وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أجاب خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي مع ممثلي وسائل الإعلام عن أسئلة الصحفيين.
وقال بقائي في مستهل حديثه حول التطورات الدبلوماسية: إن اجتماع دول الجوار الأفغاني يُعقد اليوم، مشيراً إلى أن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى كل من بيلاروسيا وروسيا ستتم خلال الأيام المقبلة. وأضاف أن تطورات المنطقة ما زالت تتمحور حول غزة ولبنان والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، لافتاً إلى أن برودة الشتاء وما رافقها من أمطار غزيرة وسيول فاقمت بشكل كبير الأوضاع الإنسانية في غزة بالنسبة للشعب الفلسطيني.
وأوضح أن هذه الأوضاع تمثل جزءاً من تداعيات استمرار حصار غزة وتواصل الجرائم الصهيونية، مؤكداً أن الاعتداءات المباشرة على المواطنين الفلسطينيين لا تزال متواصلة، وأن الهجوم بالطائرات المسيّرة على سيارات الفلسطينيين يُعد أحدث هذه الجرائم، في حين يستمر كذلك انتهاك سيادة كل من لبنان وسوريا.
اجتماع دول الجوار الأفغاني في طهران
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، في معرض حديثه عن اجتماع دول الجوار الأفغاني الذي عُقد في طهران، إن هذا الاجتماع جاء ثمرة مشاورات أُجريت على مدى الأسابيع القليلة الماضية، وكذلك الاتصالات التي جرت مع كل من أفغانستان وباكستان. وأوضح أن إطار هذا الاجتماع مماثل للاجتماعات السابقة التي عُقدت في هذا السياق، مشيراً إلى أن هذا اللقاء لم يُعقد منذ نحو عامين، وأنه انعقد على مستوى الممثلين الخاصين لشؤون أفغانستان، بمشاركة الممثلين الخاصين لروسيا وأوزبكستان أيضاً.
وأضاف أن الهدف من الاجتماع يتمثل في الحوار وتبادل وجهات النظر حول تطورات أفغانستان، مؤكداً أن بيئة الجوار تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لإيران، وأن الأمن في شرق البلاد يُعد مسألة محورية، لا سيما في ظل وجود نحو ألفي كيلومتر من الحدود المشتركة مع أفغانستان وباكستان، حيث إن أي توتر بين هذين البلدين ينعكس تأثيره مباشرة على إيران. وأشار إلى أنه تمت دعوة أفغانستان للمشاركة، معرباً عن رغبة طهران في حضورها، لما لذلك من دور في المساعدة على حل القضايا، مؤكداً احترام إيران لقرار أفغانستان. وشدد على أن الدول في مثل هذه الاجتماعات تطرح ملاحظاتها ووجهات نظرها، فيما يتمثل هدف إيران الأساسي في المساهمة في بلورة إجماع إقليمي.
التدخلات الأميركية سبب الفوضى والإرهاب
وفي رده على تصريحات توم باراك بشأن سياسات الولايات المتحدة في المنطقة، وكذلك تصريحات دونالد ترامب حول البرنامج النووي الإيراني، قال بقائي إن ما أدلى به الممثل الخاص الأميركي لشؤون سوريا يشير بوضوح إلى سياسة التدخل الأميركية في المنطقة. وأضاف أن هذا الاعتراف، فضلاً عن إظهاره فشل هذه السياسة، يكشف أيضاً عن التداعيات الخطيرة التي خلفتها هذه التدخلات على دول المنطقة.
وأوضح أن المجازر وحالات عدم الاستقرار، وتشكّل الجماعات الإرهابية، كلها نتائج مباشرة للتدخلات الأميركية، وهو ما أقرّ به ممثلهم حين وصف هذه السياسات بأنها خاطئة، مؤكداً أن ذلك يحمّل الولايات المتحدة مسؤولية واضحة. وانتقد إصرار واشنطن على مواصلة النهج ذاته، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تمضي قدماً في التدخل بشؤون الدول، متبنية نظرة استعلائية تجاه شعوب المنطقة، وتسعى إلى فرض إملاءاتها ومطامعها، من دون إيلاء أي اهتمام لمخاوف دول الإقليم.
العلاقات الدبلوماسية بين إيران ولبنان مستمرة
وفي تعليقه على ادعاءات وزير الخارجية اللبناني بشأن عرقلة اعتماد السفير الإيراني الجديد، أكد بقائي أن العلاقات الدبلوماسية بين إيران ولبنان لا تزال قائمة، وأن لدى إيران سفيراً معتمداً في بيروت، كما أن السفير اللبناني الجديد قد باشر مهامه في طهران. وأضاف أن إجراءات تعيين السفير الإيراني الجديد قد أُنجزت، معرباً عن الأمل في استكمال المسار المعتمد ومباشرته لمهامه قريباً. وأكد أن إيران تفضّل تجنب أي تصريحات من شأنها صرف لبنان عن التركيز على سيادته ووحدة أراضيه، أو تشتيت انتباه المجتمع اللبناني عن القضية الأساسية، المتمثلة في مواجهة اعتداءات الكيان الصهيوني.
الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية ضد الكيان الصهيوني
وفي رده على سؤال وكالة «تسنيم» بشأن الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية ضد الكيان الصهيوني، والدعم الذي يحظى به هذا الكيان من بعض الدول، قال بقائي إن ما يجري في غزة يمثل إبادة جماعية واضحة، وهذا توصيف للواقع وليس مجرد موقف سياسي، وقد جرى التأكيد عليه في محافل دولية متعددة. وبيّن أن هذا الرأي الاستشاري يُعد واحداً من مئات القرارات التي صدرت لإدانة الكيان الصهيوني، ويتناول التزامات قوة الاحتلال.
وأوضح أن مضمون الرأي جاء حاسماً، وشدد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي، إلا أن الكيان الصهيوني لم يلتزم بأي من هذه الالتزامات، بل انتهكها جميعاً. وأضاف أن هذا الرأي يؤكد مجدداً ارتكاب الجرائم في الأراضي الفلسطينية، ويشدد على مسؤولية جميع الدول، كلٌّ على حدة، في العمل على وقف هذه الجرائم.
الإجراء الأميركي ضد ناقلة نفط فنزويلية
وفي تعليقه على الإجراء الأميركي بحق إحدى ناقلات النفط الفنزويلية، قال بقائي إن هذا الإجراء يفتقر إلى أي أساس قانوني أو شرعية، ولا يعدو كونه مظهراً من مظاهر البلطجة على الصعيد الدولي. وأكد أن الاستناد إلى القوانين الداخلية لتبرير إجراءات ذات طابع دولي يُعد بحد ذاته انتهاكاً، ولا يتمتع بأي مشروعية. وحذر من أن فتح الباب أمام مثل هذه الانتهاكات من شأنه أن يضر بالمجتمع الدولي بأسره، داعياً جميع الدول إلى إدانة هذا التصرف الأميركي.
لفنزويلا الحق في تقرير علاقاتها الخارجية
وفي رده على تصريحات المعارضة الفنزويلية والاتهامات الموجهة ضد إيران، قال بقائي: ليس من المناسب كثيراً أن أردّ على أقوال شخص لا يُبدي اهتماماً بوطنه. إن الطرح الذي قدّمه لا يهدف إلا إلى إرضاء أولئك الذين منحوه الجوائز، وهو حديث لا يمتّ إلى الواقع بصلة. وأضاف أن لفنزويلا الحق السيادي في أن تقرر بنفسها طبيعة علاقاتها الخارجية، وأن الجهة التي ينبغي أن تُسأل هي الطرف الذي يُصرّ على انتهاك حق الشعب الفنزويلي في تقرير مصيره. وأكد أن الممارسات الأميركية في هذا السياق ليست جديدة، وفي هذه الحالة تحديداً يتضح أن الولايات المتحدة تسعى إلى فرض آرائها على دولة مستقلة.
القرار 2231 منتهٍ من وجهة نظرنا ووجهة نظر عضوين في مجلس الأمن
وحول تقرير أمانة الأمم المتحدة بشأن القرار 2231 والدعوة إلى النظر في البرنامج النووي الإيراني، قال بقائي إن هذا التقرير يفتقر إلى أي أساس قانوني، لأنه أُعدّ استناداً إلى قرار لم يعد له وجود. وأوضح أن القرار 2231 قد انتهى مفعوله من وجهة نظر إيران وعضوين آخرين في مجلس الأمن، مشيراً إلى أن الاستناد إلى آلية تسوية الخلافات في الاتفاق النووي تم أساساً تحت الضغط الأميركي. وأضاف أن إيران أعلنت اعتراضها الرسمي على إجراء الأمانة العامة، كما أن لكل من الصين وروسيا مواقف واضحة في هذا الشأن. وأعرب عن أسفه لاستغلال ثلاثة بلدان أوروبية هذا الملف، ما أدى إلى إحداث شرخ قانوني داخل الأمم المتحدة.
أوروبا حوّلت نفسها إلى أداة بيد الولايات المتحدة في الملف النووي الإيراني
وفي تعليقه على تصريحات كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، ضد إيران، قال بقائي: إذا أردتُ أن أصف الوضع بكلمة واحدة فسأستخدم مصطلح «الارتباك». فالأطراف الأوروبية، بدلاً من الاضطلاع بمسؤولياتها في القضايا الدولية، لجأت للأسف إلى الإسقاط والاحتماء بالولايات المتحدة بصورة مهينة. وأشار إلى أن وثيقة الأمن القومي الأميركي تتضمن توصيفات سلبية بحق أوروبا، كما أن مساعي الإدارة الأميركية لإحداث انقسام داخل الاتحاد الأوروبي تعكس نظرة واشنطن الحقيقية إلى هذا التكتل. وأضاف أن الأوروبيين أنفسهم يتحملون مسؤولية الوصول إلى هذه الحالة، مؤكداً أن أوروبا في الملف النووي الإيراني حوّلت نفسها إلى أداة بيد الولايات المتحدة، وهو ما يثبت أن سياسات بعض الدول الأوروبية تفتقر إلى الاستقلالية.
إخلال الولايات المتحدة بالتزاماتها بشأن منح التأشيرات لأعضاء المنتخب الوطني
وحول إخلال الولايات المتحدة بالتزاماتها في ما يخص إصدار تأشيرات لأعضاء المنتخب الوطني، قال بقائي إن الولايات المتحدة مُلزَمة بتوفير جميع التسهيلات اللازمة لمشاركة الفرق، لكنها حتى الآن أخلّت بتعهداتها. وأضاف أن إيران قدّمت احتجاجها عبر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ومن خلال مكتب رعاية المصالح الإيرانية، مؤكداً أن من حق إيران المشاركة في المنافسات دون عوائق، وأن هذا الموضوع سيُتابَع بشكل متواصل. وأعرب عن أمله في أن تمتنع الولايات المتحدة، ولو لمرة واحدة، عن تسييس القضايا.
احتلال أجزاء من سوريا من قبل إسرائيل وأميركا قد يعرقل عودة الاستقرار
وفي رده على احتجاجات الشعب السوري ضد اعتداءات الكيان الصهيوني على بلادهم، قال بقائي إن هذه التطورات لا ينبغي أن تكون مدعاة للاستغراب، مذكّراً بأن جزءاً من الأراضي السورية كان محتلاً من قبل الكيان الصهيوني على مدى ثمانية عقود. وأضاف أن الشعب السوري لا يمكنه تحمّل استمرار الاعتداءات الصهيونية، مؤكداً أن إيران حذّرت مراراً من تحويل سوريا إلى ساحة لتعزيز وتوسيع نشاط الإرهاب. وخلص إلى أن احتلال أجزاء من الأراضي السورية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة يمكن أن يشكّل عائقاً جدياً أمام عودة الاستقرار إلى هذا البلد.
الرد على تصريحات غروسي
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، في ردّه على تصريحات رافائيل غروسي ومطالبه، إن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يكرر باستمرار عبارات بعينها، ولن يغيّر ذلك من الحقائق القائمة شيئاً. وأضاف أن إيران، بوصفها عضواً في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، تدرك تماماً التزاماتها، وفي المقابل يُنتظر من المدير العام أن يوجّه خطابه إلى الأطراف التي تسببت في هذا الوضع. وأشار إلى أن غروسي امتنع حتى عن الإشارة العابرة إلى تعرّض المنشآت النووية السلمية الإيرانية لهجمات من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، مؤكداً أن على مدير عام الوكالة أن يتعامل مع هذه القضية من منطلق صلاحياته، وبمقاربة فنية بحتة.
آخر تطورات متابعة قضية مهديه إسفندياري
وفي ما يخص آخر مستجدات متابعة قضية مهديه إسفندياري في فرنسا، قال بقائي إن طهران بانتظار انعقاد جلسة محاكمتها، المقرر عقدها بعد نحو شهر، معرباً عن الأمل في أن تمهد هذه الجلسة السبيل للإفراج النهائي عنها.
