وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن تاغسيه تشافو، رئيس مجلس إثيوبيا، الذي وصل فجر اليوم إلى طهران على رأس وفد برلماني لإجراء مشاورات ثنائية، حظي صباح اليوم باستقبال رسمي لدى دخوله إلى بهارستان من قبل نظيره الإيراني محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإسلامي، حيث عقد الجانبان اجتماعاً وبحثا سبل التعاون.
وفي مستهل اللقاء، رحّب قاليباف بنظيره الإفريقي والوفد المرافق له، قائلاً إن الشعب الإيراني ينظر إلى إثيوبيا بنظرة أخوية، وهو نهج متجذّر في الوعي الإيراني منذ زمن بعيد.
وأشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي إلى أن العلاقات السابقة ينبغي أن ترسم خارطة طريق المستقبل، موضحاً أن أي خطوات إيجابية يمكن للطرفين القيام بها بشكل مشترك تستدعي تفعيل دور السفارات من أجل تطوير العلاقات السياسية، بما يمهّد لتوسيع العلاقات البرلمانية والاقتصادية والثقافية وغيرها.
وأكد قاليباف أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، منذ انضمامها إلى مجموعة بريكس، تسعى إلى توسيع علاقاتها الاقتصادية الثنائية مع أعضاء هذا التكتل، ومنهم إثيوبيا، لافتاً إلى أن نظام «بريكس باي» يمكن أن يشكّل أداة فاعلة في تسهيل العلاقات التجارية، ومشدداً على أنه لا توجد عوائق تحول دون تطوير العلاقات.
وفي سياق آخر، اعتبر قاليباف أن التوترات القائمة في منطقة القرن الإفريقي وشمال إفريقيا وغرب آسيا هي نتاج تصاميم غربية، مضيفاً أن هذه القوى تسعى إلى خلق أوضاع من انعدام الأمن للدول المستقلة والإسلامية.
وأوضح رئيس السلطة التشريعية أن أمن الدول والشعوب قضية مترابطة ومتكاملة، مشيراً إلى أن التطورات الجارية في شرق وغرب البحر الأحمر لها تأثير مباشر على أمن الدول، وأن على بلدان المنطقة أن تسعى بنفسها إلى إرساء أمن جماعي ومتكامل.
وشدد قاليباف على أن الدول التي تجمعها صداقات وأعداء ومصالح مشتركة ينبغي أن تقف إلى جانب بعضها البعض وتتعاون، مؤكداً أن جذور حالات انعدام الأمن في هذه المناطق، ولا سيما في السودان، تعود إلى الكيان الصهيوني بدعم من الولايات المتحدة، والذي يسعى فقط إلى تحقيق مصالحه الخاصة في إفريقيا.
وأضاف أن تقسيم السودان إلى شمالي وجنوبي كان أحد هذه المخططات، مشيراً إلى وجود سيناريوهات مشابهة لما يجري في غزة وسوريا واليمن.
وأكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي أن إيران، في علاقاتها مع الدول، ولا سيما إثيوبيا، تلتزم دائماً بمبادئ وحدة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتعتبر الحدود وسيادة الدول أموراً مشروعة، كما تدعم الحفاظ على سلامة أراضي الدول.
رئيس مجلس إثيوبيا يؤكد أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية
من جانبه، أعرب تاغسيه تشافو، رئيس مجلس إثيوبيا، عن شكره لحسن الاستقبال وكرم الضيافة من قبل نظيره الإيراني، مشيراً إلى أن البلدين يتمتعان بقواسم مشتركة عديدة، فإيران ذات حضارة عريقة وثقافة غنية، وكذلك إثيوبيا.
وأشار إلى زيارة قاليباف السابقة لإثيوبيا والمباحثات التي جرت آنذاك حول العلاقات السياسية والاقتصادية الثنائية، موضحاً أن متابعة القضايا المشتركة بين البلدين تتم حالياً عبر الاعتماد الدبلوماسي في قطر، مع السعي إلى تفعيل سفارتي البلدين في هذا الإطار.
وفي ما يتعلق بالشق الاقتصادي، أكد تشافو أن عضوية البلدين في مجموعة بريكس تتيح لهما الاستفادة من قدرات هذا التكتل لدفع التعاون الاقتصادي قدماً.
كما شدد على أهمية قضايا الأمن الإقليمي في منطقة غرب آسيا التي تقع فيها إيران، وكذلك في منطقة القرن الإفريقي، معتبراً أن تحقيق الأمن في السودان وكينيا وإريتريا والصومال وغيرها يمثل أولوية كبيرة لإثيوبيا. وأضاف مخاطباً الجانب الإيراني: «أنتم من أصدقائنا، ولذلك نؤكد على تعزيز العلاقات من أجل ضمان الأمن والاستقرار في كلتا المنطقتين».
وفي ختام اللقاء، قال رئيس مجلس إثيوبيا إن بلاده تُعد العاصمة السياسية لإفريقيا، وإن هناك قواسم ثقافية ودينية مشتركة بين البلدين، مؤكداً استعداد إثيوبيا لتعزيز التعاون البرلماني والسير قدماً في تطوير العلاقات الثنائية.
/انتهى/