تقرير تسنيم / جدول أعمال زيارة مبعوث ترامب إلى بغداد: الإساءة للسيادة الوطنية العراقية

زيارة المبعوث الأمريكي للعراق ليست بعيدة عن السياسة الأمريكية في المنطقة، وقد أعلن عنها البعض عبر تغريدات على لسان سافايا أو من خلال تصريحات بعض السياسيين الأمريكيين الذين تحدثوا عن التدخل في الشأن العراقي.

 

 

كما صدرت تصريحات تتعلق بالفصائل ووجود السلاح في العراق، والسياسة العراقية، وخرائط الشرق الأوسط، والمحاور الدولية؛ وكل ذلك يراد فرضه على العراق. الجانب الأمريكي يلوّح بسياسة ترامب التي تقوم على أساس المصالح الأمريكية، حيث تُبنى العداوات والصداقات وفق هذه المصالح لا وفق المبادئ والقيم. والشعب العراقي كان دائماً رافضاً للتواجد الأمريكي في بلاده.

زيارة سافايا تهدف إلى إضعاف فصائل المقاومة ونزع سلاحها، لكن يبدو أن مبعوث ترامب سيواجه عناداً شديداً من قبل قوى المقاومة في الحفاظ على هيبتها. الولايات المتحدة تريد من خلال سافايا أن تتحكم في تشكيل الحكومة العراقية، وبالتالي جرّ العراق نحو محور واشنطن.

هناك موقف شعبي رافض، وموقف مرجعي واضح يرفض أي انتهاك للسيادة العراقية، خصوصاً فيما يتعلق بطبيعة النظام السياسي ومخرجاته. وعلى القوى السياسية أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار.

لا شك أن الاحتلال الأمريكي ما زال قائماً في العراق، والسيادة العراقية غير مكتملة. التهديدات من قبل الكيان الإسرائيلي للدولة العراقية لا تزال قائمة، فضلاً عن التهديدات الإرهابية والوضع غير المستقر في سوريا، ما يحتم على فصائل المقاومة العراقية أن تنظر برؤية استراتيجية إلى سلاحها، إذ إن مبررات وجود هذا السلاح ما زالت قائمة.

ما يصبو إليه ترامب لن يتحقق، والحكومة العراقية تعاملت بطرق إيجابية للحفاظ على علاقاتها الخارجية وتحقيق التوازن مع الداخل، لذلك قد لا يجد سافايا أرضية لتحقيق مشروعه.

أعتقد أن السلوك السياسي سيختلف في الفترة المقبلة، لأن العراق بدأ يتعامل بسياسة متوازنة واستراتيجية خلال السنوات الماضية، وكانت هذه مهمة نجاح الدبلوماسية العراقية بالدرجة الأولى.

المنجزات التي تحققت في الماضي كانت عاملاً مهماً، والثوابت التي أكدت عليها الحكومة العراقية ترجمت إرادة أبناء الشعب العراقي في الدفاع عن غزة وفلسطين، والوقوف إلى جانب محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني. هذه كانت مؤشرات إيجابية يلمسها المواطن بشكل عملي.

دعوة العراق لتشكيل تحالف إسلامي وتلبيتها من الجمهورية الإسلامية، والمملكة العربية السعودية، وتركيا، ومصر، شكّلت نقطة تحول جوهرية وأساسية في التأثير الإقليمي والدولي للعراق.

وعندما يصطدم مبعوث ترامب بهذا الواقع، فإن زيارته المرتقبة لا تثير التكهنات، إذ إن نواياه معروفة مسبقاً. لكن ما يجب ذكره هو كيفية مواجهة هذه الزيارة من قبل القيادات السياسية العراقية والأوساط الشعبية.

أحمد الساعدي – بغداد – وكالة تسنيم الدولية

/انتهى/