مفتاح الغوطة الشرقية وبوابة البادية

مفتاح الغوطة الشرقیة وبوابة البادیة

لم تعد المعارك التي يخوضها الجيش السوري بالتعاون مع حلفائه في كثير من المناطق على الارض السورية تقاس بالمساحة فقط بل بمحاور القتال والقدرة على خرق تحصينات العدو الصلبة بعد تثبيته فيها لاشهر واحيانا لسنوات، وهنا يغدو التقدم بالأمتار يكتسب أهميتة البالغة وخاصة في معارك المدن وحرب العصابات.

ولعل الجبهات القريبة من العاصمة  دمشق خير مثال على ذلك وعلى سبيل الحصر جبهة حي جوبر الملاصق للعاصمة، فقد سيطر الجيش السوري منذ بدء عمليته العسكرية في الحي المذكور على قطاع هام جدا كان يعتبر خط الدفاع القوي للتظيمات الإرهابية ومنطلقا باتجاه الجوار خلال السنوات الماضية، ولم يعتبر خط دفاع أرضي فقط، بل تحت أرضي حيث تعتمد هذه الجماعات على حرب انفاق متكاملة، وجد الجيش السوري وحلفاؤه الحل لها باكرا بخوض معارك أنفاق بالمثل ومن يسبق للهدف يكسب.

كان خط الاشتباك الأولي يمتد من الدخانية إلى جسر الكباس الاستراتيجي ثم ينحني باتجاه عين ترما مشكلا مثلثا خاض الجيش معارك عنيفة للسيطره عليه وتشكيل خاصرة مؤرقة لحي جوبر، وهذا ما أتاح له الإشراف بشكل مباشر على وادي عين ترما وتركيزه لقواعد نيرانه وتمكنه من تأمين جبهة انطلاق ونقاط حاكمة جديدة جنوب غرب حي جوبر، حيث أمن ذلك تقدما ناجحا في إطار عمليته لإحكام الطوق حول جوبر.

ورغم محاولة الفصائل إعادة السيطرة على مافقدته في المنطقة المذكورة كان لثبات وحدات الجيش التي وصلت وثبتت مواقعها بسرعة الدور الاكبر في تجميد فاعلية الهجوم وافقاد الفصائل الإرهابية فاعلية الهجوم  رغم تجهيزاتها المتنوعه.

وكان للاستطلاع الدقيق الذي قامت به وحدات الاستطلاع البري والجوي الدور الابرز في إفشال الهجوم حيث تم رصد استقدام مئات المقاتلين مع عتادهم على محور عقدة عين ترما - جوبر حيث تم توجيه ضربة جوية قاسمة في الوقت المناسب والإجهاز على محاولات التسلل ووصول انتحاريين إلى القوات المتقدمة حيث قتل القيادي البارز الملقب " أبو اليمان الاردني" مع عدد من مرافقيه في محيط عين ترما.

كما تخوض وحدات الجيش حرب شوارع وصفت بالأعنف نتيجة انتشار القناصين الكثيف وربط الكتل البنائية المدشمة ببعضها البعض بخنادق مسقوفة وأنفاق ، وافاد مصدر عسكري بأن " وحدات من الجيش السوري نفذت هجومٱ خاطفٱ نحو تجمعات المسلحين وتمكنت من السيطرة على عدد كبير من كتل الأبنية أهمها نقطة عقدة جسر زملكا".

وأضاف المصدر أن " مدفعية الجيش استهدفت تجمع للمسلحين حاولوا نقل جرحاهم إلى مشفى حزرما الميداني.

ولعل أهمية هذا التقدم وعجز الجماعات المسلحة من ردعه دفع الجهات الداعمة لهم بتلفيق أخبار كاذبة حول استخدام الجيش السوري لغاز السارين في نقطة عين ترما لتبرير ماتنوي ربما القيام به في إطار إعتداء جديد ضد القوات المسلحة السورية لأسناد قوة الإرهابيين ومنع انهيارهم.

وفي المقلب الاخر حيث يتجه الجيش للعمل بقوة على كسب الأمتار في المدن والكيلومترات في البادية فقد تابع الجيش عملياته في البادية السورية متقدما شرق" تل دكوه وتل هويمل " الانجاز الاهم في البادية المتصلة بالغوطة حيث قطعت طرق الامداد والتواصل وخاصة بعد سقوط منطقة بئر قصب بيد الجيش السوري التي ظلت لسنوات معبر للإرهابيين ومنطلقا لهم.

ستشهد الأيام المقبلة تتويج لعمل الجيش السوري وحلفاؤه بالسيطرة على مفاتيح النصر في المدن والريف والبادية على لهيب الحر الشديد الذي لم يحط من عزيمة جنوده .

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة