من التفوق المطلق إلى الرعب الدائم .. تحول موازين القوى تحت ظل الصواريخ

النظام في تل أبيب، الذي ظل يقدم نفسه دائماً على أنه القوة العسكرية الأولى في المنطقة، ينهار الآن حتى من مجرد ظل خبر محتمل عن تجربة أو مناورة صاروخية إيرانية.

هذا الخوف العميق له جذوره في التجارب المريرة للماضي؛ حيث قلبَت الصواريخ الإيرانية، بمدياتها الطويلة ودقتها المتزايدة، المعادلات الأمنية لإسرائيل رأساً على عقب.

تخيل كيانا كان لسنوات يتباهى بتفوقه الجوي والصاروخي بدعم أمريكي واسع وتقنيات دفاعية متطورة، ها هو الآن يرتعب من خطّ أبيض في سماء إيران - قد يكون مجرد طائرة أو ربما شيئاً أكثر - فيتصل فوراً بالقادة الأمريكيين لإجراء تنسيق دفاعي.

هذه ردود الفعل تُظهر أن الصواريخ الإيرانية لم تعد مجرد أداة دفاعية، بل أصبحت عاملاً رادعاً قوياً سلبت النوم من عيون قادة الكيان الصهيوني.

كانت حرب حزيران/يونيو 2025 التي استغرقت 12 يوماً، والتي تمكنت فيها إيران من إعادة بناء برنامجها الصاروخي بسرعة، جرس إنذار لإسرائيل: لقد أثبتت صواريخ مثل "قيام" أو "رضوان"، القادرة على الوصول إلى عمق أراضي العدو خلال دقائق، أنه لا يمكن لأي "قبة حديدية" أن تكون آمنة تماماً.

هذا الذعر لا ينبع من حدث محدد بقدر ما ينبع من حقيقة استراتيجية: لقد غيّرت إيران، عبر تطويرها الصاروخي، موازين القوى في المنطقة وأجبرت الكيان الصهيوني على العيش تحت ظل تهديد دائم.

حتى لو كانت هذه الأخبار الأخيرة مجرد مناورة نفسية، فإن رد الفعل المفرط لإسرائيل يبيّن مدى اختراق الصواريخ الإيرانية عميقاً في النفسية الجماعية لقادة تل أبيب. هذا الخوف ليس مجرد ضعف عسكري، بل هو علامة على أزمة ثقة في نظام كان يُصوّر نفسه ذات يوم على أنه لا يُقهَر.

في النهاية، يذكرنا هذا الوضع بأن القوة الحقيقية ليست في الأسلحة المتطورة، بل في الإرادة التي حتى مجرد تصورها يُرغم العدو على التراجع.

/انتهى/