ريتشارد مورفي: نجاة السعودية من حرب اليمن أمر صعب


ریتشارد مورفی: نجاة السعودیة من حرب الیمن أمر صعب

أجرت صحيفة الأخبار اللبنانية حوارا مع الدبلوماسي الامريكي السابق ريتشارد مورفي تناول مختلف القضايا المتعلفة بالشرق الأوسط وقد أكد مورفي خلال هذا الحوار ان الادارة الامريكية باتت مقتنعة بأن الرئيس السوري باق في الحكم ولن يرحل كما قال ان السعوديين عالقين في حرب من الصعب الخروج منها.

 يعد الدبلوماسي الأميركي السابق ريتشارد مورفي من الأسماء القديمة المعروفة في ملفات الشرق الأوسط، حيث شغل مناصب عدة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، أبرزها سفير واشنطن لدى دمشق وأيضاً لدى الرياض، كما كان مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وآسيا الجنوبية. الآن وبعد مرور فترة على عمله الدبلوماسي، يعبّر مورفي عن رؤيته للوضع في المنطقة استناداً إلى تجارب سابقة، ومحطات تاريخية مهمة. وهو يرى أن بعض دول الخليج الفارسي مستعد للذهاب إلى حد تكرار سيناريو أفغانستان في سوريا، من أجل إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد.  

وفي بداية الحوار طرح مراسل صحيفة الاخبار سؤالا على مورفي حول الغارة السعودية على صنعاء، واذا ماكان يعتقد بأنها ستمثّل نقطة تحوّل في السياسة الأميركية تجاه الحرب في اليمن، فأجاب مورفي" أعتقد بأن هناك قلقاً متزايداً في واشنطن من العمليات العسكرية التي ينفذها السعوديون وحلفاؤهم. هم عالقون في حرب من السهل الدخول فيها، ولكن من الصعب الخروج منها. بالتالي، نحن نتفهم ذلك، وبالتأكيد نشجّع على خفض العنف. إلا أن السعوديين يردّون قائلين إن ما يحصل هو بسبب مساعي الإيرانيين لتوسيع سيطرتهم ونفوذهم في شبه الجزيرة العربية، ونحن (أي السعوديون) لن نقبل ذلك.

وحول رؤيته لتأثير حرب السعودية في اليمن على المصالح الأميركية، خاصة بعد ان بات واضحا أنها منحت «القاعدة» و«داعش» موطئ قدم أكبر، قال مورفي "نعم، أعتقد أن هذا صحيح. كان لدى تلك الجماعات نفوذ وحضور في اليمن، وبالتأكيد توسعت هذه الجماعات مع مواصلة الحرب. أتفق مع هذه النقطة، وهي نتيجة مؤسفة جداً".

وبشأن الضغوط التي يجب ان تمارسها واشنطن على الرياض بهذا الصدد صرح مورفي "أنا متأكد من أننا نتحدث مع السعودية عن ضرورة إيجاد طريق يؤدي إلى مفاوضات حقيقية، وحلّ سياسي حقيقي في اليمن، وهذا لن يكون سهلاً. جرت محادثات مكثفة بين الأطراف المتنازعة في الكويت، استمرت لفترة طويلة. بالتأكيد هناك مساعٍ تُبذل في واشنطن من أجل إعادة إحياء هذه المفاوضات، والمضي باتجاه حلّ سياسي".

وفيما اذا كان يتفق مع فكرة أن القيادة السعودية الحالية تختلف عن غيرها لجهة سياستها وخطواتها التصعيدية، قال هذا الدبلوماسي الأمريكي السابق "التوتر بين إيران والسعودية ليس بالأمر الجديد. السعوديون يرون أن طهران تمارس سياسة متعمّدة، بتوسيع نفوذها و«السيطرة» على شرق المنطقة العربية. ويشيرون إلى أنهم ملزمون اتخاذ موقف حيال ذلك. الملك سلمان وحكومته فعلا ذلك. إنّه ردّ قوي أكثر ممّا شاهدنا في الأعوام السابقة"، حسب تعبيره.

وتطرق الحوار بين الاخبار ومورفي الى موضوع قانون «جاستا» الذي أقره الكونغرس ولماذا تم التوقيع عليه الان اعتبر مورفي "لماذا إقرار القانون الآن، فهو يعود إلى أن العائلات لم تشعر بالرضى، وهي تشعر بأنه لا بدّ من وجود تورط حكومي سعودي في الهجمات، ذلك أنها تنظر إلى عدد المواطنين السعوديين الذين شاركوا في تنفيذ الهجمات. ولا تعطي هذه العائلات الكثير من الاهتمام لحقيقة ما حصل في 11 أيلول، بل ترى أنه لم تجرِ معالجة قضيّتهم كما يجب، وهي تطالب الآن بتحقيق العدالة. لكن الحكومة الأميركية، خلال رئاسة جورج بوش الابن، أجرت تحقيقاً شاملاً لم يكشف أي أدلة على تورّط جهات حكومية سعودية. ولا أعتقد بأن المحاكم التي ستنظر في شكاوى العائلات ستكتشف أي أدلة" حسب قوله.

وفيما قال مورفي ان قادة الكونغرس سيعيدون دراسة الـ«جاستا» بعد الانتخابات اعتبر ان هناك تخوّف متزايد من الإسلام المحافظ الذي يمارَس في بعض دوائر رجال الدين السعوديين، وقد ساهم هذا الوضع بربط السعودية بـ«داعش».

وأيد مورفي الفكر السائد بأن" إدارة أوباما تعدّ «داعش» و«القاعدة» التهديد الأكبر، بينما تعدّ السعودية إيران وحلفاءها تهديداً أكبر".

وحول نظرته إلى رؤية الولايات المتحدة تجاه حزب الله، في ظل قيام حزب الله بمحاربة «القاعدة» والجماعات التابعة لها في سوريا صرح الدبلوماسي الامريكي السابق" قبل أعوام، صنّفت واشنطن حزب الله منظمة إرهابية. هو يحارب «داعش» و«القاعدة» ولكن في الوقت ذاته داعم كبير للنظام السوري، وواشنطن تنظر إلى النظام على أنه تسبّب بدمار ومعاناة هائلة لدى الشعب، ولا ترى كيف يمكنه أن يعلن حقّه بالحكم على المدى الطويل، ولكن حصل تحوّل في واشنطن، قبل عامين أو ثلاثة أعوام، فبينما كان الرئيس أوباما قد تحدث عن ضرورة تنحي الأسد، خلال عامي 2011 و2012، إلا أن الأمر تحوّل إلى إدراك بأن ذلك لن يحصل، وأن الأسد ليس على وشك ترك السلطة، ويجب أن تكون المصالحة السياسية هدفاً لجميع الأطراف، ولكنّ هذا الهدف لا يتشاركه الجميع. يقول البعض إن على الاسد الرحيل، قبل البدء بأي عملية مصالحة. أعتقد بأن واشنطن غيّرت موقفها، وهي تقول إن ذلك لن يحصل على أرض الواقع، ويجب إطلاق مفاوضات يمكن أن تؤدي إلى الاعتراف بالأسد رئيسا انتقاليا".

 واضاف مورفي "يمكن التوصل إلى هذا الاستنتاج من خلال المواقف الأميركية المعلنة. ربما هي قراءة بين السطور. هناك إدراك بأن الأسد قوّة يجب أن تؤخذ بالحسبان في سوريا اليوم".

وحول اذا ما كان يعتقد بأن دول الخليج مستعدة لفعل أي شيء للإطاحة بالحكومة السورية، حتى إن كان يعني ذلك سيناريو أفغانيا جديدا صرح ريتشارد مورفي "طالما أن هذه الدول ترى أن هناك تحالفاً وثيقاً بين الحكومة السورية والحكومة الإيرانية، نعم. أرى أن هذه الدول مصممة على دعم تلك الأطراف المصمّمة بدورها على إطاحة الأسد".

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة