الشيخ أحمد كريمة: قتلى ما يسمي بالتحالف العربي في اليمن بغاة و في النار

الشیخ أحمد کریمة: قتلى ما یسمی بالتحالف العربی فی الیمن بغاة و فی النار

بينما تستمر السعودية وعدد من الحلفاء في قصف وقتل اليمنيين وتدمير اليمن منذ أكثر من عام ونصف العام، بحجة دعم ما يسمي بـ "الشرعية"، إعتبر الشيخ أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر الشريف قتلى "التحالف السعودي" بانهم بغاة وفي النار.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أنه في ظل تزايد الفجوة و التباعد بين المسلمين بمذاهبهم و استفحال التكفير و التضليل بات أي لقاء أو مؤتمر يدعو للوحدة والتقارب بين أهل الدين الواحد يشكل بصيص أمل للوحدويين و المعتدلين من المسلمين كافة، و كذلك حلّ مؤتمر غروزني لاهل السنة و الجماعة علي المسلمين كافة، إلا ان اللافت في هذا المؤتمر كان استبعاد السلفية الوهابية و ترأس الأزهر له، هذه المواضيع و أخري غيرها كانت محور حديث موقع "الوقت" مع الدكتور الشيخ أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر الشريف و رئيس و مؤسس منتدي التآلف للوعي الإسلامي في مصر.

الشيخ أحمد كريمة: قتلي ما يسمي بالتحالف العربي في اليمن بغاة و في النار

وردا منه علي سؤال حول رسالة مؤتمر أهل السنة و الجماعة في غروزني "الشيشان" في هذا التوقيت و هذه الظروف بالذات قال الشيخ أحمد: "أولاً إن مؤتمر أهل السنة و الجماعة يريد ضبط المصطلح الذي أختطفته السلفية الوهابية حيث زعموا أنهم وحدهم أهل السنة والجماعة، و بالذات في هذه المنطقة في وسط آسيا التي تُدعم و للأسف بفكر متشدد و هي باتت مفرخة لتنظيمات كالقاعدة و بوكو حرام و طالبان و ما يسمي بالدولة الإسلامية أو داعش و ما شاكلها، و المصطلح اختطف من الوهابية فكان لا بد من توعية أهل هذه المنطقة سواء طاجكستان أوزبكستان، الشيشان و غيرها للتصدي لعمليات نمو الإرهاب و تغذيته، و بطبيعة الحال الأزهر الشريف ليس ضد أحد كما يعلم الجميع و مع التنوع العلمي و لا يكفر أحد من أهل القبلة، فنحن نقر بإيمان و إسلام إخوتنا الشيعة الإمامية و الزيدية و الإباضية، فكلهم مسلمون مؤمنون و من أهل القبلة و لهم كل التقدير و الإحترام".

و تابع قائلاً: "بلا شك إنطلق سم الأفاعي المفترسات لأن الأزهر الشريف لم يذكرهم و له حق في ذلك لأن هؤلاء خوارج و فرقة ضالة فالذين يكفّرون الإمام أبا الحسن الأشعري و الإمام أبو المنصور الماتريدي و يكفّرون الأزهر نفسه هم خوارج من المتسلفة الوهابية الذين يكفّرون الشيعة و الإباضية و الزيدية و ما تركوا أحداً لم يكفّروه، و إذا أراد العالم تجفيف منابع الإرهاب فعليه التصدي بحسم و عزم للوهابية فهم أساس الفتن و القلاقل في عالمنا، بطبيعة الحال بدأوا يشككون في المؤتمر رغم أن المجتمعين لم يكفّروا أحد بل دعوا للحوار و هذا أمر محمود رغم أن المؤتمر تأخر كثيراً برأيي و نسأل الله عزّ و جل أن نري قريباً مؤتمراً يضم أهل السنة و إخواننا الشعية و الإباضيين، و نحن كمؤسسة مدنية في مصر عقدنا مؤتمر كهذا و بُث و لله الحمد، و عما قريب ستقيم مؤسستي و مؤسسات أخري أول حوار شيعي سني إباضي في العالم بعد الأعياد إن شاء الله".

وحول السبب في عدم توجيه دعوة للتيار الوهابي السعودي إلي هذا المؤتمر؟ قال الشيخ أحمد: "أولاً الدولة المنظمة هي الشيشان و الأزهر مجرد ضيف علي المؤتمر و سواء كان للأزهر دخل في ذلك أو حتي للدولة المضيفة فدعني أكون صريح بذلك، إن دول وسط أسيا تعاني من الفكر الوهابي فما الذي خرّب عقول الشباب فيها، وما الذي جعلهم وقوداً لعمليات الإرهاب و الإرعاب غير الفكر الوهابي، فكيف يُدعي أصحاب هذا الفكر إلي هذا المؤتمر الوحدوي؟ و كيف يدعي المارقين عن الإسلام؟ و كيف يدعي من بفتاويهم الشاذة دمروا اليمن بحروب طائفية مذهبية و دمروا العراق و يتدخلون في سوريا؟ و كيف يدعي شجرة الإرهاب الإرعاب في عالمنا المعاصر و هم يكفرون الأزهر نفسه؟ و أعني فتاوي إبن باز ووكلائه سواء في جمعية إحياء التراث في الكويت أو المؤسسات السلفية في مصر أو أشياخهم المتسلفة، فهناك أطراف في السعودية شنت هجوماً لا يليق بمصر ووصفوها بأنها أهل البدع و السبب أنهم في مصر يوّقرون سادتنا آل البيت، وكأن توقير و إحترام سادتنا آل البيت جريمة، فمصر كما يعلم الجميع احتضنت آل البيت و لم تسمح في عهد الأمويين قاتلهم الله و العباسيين أخزاهم الله و الأتراك و غيرهم أن يهان واحد من آل البيت لا حياً و ميتاً بفضل الله عز و جل، و لذلك بنظر السعوديين فإن مصر و المصريين أهل بدع، لأنها توقر و تحترم آل البيت، و بالمناسبة فإن الشعب المصري لا يعرف سنة ولا شيعة و يذهب لمراقد الصالحين لأن حب آل البيت فطري فيهم، فنحن نشرف ديارنا و نعطرها برأس الشريف مولاي و سيدي الحسين ابن علي رضي الله عنهم اجمعين و سيدتي زينب بنت الإمام علي رضي الله عنهم و باقي الصالحين فعندنا أكثر من ما يزيد علي 1500 من آل البيت الكرام".

و أكمل قائلاً: "حبنا لآل البيت جعل أشياخ المتسلفة الذين يسبحون بحمد أمريكا ليلاً نهاراً يطعنون في إسلام مصر، ماذا قالوا لحكام قطر و حكام الخليج عند سماحهم للقواعد الأمريكية في حفر الباطن و البحرين و قطر و غيرها، فالنبي (ص) قال أخرجوا اليهود و النصاري من بلاد العرب، فعن أي عروبة و أي إسلام يتحدثون هؤلاء أشياخ الوهابية لم يتكلموا عن البغي علي اليمن أيضاً. لذا فقتلي السعودية و الإمارات في اليمن ليسوا بالشهداء قولاً واحداً في التشريع الإسلامي لأنهم بغاة أما قتلي اليمن فهم شهداء لأنهم ماتوا حتف أنفهم، ويفرق بين المعتدي و المُعتدي عليه، فالمُعتدي عليه هم الشعب المغلوب علي أمره المسكين الذين أعادوه لحقبة ما قبل التاريخ في اليمن و هم الشهداء عند الله بإذن الله، أما البغاة المحاربون من الإمارات و السعودية و ما يسمي بالتحالف قتلاهم بغاة أنا أقولها لكم و سجّلوها فتوي من الأزهر و مني أنا شخصياً: قتلي ما يسمي بالتحالف العربي في اليمن بغاة و في النار بإخبار من سيدنا محمد (ص) و بإقرار الحديث . لذا و بالعودة إلي مؤتمر الشيشان فإنه فرصة ، و ننحن نحمد الله أنهم شتموا الأزهر و شتموا مؤتمر الشيشان و تطاولوا علي مقام شيخ الأزهر حتي تفيق الدولة المصرية من تجليلها لهذا الفكر الوهابي أساس الإرهاب في العالم كما بات يعرف الجميع و أبشركم بأحدث كتبي في هذا الموضوع "السلفية و فتنة التكفير"الذي بات موجوداً في القاهرة يفضحهم بالحقائق و الوثائق".

وفيما يتعلق بمسعي البعض لإظهار حالة تنافسية بين المدينة و الأزهر للترديد في مرجعية أهل السنة في عالمنا الإسلامي، وهل إستبعاد السلفية الوهابية و الإحتفاء بالأزهر في هذا المؤتمر ذات الرعاية الدولية يدل علي إدراك و مقبولية أكبر للأزهر و إعتداله عند العالم أجمع و الغرب خصوصاً؟ رد الشيخ أحمد بالقول : "الأزهر الشريف كما هو معروف يمارس دوراً علمياً و وطنياً، فنحن لا يعنينا مكان أو حكام مكان استضافة المؤتمرات بل يعنينا و بكل صراحة و أخصكم بهذا الأمر هو منطقة وسط أسيا التي أصبحت مفرخة لفصائل الإرهاب في العالم فـ 70% من الإرهابيين من وسط أسيا، من الذي أوصلهم إلي هذا؟ طبعاً الفكر الوهابي، فلا أخفي عليكم هناك مدارس دينية إسلامية كثيرة في هذه الدول و بإنفاق هائل من المملكة العربية السعودية، أنا رأيتها بنفسي عندما صحبت فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور الطنطاوي رحمه الله و ذهبنا إلي دولة طاجيكستان لمؤتمر الإمام أبي حنيفة، وفي جولاتي الميدانية في طاجيكستان رأيت هذه المدارس المدعومة من السعودية كلها تعلّم تكفير الأشاعرة، وتكفير الماتريدية، وتكفير الشيعة والإباضية، وتكفير الصوفية و لم يتركوا أحداً من أهل القبلة إلا وكفروه، هذا الشباب يخرج مشبعاً بالتكفير و الآن بات ينضم لهذه الجماعات التكفيرية الإرهابية، فرب ضارة نافعة، يعني السخط الدفين و الوهابية المتسلفة و المراهقة السياسية عندهم و هجومهم الضاري علي الأزهر و المؤتمر أفادنا كثيراً، ثم الأزهر أعلن ترحيبه بأي حوار و عدم تكفيره احد و هذا يصب في مصلحة إخواننا الشيعة فقه آل البيت عليهم رضوان الله و يفتح أبواب جديدة و يفصح عن مرجعية أهل السنة و الجماعة الواقعية الأمر الذي لا ريب فيه".

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة