خاص تسنيم/ دور ممثل ترامب في جدل ليلة عيد الميلاد ببغداد
- الأخبار الشرق الأوسط
- 2025/12/25 - 19:47
وأوضح مراسل تسنيم أن تصريحات لويس ساكو، بطريرك الكلدان، التي أطلقها بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني حول الدعوة إلى «التطبيع»، جاءت بناءً على طلب مارك ساڤايا، ممثل ترامب في الملف العراقي.
وأضاف أن سافايا طلب من بطريرك الكلدان طرح مسألة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني ــ التي تُعد من أولويات سياسة ترامب في الشرق الأوسط ــ خلال مراسم القداس، وبحضور رئيس الوزراء وعدد من كبار المسؤولين السياسيين في العراق.
ويُشار إلى أن مارك سافايا، وهو من المسيحيين الكلدان في العراق وهاجر لاحقًا إلى الولايات المتحدة، عُيّن ممثلًا للرئيس الأمريكي في العراق مكافأةً له على دوره في استقطاب أصوات الأمريكيين من أصول عربية لصالح ترامب في انتخابات عام 2024، ولا سيما في ولاية ميشيغان.
وكان لويس ساكو قد أثار، مساء أمس، جدلًا واسعًا في الأوساط العراقية عقب حديثه عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال مراسم القداس في كنيسة القديس يوسف (مار يوسف) ببغداد.
وخاطب ساكو رئيس الوزراء وكبار المسؤولين العراقيين بالقول: «دولة رئيس الوزراء، الحديث يدور حول التطبيع، وآمل أن تسعى الحكومة الجديدة إلى تطبيع العلاقات في العراق، لأن العراق أرض إبراهيم وأرض الأنبياء، وقد كُتب عنه في التلمود».
وفي ردّ على هذه التصريحات، شدد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على أن مصطلح «التطبيع» غير موجود في القاموس العراقي، مؤكدًا أن العراق لا يحتاج إلى التطبيع.
من جهته، علّق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على هذه التصريحات، مؤكدًا أن التطبيع يُعد جريمة يُعاقب عليها القانون العراقي، وأن «لا مكان للتطبيع أو لإضفاء الشرعية عليه في العراق». ودعا الصدر إلى محاسبة كل من يروّج للتطبيع في العراق مهما كان موقعه أو منصبه.
ولم تقتصر الانتقادات الموجهة إلى تصريحات البطريرك على الساحة السياسية فحسب، بل أثارت أيضًا ردود فعل واسعة في الأوساط الاجتماعية العراقية، بلغت حدًّا دفع كنيسة الكلدان في بغداد، اليوم الخميس، إلى إصدار بيان توضيحي في محاولة لاحتواء الجدل.
وأعلن المكتب الإعلامي لكنيسة الكلدان، متراجعًا عن تصريحات بطريركها، أن «وسائل التواصل الاجتماعي أساءت تفسير تصريحات الأسقف ساكو في عظة قداس مساء الأربعاء». وزعم البيان أن المقصود بالتطبيع كان العلاقات مع اليهود العراقيين داخل البلاد، وليس مع طرف خارجي.
غير أن هذا التوضيح يأتي في وقت يشكّل فيه معظم أبناء الطائفة اليهودية العراقية جالية مقيمة خارج البلاد، ولا يُطرح أصلًا مثل هذا الموضوع في المشهد السياسي العراقي، بما يبرر طرحه في خطاب ليلة عيد الميلاد. كما ادعى البيان أن الهدف من تصريحات ساكو كان الدعوة إلى تنشيط السياحة الدينية في العراق.
وليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها بطريرك الكلدان في بغداد الجدل؛ إذ سبق له أن نقل مقر إقامته من بغداد إلى أربيل، بدعوى ما سماه ضغوطًا سياسية. وتُعد كنيسة الكلدان في بغداد جزءًا من الكنيسة الكاثوليكية، لكنها تعمل ببنية تنظيمية وقيادة مستقلة عن الفاتيكان، مع الحفاظ على الاحترام للبابا.
/انتهى/