وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن سعيد خطيب زاده، صرّح اليوم السبت 13 ديسمبر، خلال كلمته في المنتدى الثالث لحوارات إيران–الصين، أن هذا المنتدى يُعقد في وقت قدّم فيه كل من البرنامج السابع للتنمية في إيران والبرنامج الخامس عشر للتنمية في الصين مقاربات جديدة لتشكيل وتنظيم العلاقات الخارجية للبلدين.
وفي ما يلي نص كلمة خطيب زاده:
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية
الضيوف الكرام،
يُعقد المنتدى الثالث لإيران والصين في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية والبيئة المحيطة بالبلدين تحولات جادة ومؤثرة. وقد دفعت هذه الظروف الخاصة المفكرين والنخب في البلدين إلى تركيز جهودهم، من خلال مقاربة جديدة وعملية، بهدف تسهيل التخطيط قصير الأمد للعلاقات الثنائية، وبما ينسجم مع البرامج الاستراتيجية طويلة الأمد للبلدين.
وخلال الفترة الفاصلة بين انعقاد المنتدى الثاني وحتى اليوم، أظهر قادة البلدين إرادتهم في دفع العلاقات الثنائية قدماً في بيئة إقليمية شديدة الهشاشة وعدم الاستقرار. وفي الإطار نفسه، استثمر رئيسا البلدين فرصاً مثل اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون لطرح مبادرات خاصة تهدف إلى الإسهام الفاعل في التشكيل السليم للنظام الدولي الجديد، ووضعه على مسار يحقق أقصى قدر ممكن من مصالح جميع شعوب العالم.
وتتسم مبادرات رئيسي البلدين بقواسم مشتركة عديدة، وهو ما يفرض مسؤولية مضاعفة على المفكرين المرتبطين بصنع القرار والمستقلين في البلدين، من أجل تحديد سبل التكامل والتعاضد في الساحة الدولية، وتيسير إعداد البرامج التنفيذية للعلاقات الثنائية في الظروف الجديدة، بما يتيح خفض كلفة تحقيق هذه المبادرات لكلا الطرفين، وكذلك تقليل كلفة تنفيذ برامج التنمية في البلدين.
ويُعقد المنتدى الثالث لمراكز الفكر الإيرانية–الصينية في وقت قدّم فيه البرنامج السابع للتنمية في إيران والبرنامج الخامس عشر للتنمية في الصين مقاربات جديدة لتنظيم العلاقات الخارجية لكلا البلدين؛ مقاربات يمكن، من خلال التركيز على نقاط التقاطع بينها، التوصل إلى برامج تنفيذية وعملية ومحددة زمنياً، تتيح تحقيق مبادرات ورؤى قادة البلدين الاستراتيجية لمستقبل العالم والمناطق المحيطة، بكلفة أقل وعائد أكبر، عبر مسار العلاقات الثنائية بين إيران والصين.
السيدات والسادة،
بعد موافقة قيادتي البلدين عام 2016 على الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وقّعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية في عام 2021 وثيقة التعاون الاستراتيجي، وبدأتا تطبيقها عملياً اعتباراً من شهر دي من العام نفسه.
ولا تزال هذه الوثيقة، رغم تغيّر الحكومات في إيران، تُعد الوثيقة الأساس للعلاقات الثنائية. وخلال برامج اليوم وغداً، سيعمل مفكرو البلدين على بحث سبل التحرك نحو تحقيق الأهداف الواردة في هذه الوثيقة، مع الأخذ في الاعتبار التغيرات في البيئة المحيطة، ومتطلبات مبادرات رئيسي البلدين، واقتضاءات برامج التنمية الخمسية في كلا البلدين.
وتحتاج العلاقات الثنائية، إلى جانب اعتمادها على الموارد التقليدية وتعزيز كفاءتها وإنتاجيتها، إلى محركات جديدة لتسريع وتيرة التطور في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
ويُعد التركيز الجاد والمتزايد على تطوير التعاون التكنولوجي، ولا سيما في مجالات التقنيات الحديثة، وتعزيز التعاون متعدد الأطراف بين إيران والصين والدول القادرة على تحديد مصالح مشتركة معهما، وتوسيع التعاون في الممرات التنموية، وتعزيز التعاون في قطاع السياحة بوصفه مظهراً لعلاقات الشعوب، إلى جانب التعاون في مجالات الطاقات المتجددة والصناعات النظيفة باعتبارها مؤشراً على توجه البلدين نحو الاقتصاد الأخضر، من أبرز القضايا التي ستُبحث مختلف أبعادها في اجتماع هذا العام، وفقاً للبرامج المعدّة.
وفي الختام، أتمنى التوفيق لزملائنا من إيران والصين في تحقيق أهداف هذا المنتدى، وآمل أن يحظى الضيوف الصينيون، إلى جانب مشاركتهم في هذا البرنامج المكثف، بإقامة طيبة وممتعة في إيران.
/انتهى/