الامام الخامنئي : التكفير نقل المواجهة من فلسطين للعراق وسوريا وأمريكا وأوروبا أرادوا تركيعنا لكنهم لم ولن يتمكنوا

الامام الخامنئی : التکفیر نقل المواجهة من فلسطین للعراق وسوریا وأمریکا وأوروبا أرادوا ترکیعنا لکنهم لم ولن یتمکنوا

شدد قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي ، اليوم الثلاثاء على ان التيار التكفيري صنيعة الاستكبار ، نقل الخط الامامي للمواجهة من فلسطين المحتلة الى مدن و شوارع العراق و سوريا ، وحوّل الصحوة الاسلامية التي تعتبر نهضة عظيمة مناهضة للاستكبار الى حرب داخلية واقتتال بين الاخوة المسلمين ، كما اكد ان الولايات المتحدة الامريكية و معها الدول الأوروبية استخدمت كل طاقاتها و امكانها لإخضاع إيران الاسلامية و تركيعها ، لكنهم فشلوا ولم ، و لن يتمكنوا من ذلك .

و افاد القسم السياسي لوكالة تسنيم الدولية للانباء ، بأن قائد الثورة الإسلامية  اعلن ذلك خلال استقباله اليوم العلماء المسلمين المشاركين في المؤتمر العالمي : "خطر التيارات المتطرفة والتكفيرية من منظار علماء الاسلام" ، و حذر من خطر المجموعات التكفيرية التي يصب عملها في صالح أمريكا و«إسرائيل» . و اعتبر الامام الخامنئي أن التيار التكفيري و الحكومات التي تدعمه و تحميه "يسيرون تماماً باتجاه نوايا و أهداف الإستكبار والصهيونية ، و ان عملهم يصب في صالح الولايات المتحدة و الدول الاستعمارية الأوروبية وكيان الاحتلال الصهيوني" ، مؤكداً أن تحركات المجموعات التكفيرية يجب أن لا تنسي الأمة الإسلامية القضية الفلسطينية ومحوريتها . كما شدد الامام الخامنئي على ضرورة تجاوز الخلافات المذهبية ، مشيراً إلى أن إيران الاسلامية تدعم حزب الله اللبناني و حركتي حماس و الجهاد الاسلامي في فلسطين ، و تدعم الجميع .. دون النظر إلى الخلفيات المذهبية . و اعتبر الامام الخامنئي، احياء التيار التكفيري خلال الاعوام الاخيرة مشكلة مصطنعة و مفروضة من جانب الاستكبار على العالم الاسلامي ، و اشار  الى ممارسات التيار التكفيري الخبيث في اطار تحقيق اغراض امريكا و الحكومات الاستعمارية الغربية والكيان الصهيوني خاصة المحاولات الرامية لنسيان القضية المركزية فلسطين و المسجد الاقصى ، و اضاف ان ايجاد نهضة علمية ومنطقية وشاملة لاقتلاع جذور التيار التكفيري و الكشف عن دور السياسات الاستكبارية في احياء هذا التيار والاهتمام الجاد و المطالبة العامة فيما يخص القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للعالم الاسلامي ، تعتبر من اهم و اكثر مسؤوليات علماء العالم الاسلامي اولوية في الظروف الراهنة . و اعتبر قائد الثورة الاسلامية هدف الكيان الصهيوني من ممارساته العدوانية الاخيرة في الاراضي المحتلة هو الهيمنة على القدس والمسجد الاقصى ، مصرحا من جديد بان تسليح الضفة الغربية سيتم بالتاكيد . و في الشان النووي اكد الامام الخامنئي ان العدو لم يتمكن في هذا المجال من تركيع الجمهورية الاسلامية الايرانية و اخضاعها والنيل من ارادتها ، كما لن يتمكن من ذلك مستقبلا ايضا .

