مقاربتان أساسيتان: المقاربة الإسلامية والمقاربة الغربية، كان للشيخ اللواتي وقفة فيما الفوارق بينهما على الصعيدين الفردي والاجتماعي والإختلافات المتعلقة بحقوق الأقليات الدينية، وذوي البشرة الملوّنة، وحرية التعبير، وحقوق المرأة والضغوط المفروضة على المسلمين في الغرب فيما يخص الحجاب والشعائر الدينية، بحث فضيلة الشيخ في هذه النقاط بجواب جامع متسائلاً عن اساس المنشأ في موضوع الحقوق والحريات؟ الجماعة ينظرون الى موضوع الحرية من خلال نظرتهم وثقافتهم وتجربتهم وخبرتهم، لذلك تتنوع النظرة الى موضوع الحريات لا سيما في الدول الغربية، فالحرية في هذه الدول مرتبطة بالحاكم، مرتبطة بفئة معينة لذلك نرى تغيرات ترتبط برؤيتهم لمفهوم الحرية ومصاديق الحرية، في أميركا كانت الحكومة تنظر الى بعض الأمور وتفرضها على الشعوب ثم جاءت الحكومة الحالية امر بإلغاء ومحاربة بعض الأمور فتغيرت سياسات الدول الأوروبية، ليتضح ان هناك سياسات حرية قائمة على مبادئ إنما قائمة على أشخاص، بعكس الجمهورية الإسلامية بإعتبار قائدها وهو السيد الإمام الخميني ثم السيد الإمام الخامنئي وجاء على نفس الطريق والمنهج، انطلقوا من القرآن والعترة ، والقرآن والعترة لا ينظرون الى وجهات النظر ورؤية الأفكار رؤية خاصة، إنما تنطلق من الإحتياجات الخاصة للحرية، من الإحتاج الذاتي للحقوق.
السيد الإمام جاء وركز على أن الحقوق ذاتية النشأة فلا بد من مراعاة الحقوق بطبيعتها وهذا ما تتأسس عليه الرؤية القرآنية والعترة، المسألة سوف تختلف فلصراع لن يكون صراعاً فردياً شخصياً، إنما صراع مبادئ.
الاستقلال الوطني جزء لا يتجزأ من الحريات العامة وفق رؤية القيادة
وعن الإستقلال الوطني وإرتباطه بالحريات العامة أكّد الدكتور اللواتي أن السيد ينظر الى المسألة بعمق لان الإستقلال الوطني غير منفصل عن الحريات والحقوق الذاتية، حرية الإستقلال الوطني من الجانب السياسي الذي ينظر اليه السيد أن الحريات وحرية الوطن واستقلاله لا بد أن يكون مستقلاً عن اي دولة، تبعية اي قرارات أخرى خارجة عن الوطن نفسه، فبمجرد دخول افراد أو بعض الدول على خط الدولة وسيادتها، هذا يزعزع من سيادة الدولة ويفقدها استقلاليتها، لذلك يجب على الدولة أن تحافظ على استقلاليتها وسيادتها وان لا تكون هناك مؤثرات خارجية تؤثر على قرارات أصحاب القرار وعلى سياسات الدولة.
/إنتهى/