تحركات الانتقالي وتباين مواقف الرياض وأبوظبي تُعيد خلط الأوراق في المناطق الجنوب والشرقية اليمنية

 

 

في المقابل، رفضت ما تُسمى بالحكومة الشرعية، ممثلة برئيس مجلس القيادة الرئاسي، هذه الخطوات، ووصفتها بالأحادية، كما عبّر رئيس هيئة الأركان التابع للمجلس الرئاسي عن رفضه لها، في موقف حظي بدعم سعودي. ويأتي ذلك بالتزامن مع سحب السعودية قواتها من المناطق التي سيطر عليها المجلس الانتقالي، بما فيها محافظة عدن، في دلالة على رفض الرياض فرض مشروع الانفصال بالطريقة التي تدعمها الإمارات.

أما صنعاء، فتتابع هذه التطورات عن كثب، وتتعاطى معها باعتبارها مستجدات لا تخرج عن سياق الحرب والعدوان على اليمن، مؤكدة أنها ستتعامل مع ما يجري ضمن معركة التحرر الوطني. وتشدد على رفضها أي مساس بوحدة اليمن أو سيادته، مؤكدة أن الحل الوحيد لإنهاء الصراعات والفوضى يتمثل في تحرير هذه المناطق من الاحتلال وأدواته.

وفي تصريح خاص لوكالة تسنيم الدولية للأنباء أكد وكيل وزارة  الإعلام اليمني  محمد منصور،  بأن التطورات الجارية في المحافظات الجنوبية تأتي نتيجة مباشرة للاحتلال والعدوان المستمر منذ عام 2015، مشيرًا إلى وجود تناحر بين السعودية والإمارات على خلفية تضارب المصالح، مشيرا إلى أن أي شبر من أراضي الجمهورية اليمنية يندرج ضمن السيادة الوطنية، وأن مسؤولية مواجهة الاحتلال تقع على عاتق جميع اليمنيين، مع حق أبناء المحافظات الجنوبية في أن تكون لهم الكلمة العليا، لافتًا إلى امتلاك الدولة اليمنية الإمكانيات والحق والخبرة لإنهاء أي وجود احتلالي عربيًا كان أو أجنبيًا.

وفيما يتعلق بالخلافات بين ما وصفهم بالمرتزقة وما يُسمى بالحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، أوضح وكيل وزارة الإعلام أن الوجود الأمريكي والإسرائيلي في المشهد سيمكن من احتواء هذه الخلافات مرحليًا.

واعتبر أن ما تُسمى بالشرعية سقطت منذ اليوم الأول للعدوان، وأن مشاريع الانفصال عاجزة عن تحقيق الشعارات التي ترفعها، مقابل ما وصفه بمواقف صنعاء العملية، مؤكدًا أن تلك المشاريع ممولة خليجيًا.

وحول أهداف السعودية، أشار منصور إلى وجود مساعٍ قديمة لتجزئة اليمن، إلى جانب أهداف اقتصادية تتمثل في السعي للحصول على منفذ بحري على بحر العرب. وشدد على أن هذه الأهداف لن تتحقق، مؤكدًا أن القيادة في صنعاء لن تسمح بالمساس بأي من حقوق اليمن.

وتشير المعطيات إلى وجود مساعٍ للدفع  نحو واقع جديد في تلك المحافظات يحمل بصمات أمريكية وصهيونية، عبر أدوات محلية في المنطقة. حيث أسهم الدعم الإماراتي، على سبيل المثال، في إظهار استعداد بعض المرتزقة اليمنيين للتطبيع مع الكيان الصهيوني وخوض المعركة ضد صنعاء، بما يتيح للعدو إيجاد موطئ قدم له داخل الأراضي اليمنية.

وتعليقا على هذه التطورات في تصريح لتسنيم قال رئيس قطاع التلفزيون  اليمني  عبد الرحمن الأهنومي إن التطورات الجارية في المحافظات الجنوبية والشرقية تقف خلفها الإمارات بدعم وإيعاز إسرائيلي-أمريكي، مشيرًا إلى أن بريطانيا تتولى عملية التخطيط لهذه التحركات. وأوضح أن ما يحدث يأتي في سياق تنفيذ مخططات خارجية تُدار عبر أدوات محلية، حيث يتحرك كل طرف وفق أجندة الجهة الداعمة له داخل تحالف العدوان.

وأضاف الأهنومي أن ما تشهده تلك المحافظات يندرج ضمن إطار العدوان والاحتلال المستمر منذ عام 2015، والذي لم يتغير – بحسب وصفه – سوى في العناوين، مع محاولات لإعادة تموضع وتدوير الأدوات في هذه المناطق. وأكد أن صنعاء تنظر إلى الوضع القائم باعتباره حالة احتلال وعدوان، وتتعامل معه على هذا الأساس.
وفيما يتعلق بالخلافات بين المجلس الانتقالي الجنوبي وما يُسمى بالحكومة الشرعية، اعتبر الأهنومي أن هذه الصراعات تمثل نتيجة طبيعية لبنية تحالف العدوان، حيث يمتلك كل طرف أهدافه ومطامعه الخاصة وأدواته المسلحة. 

ورجّح أن تتجه هذه الخلافات نحو مواجهات داخلية وحرب شوارع في المحافظات الجنوبية والشرقية، مؤكدًا أن إنهاء هذه الصراعات لن يتحقق – وفق قوله – إلا بتحرير تلك المناطق من الاحتلال وأدواته.

/انتهى/