وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن مسعود بزشكيان، قال خلال لقائه مع المستثمرين والناشطين الاقتصاديين في محافظة خراسان الجنوبية، إن المشكلات انهالت علينا من كل حدب وصوب منذ تولينا المسؤولية، مضيفاً: منذ اليوم الأول لتحمّلنا المسؤولية استُشهد إسماعيل هنية، وبعد ذلك واجهنا يومياً تحديات جديدة. لم تكن الأمطار تهطل، لكن الله أرسل مؤخراً أمطاراً خففت على الأقل من أزمة شحّ المياه.
وأضاف: هذا الوضع الصعب تحوّل إلى نعمة جعلتنا أكثر يقظة ووعياً لنفكر ونتحرك بشكل صحيح. في جميع الأحوال يجب أن نسعى إلى الحفاظ على استمراريتنا وتحقيق التنمية؛ لذلك عملنا في القضايا الإدارية على تفويض الصلاحيات اللازمة للمديرين، وإذا كانت هناك نواقص فسننقل هذه الصلاحيات إلى الإدارات والمحافظات.
وتساءل بزشكيان: كيف يمكن لدولة لا يتجاوز عدد سكانها مليوناً أو مليوني نسمة أن تتفوق علينا في الرياضة أو العلم؟ مؤكداً أن كل واحد من الحاضرين قادر على أن يكون رئيساً للجمهورية أو وزيراً أو أن يدير محافظة، شريطة تهيئة البيئة المناسبة لظهور الطاقات. وقال: إذا منحنا المحافظات الصلاحيات اللازمة لإظهار قدراتها، فلن نكون أقل شأناً من الدول الأخرى. إن تفوق دول صغيرة علينا في مجالات العلم أو الرياضة يحدث لأنها تملك فرصة للتنافس. أما إذا أغلقنا باب المنافسة واعتقدنا أن فئة محددة فقط هي القادرة على العمل، فسنقع في المشكلات ذاتها التي نواجهها اليوم.
وشدد رئيس الجمهورية على عزم الحكومة إنجاز مشروع سكة حديد خراسان الجنوبية بأسرع وقت وبأي وسيلة ممكنة، قائلاً: طرحت هذا الموضوع على السيد المحافظ، والحقيقة أن هذا العزم موجود أيضاً في رؤية سماحة القائد. يجب أن نحدد أولوياتنا وفق الموارد المتاحة؛ فإذا بعثرنا الموارد على مشاريع متعددة فسنحتاج إلى عشرين عاماً لإنجاز مشروع واحد. وأعرب عن أمله في أن يساند مجلس الشورى هذا التوجه عبر تقليص عدد الأولويات والتركيز على مشروع سكة حديد الشمال–الجنوب والبنى المرتبطة بالمناجم ومسارات العبور، باعتبارها القضايا الأكثر حيوية وأولوية.
وأوضح بزشكيان أن القطار هو الوسيلة الأكثر أماناً وأقل كلفة والأفضل بيئياً لنقل الركاب والبضائع، قائلاً: هو أرخص من الحافلات والطائرات، وأكثر ملاءمة للبيئة، كما يتيح نقل البضائع بسهولة. وبدلاً من الاعتماد على الشاحنات والطرق السريعة، يمكننا استخدام السكك الحديدية التي تُعد خياراً طبيعياً وأقل كلفة، وهذا ما نحن مصممون على تنفيذه.
وأشار إلى أن الحكومة بدأت بنفسها في مسألة رفع أسعار البنزين من دون فرض ضغط على المواطنين، موضحاً: نقدم دعماً شهرياً يقارب 8 ملايين تومان لكل خزان وقود، وبالتالي فإن إصلاح أسعار البنزين يهدف إلى معالجة حالة عدم العدالة.
وأكد رئيس الجمهورية السعي إلى تفويض الصلاحيات إلى المحافظات على المستويات الإدارية، لافتاً إلى أن أكثر من 80 أستاذاً من جامعات طهران يعملون على إيجاد حلول لأزمة المياه. وقال: نحن ورثة اختلال توازن الطاقة ولسنا صانعيه، وما قمنا به لمعالجة هذا الخلل لا يمكن مقارنته بحكومات سابقة. وإذا لم نتصرف بالشكل الصحيح فقد نضطر إلى قطع الكهرباء حتى في فصل الشتاء. وحتى الآن قمنا بتركيب أكثر من 3000 ميغاواط من الألواح الشمسية.
وأكد بزشكيان مجدداً: لسنا دعاة صدام مع أحد، لكنني لن أقبل بالمطالب الأمريكية المُذلة. لست مستعداً للخضوع للإذلال الذي يريده الأعداء. نحن مستعدون للجلوس مع الجميع من أجل السلام، لكن لا يمكنني القبول بمن يمارس البلطجة ويقول إنه يجب ألا نمتلك صواريخ، في حين يتم تسليح إسرائيل بكثافة لتعتدي متى شاءت على بلدي ثم تنسحب من دون أن نتمكن من الرد. وأضاف: الوضع الصعب الذي مررنا به كان نعمة مكنتنا من التفكير في الاستمرارية والتنمية. بعض التحليلات تزعم أن إيران في أضعف حالاتها، وأنا أؤكد أننا اليوم في أقوى موقع ممكن.
وتابع: هذه القوة ستتجسد من خلال قدرتنا، جميعاً، على تجاوز الصعوبات بروح التعاون والتضامن وإزالة العوائق التي تواجهنا. وبإذن الله سنحقق ذلك بمساعدة الخبراء والأكاديميين والمستثمرين ورواد التكنولوجيا. نحن نسعى إلى الأفضل. العظمة تعني أن يكون طريقي هو الأسمى. وإذا كان المسار الذي اخترته هو الأفضل، فعليّ أن أدفع كلفة التميز، وأن أسهر وأجتهد لأصل إلى القمة.
وختم رئيس الجمهورية بالقول: هذه الرؤية هي التي تصنع مستقبلنا. قد لا نصل إلى أهدافنا فوراً، لكننا سنصل حتماً. علينا أن نعمل من أجل القمة التي نطمح إليها، وأن نخصص لها الوقت والكلفة المناسبين. يمكن تحقيق نتائج سريعة، لكن الأهم أن يكون العمل في أفضل صورة ممكنة. نحن نستحق ذلك.
/انتهى/