الهجوم الأميركي على سفينة صينية في المياه الدولية
وفي ردّه على الهجوم الأميركي على سفينة صينية في أعالي البحار، قال بقائي إن هذا التصرف يشكّل نموذجاً صارخاً للقرصنة البحرية التي تمارسها دولة، مشدداً على أن استخدام القوة العسكرية من قبل دولة ضد سفينة تابعة لدولة أخرى يُعد انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي. ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف موحد إزاء مثل هذه الممارسات، مؤكداً أن إيران ستستخدم قدراتها المشروعة للدفاع عن مصالحها كلما تعرّضت لأي اعتداء.
وفي ما يتعلق بما تداولته بعض وسائل الإعلام حول توجه السفينة الصينية المستهدفة إلى إيران، أوضح بقائي أن طهران بانتظار الحصول على معلومات دقيقة من الجهات المختصة.
زيارة غوتيريش إلى العراق
وفي تعليقه على زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى العراق، قال بقائي إن هذه الزيارة مهمة، وربما تأتي في سياق الإعلان عن انتهاء مهمة بعثة «يونامي»، وما يترافق معها من انسحاب قوات تعمل تحت عنوان مكافحة تنظيم «داعش» من العراق، مؤكداً احترام إيران لقرارات العراق بوصفه دولة مستقلة.
القوات المسلحة في جاهزية كاملة للدفاع عن إيران
وفي رده على عدم رغبة الولايات المتحدة في التفاوض وتصاعد التهديدات ضد إيران، قال بقائي إن الوقائع واضحة ولا تحتاج إلى شرح، فإيران أثبتت مراراً قدراتها. وأضاف أن الدبلوماسية تُعد إحدى الأدوات لحماية حقوق إيران، غير أن طهران تتعامل مع أطراف لا تولي أي قيمة حقيقية للدبلوماسية. وأكد أن القوات المسلحة الإيرانية في أعلى درجات الجاهزية للدفاع عن البلاد، وأن الأطراف الأخرى تدرك تماماً حجم قدرات وإمكانات إيران.
استمرار الاتصالات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية
وحول المفاوضات بين إيران والوكالة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إنه لا يمكن القول إن قنوات التواصل مقطوعة، فإيران على تواصل مع الوكالة كلما دعت الحاجة، كما أن ممثليها في فيينا يجرون المحادثات اللازمة عند الاقتضاء. وأكد أن الاتصالات بين الجانبين مستمرة، وأن إيران عضو في الوكالة، لافتاً إلى أن النقاشات لا تزال جارية بشأن بلورة إطار جديد للتعاون. وأضاف أن الأساس الذي يحكم علاقة إيران مع الوكالة في المرحلة الراهنة هو قرارات مجلس الشورى الإسلامي.
زيارة عراقجي إلى بيلاروسيا وروسيا
وفي ما يتعلق بزيارة عراقجي إلى بيلاروسيا وروسيا، قال بقائي إن الزيارة ستتناول بحث العلاقات الثنائية بين إيران وبيلاروسيا، ومن المقرر إعداد عدة وثائق لتوقيعها خلال الزيارة. وأضاف أنه في موسكو ستُعقد لقاءات مع مسؤولين روس، سيتم خلالها بحث طيف واسع من القضايا الثنائية والتطورات الدولية.
عودة عدد من الإيرانيين من الولايات المتحدة إلى البلاد
وفي تعليقه على عودة عدد من المواطنين الإيرانيين من الولايات المتحدة، وكذلك طرد أستاذ إيراني من جامعة أركنساس، قال بقائي إنه يرحّب بجميع أبناء الوطن العائدين إلى البلاد. واعتبر أن طرد الأستاذ الإيراني يُعد دليلاً على النهج التمييزي الذي تتبعه الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن هذا الأكاديمي تعرّض للمضايقة بسبب دفاعه عن بلاده، ما يكشف أن ادعاءات حرية التعبير واحترام الآخرين لا تنعكس على أرض الواقع.
لا مساومة على وحدة الأراضي
وفي رده على الادعاءات الإماراتية ضد إيران، قال بقائي إن طهران أوضحت موقفها مراراً بشأن الجزر، مؤكداً أنه لا مجال لأي تساهل في ما يتعلق بوحدة الأراضي الإيرانية. وأضاف أن إيران ستدافع بكل قوة عن سيادتها، ولن تسمح لأي طرف بإثارة نقاش حول تبعية الجزر الثلاث لإيران. ودعا دولة الإمارات وغيرها من الدول التي تدعم هذه المواقف إلى مراعاة مصالح المنطقة، مشدداً على أن الخطر الأكبر لا يتمثل إلا في النزعة التوسعية للكيان الصهيوني.
/انتهى/