هل ستغادر الأزمة السورية من بوابة الجنوب؟

هل ستغادر الأزمة السوریة من بوابة الجنوب؟

بقي الجنوب السوري منذ بداية الأزمة السورية ساحة معارك طاحنة بين الجيش السوري والمجموعات الإرهابية المسلحة التي تنتمي لفصائل وتشكيلات متعددة من حيث التبعية والتمويل ولعل أبرزها الآن "جبهة النصرة" وظهور تشكيلات موالية لـ "داعش".

لم تنخفض حرارة المواجهات منذ الأيام الأولى للأزمة السورية بين الجيش السوري والمجموعات الإرهابية المسلحة في محافظة درعا وريفها التي كانت منطلقاً للأزمة ومخبراً للدول الداعمة للإرهاب في محاولاتهم لإسقاط الدولة السورية.

وعلى الرغم من الدعم المنقطع النظير الذي تلقته المجموعات المسلحة منذ بداية الحرب من العتاد والسلاح والمال إلا أن الجيش السوري استطاع وبعد سنوات من المعارك الاحتفاظ بمواقعه في درعا المدينة والريف القريب والحفاظ على الاستراد الدولي دمشق ـ درعا ومفاصله الأهم كـ"الصنمين ـ ازرع ـ خربة غزالة".

فقد شكلت جبهة "درعا البلد" حائط الصد المتين عن الخاصرة الجنوبية لسوريا حيث خاضت وحدات الجيش السوري هناك أعتى المعارك لمنع التنظيمات الإرهابية من تحقيق أي خرق، وكان آخرها دفع جبهة النصرة بآلاف المقاتلين والآليات المدرعة والتمهيد المدفعي ضد مواقع الجيش السوري لإحداث تغيير في خارطة السيطرة لصالحهم بما فيه استخدام الآليات المفخخة لكن الجيش السوري تمكن من امتصاص هذه الهجمات والاحتفاظ بمواقعه التي لم يغادرها منذ بدابة الحرب.

لكن الجيش السوري وبالتخطيط مع الحلفاء لم يعد يرى بالحالة الدفاعية هي الحالة الأمثل للموقف القتالي السائد، ولم يعد لديه متسع من الصبر لتعرض وحداته بين الحين والآخر لهجمات انتحارية أو استهداف مدفعي أو حتى مناوشات بسيطة وعدم السماح للنصرة وأخواتها بشن معارك تحت تسميات مختلفة للسيطرة والتقدم.

 لذلك قام الجيش السوري بالتحضير لهجوم شامل يحقق فيه التقدم الساحق الذي لن يقف إلا بالوصول إلى الحدود، على غرار ما فعل على جبهات اللاذقية وفي معاركه في البادية.

دفع الجيش بتعزيزاته التي تشمل صنوف القوات المختلفة بعد عمليات موسعة من الاستطلاع البري والجوي، حيث بدأ بالتمهيد الناري ضد مواقع الجماعات الإرهابية بالإضافة لاستهداف الطيران الحربي لتحصينات الإرهابيين ومواقع انطلاقهم وأرتال المؤازرة التي جاءت من أماكن مختلفة محققاً إصابات مباشرة في صفوفهم.

تقدم الجيش السوري خلال أيام قليلة في عدة أحياء من "درعا البلد" كان أبرزها حي "النازحين والسد" موقعاً عشرات القتلى في صفوف المسلحين.

ولم يوقف هذا التقدم الساحق سوى اتفاق الهدنة لمدة 48 ساعة والذي أعطي كفرصة أخيرة للإرهابيين لتسليم سلاحهم وأنفسهم للجيش السوري للحفاظ على أرواح السكان المدنيين بعد تدخل عدد من الجهات المحلية والأهلية الساعية للمصالحة كما في العديد من المصالحات على امتداد الساحة السورية.

لكن من المتوقع أن تعود المعارك على أشدها في حال فشل جهود المصالحة فما صمم عليه الجيش السوري لن يتراجع عنه فحسم معركة درعا يعني الكثير ميدانياً وعسكرياً.

فالتلاصق الجغرافي بين درعا والقنيطرة يجعل من التوازن في القضاء على سيطرة الإرهابيين أمراً مهماً يتضح من خلال التكامل بين المحافظتين، وعلى الرغم من استهداف العدو الإسرائيلي لمواقع الجيش السوري إلا أن الأخير استطاع الاحتفاظ بمواقعه أيضاً لمنع النصرة الذراع الإسرائيلي الجديد من التقدم، فقد غدا واضحاً التنسيق بين إسرائيل والتنظيمات الإرهابية المسلحة في المنطقة والتي أفشل الجيش السوري تعاونهم في تحقيق هدفهم الأسمى وهو قضم الجنوب وإقامة كيان مستقل يحمي الكيان الصهيوني ويعطيه الأمان.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار حوارات و المقالات
أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة