تقرير تسنيم/ تحديات إقليم كردستان؛ ضرورة تدخل جدي من الحكومة في بغداد لتحقيق التوازن

على مدى الأيام الماضية تحولت قرية لاجان في أربيل إلى واحدة من أكثر النقاط الساخنة في الإقليم، بعد دخول قوة أمنية إلى القرية لتنفيذ عمليات تفتيش واعتقال قالت السلطات إنها تستهدف مطلوبين. لكن الأهالي اعتبروا التحرك اقتحامًا غير مبرر، خصوصًا في ظل تراكم الخلافات حول أسلوب التعامل الأمني، ما فجّر مواجهة انتهت بإصابات واحتكاكات عنيفة.

 

 

ومع تصاعد التوتر، وجّه أهالي لاجان مناشدة مباشرة إلى الحكومة الاتحادية في بغداد للتدخل العاجل، متهمين سلطات أربيل باستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين.

هركي جوهر قائد أبناء قبيلة الهركية قال لتسنيم: نحن نناشد الحكومة العراقية بالتدخل الفوري. ونطالب المرجعيات الدينية بالتدخل العاجل، وكذلك المجتمع المدني والمجتمع الدولي، لأن السكوت على الظلم هو ظلم. الحكومة ليست مع الحزب الفلاني ضد الشعب الكردي، صدقني. قبل قليل ظهر أحد الإخوة على التلفزيون وقالوا له: يجب أن تخرج وتقول إننا لجان أمنية ولا يوجد شيء، ولا بد أن تعود الأمور لأهلها. والله العظيم، بعدها اتصل بي وقال: أخذونا بالإجبار وقالوا يجب أن تقوموا بلقاء صحفي.

وتحدثت شهادات من داخل القرية عن إطلاق نار ترهيبي، واقتحام منازل، واعتقالات دون مذكرات قضائية، إضافة إلى فرض طوق أمني مشدد عطّل حركة السكان وضيّق عليهم بشكل كبير.

فائق يزيدي سياسي كردي مستقل قال لتسنيم: بعد إطلاق النار، اتجهت مجاميع مسعود بارزاني المسلحة إلى فرض حصار على قرية لاجان، ثم أجبرت صباح اليوم أهاليها على المقاطعة والتهجير القسري. وفي الليلة التي سبقت التهجير، كان هناك اقتحام للقرية بآليات مدرعة وطائرات مسيّرة، وكل ذلك بسبب تظاهر شباب القرية أمام مصفى لاناز القريب من منطقتهم، والذي تعود ملكيته لياسر منصور مسعود. أما القوات التي قمعت المتظاهرين فهي ميليشيات "جولان" التي يقودها منصور مسعود. بالتالي، فالمسألة تتعلق بحقوق ومطالب مشروعة للمواطنين.

وبموازاة هذه التطورات، دخل الاتحاد الوطني الكردستاني على خط الأزمة، إذ اتهم غريمه الحزب الديمقراطي الكردستاني بممارسة الترهيب ضد المدنيين في لاجان، واعتبر ما يجري حربًا غير شرعية.

من جهته، رأى محافظ أربيل أوميد خوشناو أن ما يحدث محاولة لصرف الأنظار عن هجوم كورمور، داعيًا الأهالي إلى العودة إلى منازلهم.

وبين الخوف الشعبي من تجدد الاشتباكات، وتمسك السلطات بإجراءاتها الأمنية، تبقى لاجان مرشحة لمزيد من التصعيد ما لم تُتخذ خطوات جادة لتهدئة الوضع.

لوكالة تسنيم الدولية – أحمد الصالحي

/انتهى/