و في مستهل كلمته اشاد قائد الثورة الاسلامية بالمرجع الديني آية الله ناصر مكارم الشيرازي و المرجع الديني آية الله جعفر السبحاني و سائر العلماء والافاضل في مدينة قم المقدسة لاهتمامهم الجاد لعقد هذا المؤتمر وبلورة تيار علمي شامل بين علماء العالم الاسلامي فيما يخص مواجهة التيار التكفيري ، و قال : عند دراسة هذا التيار الخطير ينبغي الاهتمام بهذه النقطة و هي ان القضية الاساسية هي التصدي الشامل للتيار التكفيري الذي جرى احياؤه ، وهو ما يتجاوز التنظيم المسمى "داعش" . و في الواقع فان "داعش" هو احد فروع هذه الشجرة الخبيثة . واشار سماحته الى نقطة لا يمكن انكارها ، واضاف : ان التيار التكفيري والحكومات الداعمة له ، انما تتحرك تماما في مسار اهداف الدول الاستكبارية اي امريكا و الحكومات الاستعمارية الاوروبية والكيان الصهيوني ، و هي في خدمتهم عمليا بظاهر "اسلامي" . و لفت سماحته الى عدة امثلة تشير الى تحرك التيار التكفيري في مسار الاهداف الاستكبارية و في مواجهة العالم الاسلامي ، و اعتبر حرف الصحوة الاسلامية عن مسارها اول مثال على ذلك ، و اضاف : ان الصحوة الاسلامية حركة مناهضة لامريكا والاستبداد وعملائها، الا ان التيار التكفيري حوّل مسار هذه الحركة العظيمة المناهضة للاستكبار الى حرب داخلية و اقتتال بين الاخوة المسلمين . و اضاف القائد الخامنئي : ان الخط الامامي لكفاح المسلمين في هذه المنطقة كان فلسطين المحتلة ، الا ان التيار التكفيري غيّر الخط الامامي من فلسطين المحتلة و جره الى داخل شوارع و مدن العراق و سوريا و باكستان وليبيا ، وهو ما يعد احدى جرائم تيار التكفير التي لا تنسى . و اعتبر حرف حركة الصحوة الاسلامية بانه جاء خدمة لامريكا و بريطانيا والكيان الصهيوني واجهزة استخباراتها ، و قال : ان المثال الاخر لاثبات تحرك هذا التيار في مسار الاهداف الاستكبارية هو ان داعمي هذا التيار ، لا يعبّرون عن ادنى استياء تجاه الكيان الصهيوني وحتى انهم يتعاونون معه في التصدي للمسلمين ، الا انهم يشاركون بفاعلية في ضرب الدول والشعوب الاسلامية .
كما اعتبر الامام الخامنئي تدمير البنى التحتية للدول الاسلامية على يد فتنة التكفير مثالا اخر لخدمة هذا التيار لمصالح اعداء الاسلام ، واضاف : ان احد الاجراءات الاخرى الخبيثة جدا لتيار التكفير هو تشويه صورة اسلام الرحمة والعقلانية والمنطق ، عبر بث صور جرائم باسم الاسلام مثل وضع السيف على رقاب افراد ابرياء او اقتلاع قلب شخص مسلم من صدره و تقطيعه بالانياب . واوضح سماحته ان احد الادلة الاخرى على خدمة تيار التكفير لمصالح الاستكبار هو ترك المقاومة لوحدها في الساحة خلال حرب الايام الـ 50 في غزة واضاف: ان المثال الاخر هو حرف الحماس الذي برز لدى الشباب المسلم اثر الصحوة الاسلامية ، و الذي تم توظيفه للاسف لقتل سائر المسلمين الابرياء . و اعتبر المثال والدليل الاخر هو الاجراء الاخير و المتكرر الذي قامت به طائرات النقل الاميركية بانزال معدات حربية للتنظيم المسمى "داعش" في العراق واضاف: رغم وجود هذه الاجراءات، الا ان الاميركيين يدعون على الظاهر تشكيل تحالف ضد داعش وهو محض كذب ، لان الهدف الاساس للتحالف هو الابقاء على فتنة الحرب وخلق النزاع بين المسلمين ، وهم بطبيعة الحال لن يبلغوا مآربهم .

واشار الامام الخامنئي الى المسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتق علماء العالم الاسلامي في الظروف الراهنة ، و اضاف : ان احدى هذه المسؤوليات ، ايجاد نهضة علمية ومنطقية وشاملة من جانب علماء المذاهب الاسلامية لاقتلاع جذور التكفير . و اضاف : ان هذا التيار جاء كذباً بشعار "السلف الصالح" وينبغي العمل بلغة الدين والعلم والمنطق لابراز استياء السلف الصالح من هذه الاعمال . و اكد قائد الثورة الاسلامية انه ينبغي عبر هذه النهضة العلمية والمنطقية ، انقاذ الشباب البريء الذي تورط بهذا التيار الخبيث ، وهي مسؤولية ملقاة على عاتق العلماء . كما اعتبر القاء الضوء على دور سياسات امريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني في احياء هذا التيار التكفيري من المسؤوليات الكبيرة الاخرى للعلماء في الدول الاسلامية ، واضاف : ان المسؤولية المهمة الثالثة للعلماء هي الاهتمام الجاد بالقضية الفلسطينية والمسجد الاقصى والحيلولة دون الغفلة عن هذه  القضية الاساسية للعالم الاسلامي . و اشار سماحته الى القرار الاخير الصادر عن حكومة الكيان الصهيوني باعلانه يهودية فلسطين المحتلة ، وقال : ان الكيان الصهيوني يسعى للهيمنة على القدس و المسجد الاقصى والمزيد من اضعاف الفلسطينيين ، لذلك ينبغي على جميع الشعوب الاسلامية وكذلك العلماء الطلب من حكومات بلادهم الاهتمام بالقضية الفلسطينية ومتابعتها . و نوه القائد الى الاجراء القيم الذي اتخذه الامام الخميني باعلان سياسة دعم فلسطين و العداء للكيان الصهيوني واكد قائلا : اننا نشكر الباري تعالى لان الجمهورية الاسلامية الايرانية والحكومة والشعب يتفقون في الرأي على دعم فلسطين والعداء للكيان الصهيوني ولم ينحرفوا عن المسار الذي رسمه الامام الراحل . واكد سماحته ان الشعب والشباب الايراني يدعمون الشعب الفلسطيني بكامل الرغبة ويعشقون الكفاح ضد الصهاينة واضاف : ان الجمهورية الاسلامية الايرانية و بفضل الله تعالى لم تقع في اسر القيود والخلافات الطائفية وهي مثلما تدعم حزب الله الشيعي في لبنان فانها تدعم ايضا حركات حماس والجهاد الاسلامي وسائر الفصائل من اهل السنة في فلسطين وستواصل هذا الدعم . و اعتبر تقوية الاخوة الفلسطينيين في غزة مثالا اخر لدعم الجمهورية الاسلامية الايرانية للشعب الفلسطيني واكد قائلا : انه وكما تم الاعلان سابقا يجب تسليح الضفة الغربية واعدادها للدفاع وسيتم هذا الامر بالتاكيد . كما اعتبر قائد الثورة الاسلامية قدرات واوضاع اعداء العالم الاسلامي اضعف بكثير مما كانت عليه في العهود الماضية واشار الى المشاكل السياسية والاقتصادية والامنية للدول الاوروبية وكذلك المشاكل الاكثر والاسوأ لامريكا في القضايا الاخلاقية والسياسية لاسيما المالية والنقدية واهتزاز سمعة امريكا كقوة كبرى واضاف: ان الكيان الصهيوني اصبح الان اضعف بكثير مما مضى، وان هذا الكيان هو نفسه الذي كان يطلق في سنوات ماضية شعار "من النيل الى الفرات" الا انه وفي حرب الايام الـ 50 ورغم استخدام كل قواه فشل في تدمير انفاق حماس والجهاد الاسلامي تحت الارض . ونوه آية الله الخامنئي الى مشاكل و احباطات اعداء الاسلام في المنطقة خاصة في العراق وسوريا ولبنان وقال: ان احد الامثلة الاخرى لضعف الاعداء هو القضية النووية الايرانية ، اذ ان امريكا و الدول الاوروبية الاستعمارية اجتمعت لاخضاع الجمهورية الاسلامية الايرانية وتركيعها في القضية النووية .. الا انها لم تتمكن ، ولن تتمكن في المستقبل ايضا .

 

 

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة